السينما – في أحد أوجهها – صناعة، وجزء من هذه الصناعة هو التسويق. كأي منتَج، لا يمكن للفيلم أن ينال فرصةً للتقييم، كفيلم جيّد أو لا، بدون وصوله إلى مشاهدين من خلال مهرجانات وشاشات. هذا هو حال الفيلم المكسيكي «روما» الذي توزّعه شبكة نتفليكس، وبالتالي (...)
أي سند لقضية حقوقية يمكن أن يكون أكثر من التالي: فيلم حولها، فيلم جيّد أقصد (وإن ضمن حدود معينة)، فيلم يحملها إلى العالم، ثم أن ينال الفيلم جائزة في مهرجان عالمي، ثم أن يقوم أحدهم – هو هنا الأب برينا من كنيسة ليون الكاثوليكية – بدفع دعوى مطالباً (...)
يمكن لأحدنا أن يشاهد بين وقت وآخر، بالصدفة، أو عن قصد، فيلما لا يكون شكلا ومضمونا، بمستوى ما يختار عادة مشاهدته، خاصة إن عرف مسبقا أن مُخرجه ممثل مازال يشق طريقه، إضافة إلى أن طبيعة الأفلام التي مثّل فيها قد تعطي فكرة عن طبيعة ما يمكن أن يخرجه هو (...)
ثلاثة أفلام أخرجها البولندي كريستوف كيشلوفسكي (1941- 1996) في عامين، ثلاثة أفلام هي من بين أفضل «الثلاثيات» في تاريخ السينما، أو للدقة نقول من بين الأكثر رهافة، حسية، ومن أكثرها اهتماما بالألوان والموسيقى والحوارات وعموم الصناعة الفنية للفيلم. تمر (...)
الشروط التي يضع الفيلمُ المُشاهدَ فيها تفرض على الأخير الزاوية التي يمكن له أن يتلقى الفيلم ويدركه من خلالها، فيقدم الفيلم نفسه كواقعي يجري بأحداث يمكن لها أن تكون حقيقية، قد حصلت أو أن احتمال حصولها واقعي، يمكن هنا للمُشاهد أن يضع نفسه مكان البطل (...)
ليس للمخرج الألماني سيرة سينمائية أو مشاركات وجوائز في مهرجانات يمكن أن ترفع من سقف التوقّعات في ما يخص فيلماً جديداً له نزل إلى الصالات، وإن كانت هنالك تجربة سينمائية له – إضافة لتجاربه التلفزيونية- يمكن ذكرها هنا فهو فيلم «فريتز باور، بطل ألماني»، (...)
عديدة هي الأفلام التي تبدأ بسرد الحكاية، بدون أحداث غير عادية، بدون مفاجآت، إلى أن تصل لمرحلة فيها، في ما بعد الساعة الأولى منها، لتنقلب الحكاية، أو ليتغير فهمنا المسبق المطمئِن لما نشاهده، ونعيد تشكيل الحكاية، من مراحلها الأخيرة، لنستوعب مجدداً ما (...)
يمكن للمواضيع «الحقوقية» أن تكون أساس الحكاية في أفلام تتناولها ،أويمكن أن تكون مقاربة الأفلام لهذه المواضيع مباشرةً فتكون الرسالة «الحقوقية»و«النضالية»للفيلم طاغية على مادونها، بما في ذلك المعايير الأساسية للفيلم: السيناريو والصورة، أي ماهي الحكاية (...)
ليس من الضروري أن يتواجد الاحتلال الإسرائيلي بشكله المباشر في أي فيلم فلسطيني، يمكن أن تمرّ آثاره في الفيلم، أو يمرّ هو عرَضاً في مشهد أو اثنين، وقد شاهدنا ذلك في فيلم الفلسطينية مها حاج «أمور شخصية»، حيث لم يكن الاحتلال بشكله المباشر حاضراً في (...)
دار الكثير من الحديث عن فيلم اللبناني زياد دويري «قضية رقم 23»، سنحاول هنا تناوله كناقلٍ لحدث تاريخي، وكذلك عمل فني، بمعزل عن الموقف السياسي لمخرجه.
في الفيلم مستويان يمهّد أحدهما للآخر، الأوّل وهو مقدّمة لما يريد الفيلم إيصاله، هو الإهانة. إهانة (...)
كلّما ضاق المكان في الفيلم، كانت الاحتمالات محدودة أكثر، وكلّما امتدّ السياق الذي تكون فيه الشخصيات أمام مُشاهدها، قلّ الاعتماد على الصورة ذاتها، ليرتكز الفيلم على السيناريو والحوارات، على ما يتم سماعه أكثر مما تتم مشاهدته، على الكيفية التي يتم فيها (...)
للمخرج الكوري الجنوبي سانغ سو هونغ ثلاثة أفلام شاركت في مهرجانات عالمية العام الماضي وبعدها بدأت بالخروج إلى الصالات، الأفلام هي «كاميرا كلاير» في مهرجان كان السينمائي الأخير ضمن عرض خاص، وفيلم «اليوم التالي» الذي شارك في المهرجان ذاته، إنما في (...)
جورج كلوني أقل سوءاً كمخرج منه كممثل، حتى في أدواره التي كانت في أفلام للأخوين كوهين (جويل وإيثان كوهين)، لكن لا يعني ذلك أنّ الفيلم الذي يأتي اسمه الغريب من اسم الحيّ الذي تجري أحداثه فيه، لا يعني أنّه فيلم ممتاز، إنّما جيّد، مسلٍّ، تُلمس فيه أجواء (...)
لمحمد رسولوف بدايات جيّدة في السينما، من فيلمه الأوّل «غاغومان» الذي نال جائز أفضل فيلم أوّل في مهرجان فجر السينمائي في طهران عام 2002، لاحقا، شارك فيلمه «مع السلامة» في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي عام 2011 ونال جائزة أفضل إخراج، وبعدها (...)
هو أكثر الأفلام ذاتية وأوتوبيوغرافية، حيث يروي تاركوفسكي فيه سيرته، وأكثرها شاعرية وتجريبية وأقلها حكائية، وأكثرها عصيا على الفهم، وبالتالي أكثرها تفاوتا في التقييم، أبرزها كان تصنيفه بالمرتبة 19 في لائحة مجلة «سايت أند ساوند» لأعظم 100 فيلم في (...)
لمناسبة مرور قرن على الثورة البلشفية في روسيا، عام 1917، عرضت قناة ARTE الثقافية عدة أفلام وثائقية وروائية، تناولت الثورة مع ما سبقها وما لحقها من عدة نواح، من بينها كان واحداً من أهم الأفلام في تاريخ السينما وأكثرها تأثيراً، وهو فيلم المخرج والمنظر (...)
هو آخر أفلام الإسباني لويس بانويل، وقد تخفف فيه من السريالية التي عُرف بها، منذ فيلمه الأول، أحد أشهرها وأقصرها «كلب أندلسي»، 1929. ضمن سيرة فيلمية طويلة جعلت من بانويل أحد أبرز المخرجين ذوي الأسلوب الخاص، موضوعاً وتصويراً. أنجز بانويل الفيلم عام (...)
بدأت سينماتيك تولوز برنامجها الثاني في موسمها الحالي قبل أيام، متخذة ثيمة «الازدواجية» في عدة أفلام اختارتها من أزمنة وأمكنة مختلفة، عارضة أفلاماً لأهم المخرجين، الذين تناولوا هذا الموضوع، من هذه الأفلام كان «الحياة المزدوجة لفيرونيك» (1991)، وهو (...)
يمكن ترجمة عنوان الفيلم كذلك ب»الضحايا» أو «المغشوشات»، وإن اعتمدنا على العنوان الأصلي الإنكليزي، لتساءلنا بعد مشاهدة الفيلم: من خدع من؟ وفي الفيلم طرفان متقابلان: النّساء والجندي، وإن أوحى ملصق الفيلم: النساء الثلاث كخلفية للعنوان «المخدوعات» بأن (...)
قد يكون هذا الصيف موسم المخرج الأمريكي ديفيد لينش بامتياز، لكثرة المواضيع التي يمكن تناولها من خلاله، فقد صدر قبل أشهر الوثائقي «ديفيد لينش: حياة الفن» الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي الأخير. كما أنّه عُرض مؤخرا في الصالات الفرنسية نسخة (...)
قد يكون هذا الفيلم هو المتسبّب بالموت المبكّر لأندريه تاركوفسكي، فقد كان من المفترض أن يتم تصويره في طاجيكستان، لكنّ زلزالاً حال دون ذلك، فانتقل فريق الفيلم إلى إستونيا، وكان موقع التصوير مجاوراً لمصنع كيميائيات، ما رجّح أنه السبب في موت المخرج (...)
أتى فيلم «شروق» كمرحلة انتقال بين حقبة الأفلام الصامتة وتلك الناطقة، الذي أُنتج قبل تسعين عاماً، لا يُعتبر أحد أهم كلاسيكيات السينما في العالم وحسب، بل هو حسب لائحة مجلة «سايت آند ساوند» البريطانية لأعظم 100 فيلم، يأتي في المرتبة الخامسة، وفي (...)
هنالك أعمال سينمائية تستدعي العودة إليها بين وقت وآخر، أعمال خالدة لا تنتهي، لا تَقدم، بل على العكس، فنعمة الترميم في السينما، وفي غيرها من الأعمال الفنية (كاللوحات الزيتية)، تجعل الفيلم أكثر نقاء مما كان عليه يوم عرضه الأول، وهذا حال العديد من (...)
في مهرجان ترايبيكا السينمائي، في نيويورك، اجتمع مؤخراً أبطال فيلم «العرّاب» (The Godfather) بعد عرض لأجزائه الثلاثة، للحديث عن الفيلم وتحدّيات تصويره وإنجازه، في مقدمتهم المخرج فرانسيس فورد كوبولا وكل من آل باتشينو وروبرت دينيرو، وآخرون. وذلك (...)
في عدد تموز/يوليو 2013، تصدّرت غلاف مجلة «تايم» الأمريكية صورة لراهب بوذي بملامح مريعة، والجملة التالية: وجه الإرهاب البوذي: كيف يغذي رهبان مسلحون العنف ضدّ المسلمين في آسيا. اليوم، يُعرض في الصالات الفرنسية الوثائقي «دبليو المهيب» للمخرج السويسري (...)