ما هى حقيقة الطرود المفخخة ولماذا انتشرت بهذه السرعة بين العواصمالغربية؟ وهل هى حرب ضد العرب أم ضد القاعدة وهل يتعامل معها الرئيس أوباما كدعم انتخابى له أو ستبدأ بالفعل محاربة شبح القاعدة، ولكن بأسلوب استخبارات بدلا من الاستخدام المفرط للقوة العسكرية فى المنطقة؟ فى تصريحات خاصة لمستشار الرئيس اليمنى سالم صالح محمد ل أكتوبر حذر من تحويل اليمن إلى أفغانستان ومعاقبة الشعب اليمنى وطالب بتقديم الدعم اللوجستى والاستخباراتى لليمن بدلا من تدمير منشآته. وقد انتشرت عدوى الطرود المخففة بسرعة البرق بين العواصمالغربية وكأنها الحرب على العرب وليست ضد القاعدة وانطلقت البيانات فى فرنسا- ألمانيا أمريكا وغيرها لكن العواصم العربية تعاملت بحذر مع قصص التفخيخ وحذرت من تحويل اليمن إلى أفغانستان جديدة خاصة فى ظل البيانات التى تمطرها سماء الغرب كل عشر دقائق عن اكتشاف لطرود مفخخة وإذا كانت كل هذه القصص حقيقية بحسب أقوال المراقبين فإن هذا دليل على نجاح العمليات الاستخباراتية بين الدول ويؤكد فى الوقت نفسه على عدم الحاجة لاستخدام القوة المسلحة لمحاصرة اليمن وجبالها. وهذا ما أكده مستشار الرئيس اليمنى سالم صالح فى اتصال هاتفى مع أكتوبر مبيناً أن أوضاع اليمن ليست على درجة من السوء التى خرجت بها وسائل إعلام العواصمالغربية وقال: لا توجد علاقة بين الحراك الجنوبى والقاعدة فهناك تهويل ومبالغة لما يحدث فى اليمن. وطالب بتقديم الدعم اللوجستى من قبل أجهزة الاستخبارات المختلفة فى العالم- لمحاصرة القاعدة. وأضاف أنا كيمنى أشعر بنوع من الألم عندما يتحدث الآخر عن الإرهاب لأن اليمن يعانى من الإرهاب ولا يمكن اعتباره مفرخة. واشتكى من الحصار الذى فرض مؤخرا على أهل اليمن ومصالحهم فى الداخل والخارج. وقال: كل يمنى يشعر بالغبن لأنه متهم إلى أن يثبت براءته. وأفاد أن كل العقلاء يفسرون إعلان أوباما للحرب على القاعدة فى اليمن بأنه مجرد لعبة انتخابية فى أمريكا أكثر من كونه عملا يمس أمن وسلامة أمريكا. وقال لابد من التفريق بين محاصرة الشعب اليمنى والحرب على القاعدة وحذر من استخدام الطائرات العمياء «بدون طيار» لضرب أحياء اليمن وجبالها على غرار ما يحدث فى أفغانستان ودعا الدول العربية والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدةالأمريكية إلى بحث هذه المخاطر وعواقبها قبل التورط فى حرب جديدة بالمنطقة تؤثر على دول الخليج بالدرجة الأولى. قوات خاصة/U/ يذكر أن اليمن يستضيف عددا من القوات الأمريكية الخاصة والخبراء لتدريب القوات اليمنية على مكافحة القاعدة كما توجد أيضا قوات من بريطانيا لنفس السبب وسط مخاوف عن تحول اليمن إلى ملجأ آمن للقاعدة ومركز جاذب للجهاديين القادمين فى أفغانستان والعراق وتأتى كل هذه المخاوف على إثر اكتشاف طرود مفخخة مصدرها اليمن واكتشفت من قبل سلطات الأمن فى دبى والأمن البريطانى فى أيست ميدلاند على متن طائرتى شحن كانتا فى طريقهما إلى أمريكا. وما يثير مخاوف المراقبين فى الدول الغربية أن اليمن المرتبط فى ذهن العالم بالفقر والحروب الأهلية باتت لديه الإمكانات لإرسال طرود مخففة وذات تقنية عالية. وقد أشادت واشنطن بالتعاون الاستخباراتى الذى قدمته السعودية والإمارات. وسرعان ما دخلت بريطانيا على الخط وأعلنت وزيرة داخليتها- أن بلادها تجرى مراجعة الإجراءات الأمنية المتعلقة بكل أشكال الشحن الجوى الدولى القادم إلى بريطانيا بعد العثور على طرد ملغوم أرسل من اليمن على متن طائرة ثم أعلن فى فرنسا أن طرد ملغم كان يستهدف الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى وبدأت العواصمالغربية تسترسل فى حكايات الطرود المفخخة كما لو كانت اليمن لديها إمكانات دولة عظمى تسخرها للإنفاق على الإرهاب والقاعدة. وبدأت الصحف العالمية تتحدث عن أرض اليمن السعيد إلى أرض خصبة للإرهاب واليوم أصبحنا أمام إدانة سياسية وإعلامية لليمن دون علم الشعب اليمنى الذى استيقظ من نومه على صراخ الدول صانعة القرار التى تشكو من إرهاب اليمن دون أن تقدم له أى نوع من الدعم لمحاصرة هذه الظاهرة وفضلت مصادر مصالح الشعب اليمنى وتجارته مع دول العالم وعبر القارات باعتباره شعبا إرهابيا! ونسيت الأول صانعة القرار أن ثقافة السلاح فى اليمن جزء من تراثه، وحمل السلاح يعنى كرامته وشرفه فى حين أن هذه الثقافة لدى الغرب تعد من السمات الرئيسية للقاعدة وللإرهاب وأن كل من يحمل السلاح هو إرهابى. ومن هنا باتت المسئوليات مركبة على الحكومة اليمنية والرئيس على عبد الله صالح للتحرك وبسرعة وللتفريق بين ثقافة حمل السلاح فى بلاده وبين حمل القاعدة للسلاح وكذلك للحد من هذه الظاهرة إضافة لاتخاذ إجراءات عملية للحد من ظاهرة القبلية فى اليمن التى تهدد مصالح اليمن وأمنه وربما تكون أساسا لعقابه والحرب عليه أو تحويله إلى أفغانستان جديدة فى ظهر الخليج العربى.