بدعوة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا اختيرت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية لتكون المتحدث الرئيسى فى الجلسة الافتتاحية فى المؤتمر العلمى الذى تعقده الوكالة بصفة دورية تحت مظلة مؤتمرها العام والذى تخصصه سنوياً لإبراز الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.وقد كان هذا الاختيار تقديرا واعترافا بدور مصر الرائد كنموذج ناجح للدول النامية فى مواجهة التحديات الصحية وخاصة فى مرض السرطان، كما كان تقديرا للسيدة الأولى لدرها الرائد فى مجال مكافحة الأورام، ومن ثم حثها للمجتمع الدولى للإسهام فى المشروع الوطنى الإنسانى بإنشاء أول مستشفى متخصص لسرطان الأطفال 57357 فى مصر والشرق الأوسط ليمثل إنجازا وطنيا يفخر به المجتمع لما يوفره من علاجات حديثة واكتشافات مبكرة للمرض والعلاج المبكر للمرض، بالإضافة إلى تبنى سيادتها للحملة القومية لمكافحة سرطان الثدى والتى استهدفت الكشف المجانى على السيدات مما أدى إلى إنقاذ حياة الكثيرات منهن من خلال الوصول بهذه الخدمة إلى القاعدة العريضة من الشعب المصرى من خلال عيادات متنقلة عبارة عن عربات مزودة بجميع وسائل التشخيص المبكر والعلاج للمرضى ليضاف إلى جهودها العديد من المبادرات والأنشطة فى جميع المجالات لتحظى بالتقدير المحلى والإقليمى والعالمى،وخاصة أن هذه المجهودات تعكس اهتمام ودعم الدولة الخاص بالمرأة وصحتها المتمثلة فى تنفيذ كثير من المشروعات التى تهتم بتقديم الخدمة الصحية والتنموية للمرأة مع تضافر الجهود الأهلية والحكومية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للمواطن من الخدمات الصحية، بالإضافة إلى إرساء السيدة سوزان مبارك قريباً حجر أساس إعادة بناء المعهد القومى للأورام الذى تم إنشاؤه منذ 1969 ليعد أحد الأعمدة الرئيسية للتحرك على مستوى الدولة فى مواجهة هذا المرض الخطير والذى أسهم فى تحقيق إنجازات علمية كبيرة فى علاج الأورام، بالإضافة إلى تخريج العديد من الدفعات المتميزة من الأطباء المصريين فى هذا التخصص وقد ألقت السيدة سوزان مبارك كلمتها الرئيسية فى الجلسة الافتتاحية، حيث أكدت فيها على أهمية التعاون بين الدول النامية والمتقدمة فى المجالات المتعلقة بمكافحة وعلاج مرض السرطان وتبادل المعلومات ودعم الصناعات الدوائية من أجل مستقبل أفضل للإنسانية على ضوء توافر الأمل فى الشفاء دائماً. وأضافت سيادتها أن مرض السرطان ينشر الألم والدمار فى حياة من يطولهم أينما كانوا فى بقاع العالم لكن من يصاب به فى الدول النامية تتراجع فرصته فى النجاة من المرض إلى حد كبير نتيجة نقص الموارد وعدم كفاية الرعاية الصحية، وأشارت إلى أنه فى الدول النامية تبلغ فرصة المصاب فى النجاة 25% مقابل 54% فى الدول المتقدمة، وبالرغم من ذلك فإن انتشار السرطان أخذ فى الازدياد، وشددت سيادتها على أن مواجهة السرطان تعد معركة حقيقية تحتاج إلى ضرورة حشد الموارد بجميع أشكالها، مشيرة إلى أن تكلفة علاج الطفل المريض يتراوح فيها ثمن العلاج الكيماوى للحقنة الواحدة ما بين 3 إلى 7 آلاف جنيه مصرى، وأشارت إلى أن بعض الناس يشيرون خطأ إلى أن السرطان هو آفة العالم المتقدم بالرغم من أن 60% من حالات مرض السرطان فى العالم توجد فى الدول النامية. وأكدت سيادتها على أهمية الموارد فى مواجهة تحدى السرطان، مشيرة إلى أن 5% فقط من الموارد العالمية لعلاج مرض السرطان تنفق فى الدول النامية ولذا فكيف للدول النامية أن تخوض هذه الحرب بدون الموارد المناسبة؟! كما وجهت سيادتها الشكر إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجهودها فى عقد المنتدى، كما وصفت مساهمات الوكالة بأنها مساهمات استثنائية ووجهت سيادتها رسالة باسم العالم النامى لهذا المحفل العالمى من منطلق رئاسة مصر للدورة الحالية لحركة عدم الانحياز لتدعو من خلالها دول العالم المتقدم للسعى نحو توفير المزيد من الموارد المالية والفنية لجعل علاج مرض السرطان فى متناول الجميع. كما ذكرت سيادتها العديد من الجهود التى تم تنفيذها فى مصر لمحاربة مرض السرطان وقالت: لقد قمنا بتنفيذ حملة للكشف المبكر على سرطان الثدى منذ ثلاث سنوات باستخدام العيادات المتنقلة المزودة بمعدات التصوير الإشعاعى الرقمى والاتصال عبر الأقمار الصناعية لتقليل التكلفة والتغلب على قلة الخبرة فى الأماكن التى يتم زيارتها، وقد تم من خلال هذه العيادات فحص أكثر من 70 ألف امرأة مجانا وأكدت سيادتها على إحراز مصر تقدماً كبيراً فى إتقان البيولوجيا الجزيئية فى بعض الجوانب الطبية من بينها العمل فى أمراض القلب مع الطبيب المصرى مجدى يعقوب فى لندن والدكتور مصطفى السيد الحاصل على وسام العلوم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يناقش فى زياراته المتكررة إلى مصر عمله المتقدم فى جزيئيات الذهب متناهية الصغر والتى يمكن أن تحاصر خلايا الورم والمساعدة على تدميرها عن طريق الحرارة. وأشارت سيادتها إلى إنشاء المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا لمعالجة القضايا والمشكلات التى تواجهنا فى مصر مؤكدة على الجهد الذى تبذله مصر وستواصله بكل ما فى وسعها من جهود على المستوى الدولى والمحلى للتغلب على مرض السرطان حيث قامت منذ مدة كبيرة بدعم أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بالسرطان. وخلال الجلسة الافتتاحية تحدث يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى أشاد بالجهود التى تبذلها السيدة سوزان مبارك فى مجال دعم ومساندة الجهود الأهلية لكى تحقق إنجازا ملموسا لمواجهة المرض، وأضاف أنه خلال العام الأول من رئاسته للوكالة أتيحت له الفرصة لزيارة العديد من المراكز الطبية العاملة فى مجال تشخيص وعلاج مرض السرطان بكل أنواعه مشيراً إلى زيارته إلى مصر والتى تفقّد من خلالها مستشفى سرطان الأطفال 57357 ليجد نموذجا رائعا للتكافل الاجتماعى بين جميع فئات الشعب المصرى. وعقب الجلسة الافتتاحية للمنتدى عقدت السيدة سوزان مبارك سلسلة من اللقاءات مع قرينة رئيس منغوليا ورئيس المعهد القومى للسرطان بأمريكا والتقت سيادتها بوحدة الإعلام بالأممالمتحدة التى وثقت زيارة السيدة سوزان مبارك للوكالة الدولية ضمن وثائق الأممالمتحدة. وعلى هامش المؤتمر فقد استقبلت السيدة مارجريت فيشر قرينة رئيس النمسا بمقر الرئاسة النمساوية السيدة سوزان مبارك فور وصولها إلى العاصمة النمساوية فيينا حيث استعرضت سيادتها خلال اللقاء الإنجازات التى حققتها مصر فى مجال تعليم الفتيات ومناهضة ختان الإناث ومشروع تطوير المدارس (مشروع المائة مدرسة) وحقوق الفتيات وتوفير فرص العمل والبرنامج القومى لتطعيم الأطفال ومكافحة الاتجار بالبشر من خلال دور حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام مؤكدة على الدور الذى أحرزته مصر فى فترة زمنية قصيرة لإنجاز ما سبق من مشروعات وخدمات وطنية. وقد أشادت السيدة فيشر بما حققته مصر فى مجال مكافحة ختان الإناث حتى أن هناك قرى بأكملها أعلنت أنها خالية تماماً من ختان الإناث.