يمكن للمواضيع «الحقوقية» أن تكون أساس الحكاية في أفلام تتناولها ،أويمكن أن تكون مقاربة الأفلام لهذه المواضيع مباشرةً فتكون الرسالة «الحقوقية»و«النضالية»للفيلم طاغية على مادونها، بما في ذلك المعايير الأساسية للفيلم: السيناريو والصورة، أي ماهي الحكاية وكيف تُصوَّر. العديد من الأفلام التي تناولت المثلية الجنسية رجّح تكال عديد من الأفلام ذات الرسائل السياسية الطاغية «رسالتها» على ماهو جمالي في السينما. في لمناهنا، «نادني باسمك»،هو المثال النقيض لذلك ،وهو الأشبه في مقاربته ،بفيلم بديع آخر هو « كارول» (2015) للأمريكي تودهاينز ،حيث الحكاية هي الأساس، حكاية الحب بين الشخصيتين الرئيسيتين ،وهي حكاية حب مثلية بين امرأتين ،وحيث التصوير البديع لهذه الحكاية بجماليات سينمائية أُعطيتلها الأولوية. «نادني باسمك» أعطى، كذلك ،الأولوية للحكاية والتصوير ،فكانت الحكاية ،حكاية الحب ،تلقائية وطبيعية وغير مُقحَمة على السياق الحكائي ،على تطوّر العلاقة بين الشخصيتين، بين الرجلين: إيليو وأوليفر. فيم كان ريفي ّماشم الإيطالي ،عام 1983،يصل أوليفر إلى بيت فسيح، وهو مساعد البروفيسور في الآثار ،صاحب البيت. يمضي 6 أسابيع ،يقيم خلالها علاقة مع ابن البروفيسور ،إنّما لاتنشأ العلاقة إلامتأخرا ً،في النصف الثاني من الفيلم ،لتأتي تلقائية ،فيكون الفيلم في نصفه الأوّل حكاية قادمٍ غريب، وغريب الأطوار ،إلى بيت عائلة سعيدة ،حيث تتعرّف الشخصيات على بعضها وتعيش أحداثا ًخفيفة ويومية تمرّر أوقاتهم والنصف الأوّل من الفيلم، وذلك إلىأني بادر إيليو في أحد مشاويره في الطبيعة م أوليفر ،إلى تقبيله. لم يقدّم الفيلم نفسه إذن للمُشاهد كفيلم يصوّر علاقة مثليّة ،بل كفيلم يقدّم يومياتا لزئرفي البيت الريفي ،وعلاقاتهم مع ست ضيفيه ،لتنشأ ،كأنّه من حيث لاندري،علاقة حببين الرجلين ،فأتت العلاقة في سياق حكاية دخل المُشاهد إليها عبر تصوير جمالي ملفت ،في مكان بديع ،بيت بديكورات ريفية «ڤانتاج»، ومليء بالكتب. قُدّمت إذن «القضية الحقوقية» (والمثلية لاتزال قضية حقوقية كيفما قُدّمَت) ضمن شغل سرد يوسينمات وغرافي بديع ،فلم تأتأ خيراً «كقضية»بلكاست تباع لذلك الشغل البديع ،وهذا ما انراه في معظم الأفلام «النضالية» التي تتخذ مشروعيتها من موضوعها وموقفها الذي تتناوله بخصوصه ،وليس من الجودة الفنية فيتناول هذه المواضيع وطرح هذه القضايا ،وهذه بالمناسبة مسألة أساسية (أوهمّأساسي) تحضر كلّمات حدّثنا عن أفلام تطرح قضايا تعيشها بلداننا العربية ،حيث تحمل ُالقضيةُ الفيلم َعلى كتفيها ،وليس العكس، وهو مايبقي الفيلم سطحياً وفجا ً،ولاتعوّض القضيةُ شيئا ًمن هذا السوء، بل يتمدّد هذا الأخير إلى القضية ذاتها. عودةً إلى الفيلم الذي حملت جمالياتُها لقضيّةَ المطروحة، فالعلاقة التي بدت بدايةً كصداقة ،أخذت وقتاً لتتخذ شكلها الفعلي، وذلك بفضل مبادرة إليو (الولدالمدلّل) وليس أوليفر الذي قاوم بداية ً،والذي سيتزوّج لاحقا ًممن كانت خطيبته حين زار البيت الريفي. أمّا السند الأساسي لإلي وفي ذلك فكانوالداه. هوابن عائلة ميسورة ،يمضي أفرادها الوقت في القراءة وعلى موائد الطعام الطويلة، ابنهم إليويعزف على البيانو ،وحسن التعليم،فكان لهأن يبادرفي وقت كان للآخر أن يتفادى ثمأ خير اًيتزوج. والدا إليو يعرفان بمثليته ،وفي حديث مكتوب جيّداً ،بينه وبين أبيه، يخبره الأب أنّك انت لديه مشاعر مشابهة للتي يعيشها لحظتها إليو ،إلا أنّه لم يذهب به اإلى آخرها ،كما فعل إليو وأوليفر في علاقتهما السريعة، في ممارستهما الجنسية الوحيدة في غرفة إليو. من الواضح أن للعائلة الدّور الأساسي في مبادرة إيليو للتعبير عن ميوله الجنسية تجاه أوليفر ،لمنحها الحرية ،وعن حبّه أساسا ً،أوعلى الأقل نجذ اهله، وهو مالم يتمتع به أوليفر الذي كان ذكيا ًوصريحا ًوذا شخصية قوية ،والذي في الوقت نفسه تفادى الإعلان عن مثليته أوإكمال حياته على أساسها. الفيلم (Call Me by Your Name) من إخراج الإيطالي لوكاغو ادانيينو وكتابة الأمريكي جيمس آيفوريو مأخوذة عن رواية بالعنوان ذاته، وهو آخر ثلاثية للمخرج تناولت موضوعة الرغبة ،بعد فيلمَي «آيآملوڤ»عام 2005 و «أبيچرسبلاش»عام 2015. ترشّح الفيلم لجوائز أوسكارمن بينها أفضل فيلم وأفضل سيناريووأفضل ممثل (تيموثي شال اميهإيليو).