وكيل «صناعة النواب»: تجديد الثقة في «مدبولي» يرسخ لاستقرار السلطة التنفيذية    رئيس الوزراء يتابع عدداً من ملفات عمل صندوق مصر السيادي    محافظ جنوب سيناء يتفقد لوحة الشرف الخاصة ب المحافظين السابقين    "وزارة استثمار جديدة".. عضو الشيوخ يكشف ملامح الحكومة الجديدة    رئيس مياه القناة يتفقد محطات محافظة السويس    مع بدء محاكمته.. نجل "بايدن" يقف عقبة أمامه في الانتخابات الرئاسية    تفاصيل مقتل أربعة أسرى إسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة    رسميًا.. مصر تتقدم بطلب استضافة كأس السوبر الإفريقي    أول رسالة من شقيق مبابي بعد الانتقال إلى ريال مدريد    إسكتلندا تهزم جبل طارق بثنائية    انتحلوا صفة رجال شرطة.. تفاصيل سقوط عصابة لسرقة مشغولات ذهبية من تاجر في أوسيم    متى تبدأ عشر ذي الحجة 2024؟.. اعرف موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى    إعلام إسرائيلى: اندلاع حرائق فى الجولان والجليل الأعلى بالقرب من قرية جلعاد    حظك اليوم لمواليد برج الميزان الثلاثاء 4 يونيو    تعليق إبراهيم عيسى على استقالة الحكومة المصرية    فيلم أهل الكهف ينافس بموسم عيد الأضحى السينمائي.. والمنتج ينشر بوسترات العمل    انطلاق مباراة كرواتيا أمام مقدونيا الشمالية وديًا    عقد النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يومي 2 و3 يوليو المقبل    أربعة وفيات على الأقل جراء الفيضانات في جنوب ألمانيا    تعديلات مواعيد القطارات الجديدة بدءا من السبت المقبل    5.150 مليار جنيه أرباحًا تقديرية للنقل البحري والبري    حقيقة زيادة المصروفات الدراسية 100%.. رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة يرد (فيديو)    الإمارات: دعم الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة وتقديم مزايا تنافسية لتشجيع التصنيع المحلي    رودري: علينا الاقتداء بكروس.. وريال مدريد الأفضل في العالم    هيدي كرم تحتفل بعيد ميلاد والدها.. كيف تغيرت ملامح نجلها؟ (فيديو)    بالتعاون مع مدحت صالح.. خالد تاج الدين يطرح أغنية «شهم ابن شهم»    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    رئيس الوزراء يتابع عدداً من ملفات عمل صندوق مصر السيادي    وزير الرياضة: تتويج نائل نصار إنجاز جديد في تاريخ الفروسية    وزير الصناعة: 16.9% زيادة في حجم التبادل التجاري بين مصر والمجر العام الماضي    بعد تتويجه مع الأهلي بدوري أبطال أفريقيا 4 مرات.. تكريم ديانج في مالي (فيديو)    قبل عقد قرانه على جميلة عوض.. 9 معلومات عن المونتير أحمد حافظ    ثقافة الإسكندرية تقدم عرض قميص السعادة ضمن عروض مسرح الطفل    عضو "الفتوى الإلكترونية" ل قناة الناس: هذا وقت استجابة الدعاء يوم عرفة    صدمة كبرى.. المنتخب الإيطالي يستبعد نجم الفريق من المشاركة في يورو 2024 بسبب الإصابة    رئيس «الرقابة والاعتماد» يشارك في افتتاح مؤتمر ومعرض صحة أفريقيا 2024    رئيس جامعة العريش يناقش الخطط التنفيذية والإجرائية لتطوير تصنيف الجامعة    البابا تواضروس يستقبل السفير التركي    جولة لرئيس جامعة القاهرة للاطمئنان على سير الامتحانات وأعمال الكنترولات    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    وظائف متاحة للمعلمين في المدارس المصرية اليابانية.. رابط التقديم    قائد القوات الجوية يلتقى قائد القوات الجوية والدفاع الجوى لوزارة دفاع صربيا    8 وجبات تساعد الطلاب علي التركيز في امتحانات الثانوية العامة    متى تذهب لإجراء فحوصات تشخيص مرض السكر؟.. «الصحة» تُجيب    موسكو تهدد واشنطن بعواقب الأضرار التي لحقت بنظام الإنذار المبكر    ما موقف المضحي الذي لم يعقد نية الأضحية من أول ذي الحجة؟ (الإفتاء تفسر)    مثلها الأعلى مجدي يعقوب.. «نورهان» الأولى على الإعدادية ببني سويف: «نفسي أدخل الطب»    سُنن صلاة عيد الأضحى.. «الإفتاء» توضح    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي لتنفيذ حكم حبسه في تزوير توكيلات انتخابات الرئاسة    أمانة الشباب ب"حماة الوطن" تنظم ندوة بعنوان "موقفنا ثابت للقضية الفلسطينية"    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    بعد انسحاب قوات الاحتلال.. فلسطينيون يرون كيف أصبح حال مخيم جباليا    رسومات الأحياء المقررة على الصف الثالث الثانوي.. «راجع قبل الامتحان»    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تفشل الأمم ؟ السلطة والفقر والرفاهية في العالم
نشر في نقطة ضوء يوم 31 - 10 - 2012

كتاب "لماذا تفشل الأمم؟" من تأليف دارون أسيموغلو عالم الاقتصاد والأكاديمي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وجيمس روبنسون عالم السياسة والأكاديمي في جامعة هارفارد. . يعتبر المؤلفان أن ما يفرق دولة عن أخرى هو وجود "المؤسسات" وأن "المؤسسات هي التي تصنع نجاح الدول أو فشلها". إن الدول تنجح وتحقق التنمية والتقدم والرخاء عندما تكون لديها مؤسسات سياسية واقتصادية فعالة وشاملة للجميع بعيدا عن أي إقصاء. وبالمقابل فإن هذه الدول تفشل فشلا ذريعا عندما تكون هذه المؤسسات قاصرا وتركز السلطة والفرص في أيدي قلة من دون سواها. كتب المؤلفان يقولان: "إن المؤسسات الاقتصادية الفعالة والشاملة هي التي تعزز حقوق الملكية وتكرس العدل الاجتماعي وتشجع الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة وتنمي المهارات اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي على عكس المؤسسات القاصر التي تنشأ فقط من أجل نزع الموارد من أيدي الأغلبية ووضعها في أيدي الأقلية".
يعتبر المؤلفان أيضا أن هذه المؤسسات الاقتصادية الفعالة والشاملة تدعم وتلقى الدعم من المؤسسات السياسية الفعالة والشاملة التي تتولى توزيع السلطة السياسية بطريقة تكرس التعددية الواسعة مع احتفاظها بقدرتها على ممارسة السلطة المركزية التي تمكنها من الحفاظ على النظام العام والقانون اللذين يعتبران شرطين ضروريين لا غنى عنهما من أجل حماية الحريات وحقوق الملكية واقتصاد السوق والديمقراطية نفسها، فلا حرية أو تقدم أو نماء أو ديمقراطية من دون قانون أو استتباب النظام العام.
يعتبر دارون أسيموغلو أن المفهوم الأساسي الذي يطرحه الكتاب في ثناياه هو أن الدول تنمو وتتقدم وتزدهر وتحقق الرخاء عندما تنجح في بناء مؤسسات سياسية واقتصادية تعطي الفرصة للفرد وتوفر له الحماية اللازمة كي يفجر طاقاته ويجدد ويبتكر ويستثمر ويبدع ويتطور ويسهم بذلك في تطوير بلاده. لنتأمل فقط فيما حققته دول أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين وانهيار الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي على غرار جورجيا وأوزبكستان. يمكن أن نقارن أيضا بين ما حققته إسرائيل من ناحية والدول العربية أو نقارن ما بين الوضع في كردستان وبقية مناطق العراق الأخرى. إن كلمة السر تكمن أساسا في طبيعة المؤسسات الموجودة هناك.
ويؤكد المؤلفان أنه لا يمكن لأي دولة أن تنجح في بناء اقتصادها ما لم تنجح في بناء مؤسساتها السياسية، لذلك فهما لا يقبلان بذلك الرأي السائد الذي يقول دعاته ان الصين قد وجدت الوصفة السحرية التي تمكنها من تكريس السيطرة السياسية مع تحقيق النمو والرخاء الاقتصاديين.
يقول دارون أسيموغلو: "إن الصين تحقق النمو الاقتصادي في ظل مؤسسات شمولية استبدادية فيما يحكم الحزب الشيوعي على كل مفاصل الدولة والحياة السياسية. لقد استطاع هذا الحزب الماوي أن يحتكر لنفسه السلطة والموارد غير أن التنمية التي تتحتق في الصين ليست بالضرورة من النوع المستدام. فالتنمية المستدامة تتطلب تنمية الفرد وإطلاق طاقاته الابداعية.. إن التنمية المستدامة تتطلب التجدد والابتكار وهو ما يؤدي بالضرورة إلى التدمير الابداعي، فكل تجديد يؤدي إلى استبدال نظم أخرى جديدة بالنظم القديمة.. ما لم تنجح الصين في تحقيق هذه النقلة الابداعية فإن ما تحققه الآن من معدلات نمو عالية لن يتواصل".
غياب الديمقراطية
يقول المؤلفان إن المشكلة الأساسية التي يعانيها العالم العربي تتمثل في غياب الديمقراطية، غير أنهما يعتبران أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أخطأ عندما اعتقد انه يمكنه تصدير الديمقراطية "معلبة" إلى العالم من دون أن يأخذ في الاعتبار الواقع الداخلي في كل دولة من الدول العربية. يشدد المؤلفان على الديمقراطية الحقيقية المستدامة يجب أن تنبع من داخل الدول العربية نفسها، غير أنهما يستدركان يقولا انه يمكن للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دورا مساندا. ويمكن للغرب على سبيل المثال أن ينتقل من مرحلة المساعدات العسكرية للأنظمة الحاكمة كما هو الحال في مصر وأفغانستان وباكستان إلى مرحلة جديدة يتم التركيز فيها في تمكين المزيد من القطاعات في المجتمعات مثل المجال السياسي والصناعي والتعليمي والتجاري والصحي والمؤسساتي.
ويعتبر المؤلف دارون أسيموغلو أنه يمكن تحويل المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة مليار وثلاثمائة مليون دولار للاستفادة منها في قطاعات أخرى مثل المدارس والمستشفيات وبقية المجالات الأخرى التي لها صلة وثيقة بحياة الناس والمجتمع، فالبناء المؤسساتي وتكريس مبادئ الشفافية والحوكمة يعتبران من أهم التحديات في البلدان النامية. يمكن للدول المانحة أن تلعب دورا مهما على هذه الأصعدة وتشجع على بناء مؤسسات تضم مختلف أطراف الطيفين الاجتماعي والسياسي في هذه البلدان.
ويشخص المؤلفان داء عضالا بدأ يستفحل في المجتمع الأمريكي وهما يوجهان انتقاداتهما في هذا الكتاب المهم إلى مواطن الخلل في مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية، فهما يعتبران أن استمرار اتساع الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء وتآكل الطبقة الوسطى جراء تراكم عدة عوامل من الأمور الحساسة التي يمكن أن تهدد طبيعة وتمثيلية المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول المؤلف دارون أسيموغلو: "هناك معضلة حقيقية تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية اليوم وقد تتفاقم أكثر مستقبلا. تتمثل المشكلة الحقيقية في تحول انعدام التكافؤ الاقتصادي بين فئات المجتمع إلى الميدان السياسي فتصبح المؤسسة غير ممثلة تمثيلا حقيقيا لفئات المجتمع المختلفة، فعندما يكتب أحد الأثرياء شيكا يسيل اللعاب من أجل تمويل حملة انتخابية بأسرها فكيف سيكون أداء المسئول المنتخب؟ وهل سيكون ممثلا حقيقيا للإرادة الشعبية؟ وهل سيستمع بعد ذلك إلى كل الأصوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.