هى أم مثل أى أم مصرية.. تقف على أصابع قدميها من أجل أسرتها حتى وهى مريضة فهى تبحث عن راحة أولادها وزوجها.. لا تدخر جهدا ولا تبخل على أسرتها بأى شىء حتى ولو كان الصحة.. مهما تشعر من آلام وتعب إلا أنها تشعر بالسعادة عندما ترى نظرة الرضا والسرور فى أعينهم.. كانت تقف بالساعات يوميا لخدمتهم.. لم تشعر بالتعب يوما.. كانت كالجبل الراسخ.. ولكن آلامها تزايدت وأصبحت تهد جبالاً.. أصبحت غير قادرة على الوقوف على قدميها.. لاحظ الزوج.. وسأل وهى أنكرت شعورها بالألم.. ولكن كانت ليلة ليلاء عندما باتت تصرخ من الألم.. حملها زوجها إلى المستشفى وتم إعطاؤها حقنة مسكنة وأكد الطبيب أنها تعانى من مغص كلوى.. مرت أيام قليلة وعاودها الألم وزاد عليه إصابتها بارتفاع بدرجة الحرارة ونوبات قىء.. عادت مرة أخرى للمستشفى وهنا طلب الطبيب إجراء بعض التحاليل وكانت الصدمة التى زلزلت كيان الأسرة كلها.. إنها مصابة بفشل كلوى وتحتاج إلى ثلاث جلسات غسيل دموى أسبوعياً وهكذا انهارت الزوجة وهى ترى نفسها غير قادرة على خدمة أسرتها وأنها أصبحت تمثل عبئا على الزوج الذى يجد قوت يومه بطلوع الروح وخاصة أنه رجل كبير السن ويحتاج إلى الراحة بعد طول عناء ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. ووجدت نفسها تضطر إلى مد يدها طلبا للمساعدة لتواجه أعباء المرض.. من يرد مساعدتها يتصل بصفحة مواقف إنسانية.