بصرف النظر عن أى مشاعر لدى بعضنا تجاه أمريكا، وهى مشاعر سببها الأساسى انحياز الإدارة المريكية الكامل تجاه إسرائيل على حساب الفلسطينيين، إلا أن الحقيقة التى لا يمكن تجاهلها هى ضرورة التعامل مع أمريكا باعتبارها القوة العظمى والكبرى فى العالم اليوم ولسنوات أخرى قادمة غير قليلة. قال لى أحد المصريين الذى له سنوات مقيما فى أمريكا إنه حاول أن يرصد ويسجل ملاحظاته على الشخصية الأمريكية سواء من حيث التعامل المباشر، أو تعامل المصريين والعرب المقيمين منذ سنوات داخل أمريكا، فالإمساك بمفاتيح الشخصية الأمريكية مهمة حتمية، وهذه بعض أهم ملامح هذه الشخصية. 1- الأمريكى يهمه أولاً وثانياً وعاشراً الصدق فى التعامل، وعندما تتحدث إلى بائع أو مواطن أمريكى فهو يفترض فيك الجدية والصدق ويتعامل معك على هذا الأساس (فى المقابل يحدث أن بعض العرب يدخلون أحد المحال لتضييع الوقت ويناقشون أحد البائعين وهم غير جادين فى الشراء). 2- يتعامل الأمريكى مع أى شخص على أساس أنه أمريكى له ما لهم وعليه ما عليهم. 3- من العادات التى يجب معرفتها عن الأمريكى عدم حبه أن يتصل به أحد تليفونيا بعد العاشرة مساءً. 4- أيضاً لا يحبذ الأمريكى استقبال أى شخص دون موعد سابق. 5- الأمريكى يترك بياناته كاملة فى جهاز الرد على التليفون (الأنسر ماشين) دون الخوف من المعاكسة لأن الوضوح هو أساس التعامل معه. 6- الأمريكى ودود بطبعه ومجامل جداً، ويلقى عليك التحية كلما شاهدك، مهما تكرر لقاؤه لك، ومعظم الباعة يبدأون بسؤالك عن أحوالك اليوم وعن الجو. 7- يرحب الأمريكى بدعوته على الطعام الذى يكون عادة فى أحد المطاعم العديدة والمتنوعة. 8- الحريات الشخصية مقدسة لدى الأمريكى، ولكن على كل النساء تحمل نتيجة أفعالهن كاملة. 9- لا تتحدث إلى الأمريكى كثيراً عن الصراعات الموجودة فى العالم لأنه لا يهتم بها. 10- يمكن للمشترى أن يفاصل فى السعر إذا كانت السلعة غير مسعرة ولا يغضبون من ذلك. 11- الأمريكى حريص جداً فى إنفاق المال ويضع الدولار فى مكانه، ومن النادر أن تجد سعرا برقم كامل مثل 70 دولاراً، بل يكون 69 دولاراً و99 سنتاً، ومن المستحيل أن يتجاهل البائع إعطاء السنت للمشترى. 12- فى العادة يحمل الأمريكى مبلغاً قد لا يتجاوز عشرين دولاراً ويعتمد على بطاقات الائتمان فى معظم معاملاته اليومية. 13- يحترم الأمريكى الخصوصيات الدينية للأقليات ولا يقحم نفسه فيها بأى صورة. 14- محطات التليفزيون الرسمية محافظة بدرجة كبيرة، بل إن برامجها أكثر محافظة من بعض التليفزيونات العربية. 15- الأمريكى بصورة عامة لا يترك للعواطف فرصة التحكم فى تصرفاته وردود أفعاله. 16- شىء طبيعى لدى الأمريكى أن يجلس فى الوضع الذى يريحه دون أن يعتبر ذلك تقليلاً من شأن من يجلس معه، لكنهم يعتبرون التجشؤ تصرفاً معيباً. 17- التحرش بأى فتاة اعتقاداً بأنهم مجتمع مفتوح ومتحرر حماقة يمكن أن تؤدى بصاحبها إلى السجن. هذه بعض مفاتيح الشخصية الأمريكية التى أعتقد أنها تفيد كل من يزور أمريكا. ??? دعاء لطيف هادئ مبتكر من قراءاتى هذا المقال للكاتب مشعل السديرى (جريدة الشرق الأوسط) تحت عنوان «دعاء لطيف هادئ مبتكر» جاء فيه: د. فؤاد مصطفى عزب ذهب للصلاة يوم الجمعة فى مسجد (كانسس ستى) فى أمريكا، وصادف ذلك اليوم أنه مناسبة (يوم الأب) واستغلها إمام المسجد فرصة لكى ينهى خطبته بهذا الدعاء الجميل الذى استحسنته، ولا أستبعد أن بعض الأئمة فى مساجدنا العربية لا يستسيغونه أو فى أبسط الأحوال يعتبرونه ضرباً من السذاجة، خصوصاً أنه خال تماماً من أى تشنج أو وعيد أو تهديد أو دعاء بعظائم الأمور، وجاء فى هذا الدعاء اللطيف والهادئ والمبتكر:(يا إلهى اجعلنى أبا فاضلاً.. علمنى أن أفهم مشاعر أبنائى، وأن أتعامل معهم بالعطف والتسامح، وأن أنصت بصبر وتأن إلى ما يرغبون قوله لى، وأن أجيب عن جميع أسئلتهم وتساؤلاتهم بصدر رحب، أدعوك يا إلهى أن تمنحنى القدرة على عدم مقاطعتهم وألا أخاطبهم بفظاظة، أو أن أناقض ما أدعوهم إلى فعله، أسألك يارب أن تعيننى على أن أعاملهم بلطف وكياسة تماما مثلما أريدهم أن يعاملونى، أدعوك يارب أن تمنحنى الشجاعة لكى اعترف بأخطائى نحو أبنائى، وأن أطلب منهم الصفح والعفو كلما شعرت بأننى قد أسأت إليهم، رب لا تجعلنى أجرح مشاعرهم أو أن أقوم بالاستهزاء من أخطائهم، أو أن ألجأ فى عقابهم إلى إشعارهم بالخزى والخجل والسخرية، رب ساعدنى ألا أغوى أبنائى وألا أدفعهم إلى الكذب أو السرقة، وأرشدنى فى جميع المواقف لكى أكون القدوة الصادقة لهم فى كل عمل أو قول أو فعل، أدعوك يا إلهى أن تجعلنى أكف عن التذمر والشكوى أمامهم، وأن تساعدنى يارب أن أمسك بلسانى عند انحراف مزاجى، أدعوك يارب أن تحجب عن ناظرى الأخطاء الصغيرة التى يرتكبها أبنائى، وأن تساعدنى على رؤية الأشياء الحميدة التى يقومون بها. أمنحنى يارب الكلمة الجاهزة والمناسبة للتعبير عن المديح الصادق لكل عمل حسن يؤدونه، ساعدنى يارب على أن أكبر وأنمو مع عقلية أبنائى وأن أعاملهم بعدالة وألا أستثنيهم من القناعات التى يؤمن بها الراشدون، وأعنى على ألا أحرمهم من فرصة الاعتماد على أنفسهم وفرصة التفكير والاختيار واتخاذ القرارات، أسألك اللهم أن تمكننى من تحقيق جميع رغباتهم الأساسية التى تساعدهم على تحقيق كينونتهم كأفراد صالحين فى مجتمعهم، وأن تمنحنى الشجاعة لكى أمنع عنهم الامتيازات التى قد ينطوى منحى لهم إياها على الإضرار بهم، اجعلنى يارب جديرا بحب أبنائى وتقديرهم، اللهم امنحنى هدوء الأعصاب ورباطة الجأش وضبط النفس، وأهدهم ويسر لهم سبل النجاح والإيمان بك، وأبعد عنهم المساوئ والمصائب والآثام.. آمين) وأنا معه أيضاً أقول: آمين، وأمين كمان، غير أن سؤالى الذى قد لا يكون فى مكانه هو: هل مثل هذا النهج اللطيف الهادئ يصلح لخطباء يوم الجمعة فى المساجد ببلادنا العربية؟ إنه سؤال لا هو بالبرئ ولا هو بالخبيث.