فيروس «ستاكسنيت» هو السلاح الالكترونى الذى قضى على خُمس أجهزة الطرد المركزية الإيرانية وهو نتاج الجهد الأمريكى الإسرائيلى المشترك للقضاء على جهود إيران لصنع القنبلة النووية الأمر الذى لن يدفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الخيار العسكرى لضرب البرنامج النووى الإيرانى. «ستاكسنيت» أول فيروس يستهدف نظم التحكم الصناعية ويمنح المتسللين السيطرة الفعلية على البنية الأساسية العامة مثل محطات الكهرباء والسدود والمنشآت الكيماوية.. وهذا الفيروس انتقل إلى حواسيب إيرانية عن طريق إحدى شرائح الذاكرة الصغيرة (فلاش ميمورى) أو الذاكرة الومضية وهى وسيط تخزين متنقل كثيرا ما يستخدم فى نقل البيانات بين أجهزة الحواسيب. الفيروس يتضمن عنصرين رئيسيين، الأول أنه مصمم لإخراج أجهزة الطرد النووية الإيرانية عن السيطرة، والثانى هو أن البرنامج سجل سراً العمليات الطبيعية فى المعمل النووى ثم شغلها على كاميرات المراقبة حتى يبدو كما لو أن كل شيء يسير على ما يرام فى حين تتمزق الأجهزة وتتضرر. ويذكر أنه خلافا لمعظم الفيروسات، فإن «ستاكسنيت» يستهدف الأنظمة التى تكون عادة غير متصلة بشبكة الإنترنت لأسباب أمنية.وبدلاً من ذلك فإنها تصيب الأجهزة عبر الذاكرة المتحركة USB والتى تستخدم عادة لنقل الملفات بين أجهزة الحاسوب. وما إن يدخل الفيروس لمرة واحدة، فإنه يطور رمزاً قادراً على إعادة برمجة ما يعرف ب «منطق التحكم» فى الآلات الصناعية، وبالتالى تَصدُر لها تعليمات جديدة. ويشار إلى أنه فى الأيام القليلة الماضية، أعلن رئيس الموساد المنتهية ولايته مئير داجان ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الجهود النووية الإيرانية شهدت انتكاسة. وأبلغ داجان الكنيست أن إيران واجهت صعوبات تكنولوجية قد تؤجل قدرتها على تصنيع قنبلة نووية إلى العام 2015 على حد قوله. كما أقر الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى شهر نوفمبرالماضى أن الهجوم الفيروسى المذكور قد تسبب فى «مشكلات» لبعض أجهزة الطرد المركزى الإيرانية لتخصيب اليورانيوم على الرغم من قوله إن هذه المشكلات قد حلت. وفى السياق ذاته أكدت الاستخبارات الغربية أن علماء نوويين من روسيا حذروا من وقوع كارثة نووية جديدة على غرار تشيرنوبيل فى مفاعل بوشهر الإيرانى بسبب الأضرار التى سببها فيروس ستاكسنيت الغامض الذى اكتشف العام الماضى، ويُعتقد على نطاق واسع أنه كان نتيجة هجوم متطور مشترك عبر الإنترنت بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. كما أشار التقرير الذى أعدته مجموعة من العلماء الروس العاملين فى محطة بوشهر الى أنهم لا يستطيعون ضمان تنشيط مفاعل بوشهر بصورة سليمة، رغم الاختبارت البسيطة والأساسية التى جربوها فى المفاعل، واتهموا الإدارة الإيرانية بعدم إظهار المسئولية المهنية والأخلاقية المطلوبة عادة فى مثل هذه القضايا وعدم احترام حياة الإنسان، وحذّروا من أن روسيا قد تجد نفسها مسئولة عن وقوع كارثة نووية جديدة على غرار تشيرنوبيل فى مفاعل بوشهر الإيرانى بسبب الأضرار التى سببها فيروس ستاكسنيت الغامض الذى اكتشف العام الماضى وذلك إذا سمحت روسيا بالمضى قدماً فى تنشيط مفاعل بوشهر فى الموعد المحدد من قبل الإيرانيين. لذلك فلابد من تأجيل تنشيط المفاعل حتى نهاية العام الجارى على الأقل لتمكينهم من إجراء تقويم مناسب للضرر الذى سبّبه فيروس «ستاكسنيت».