عرض على هامش مهرجان "كان" السينمائي فيلم "الزين اللي فيك" للمخرج المغربي نبيل عيوش ضمن قسم "أسبوعي المخرجين"، والذي تناول حياة بائعات هوى من مدينة مراكش. يضم فريق الممثلين مهنيين وهواة؛ حيث التقى المخرج بفتيات يعشن حول هذا الوسط فاقترح على بعضهن أن يلعبن دورا في الفيلم" . وقال عيوش أن الفتيات شاهدن بعض أفلامه وهن من رغبوا في مقابلته فقضي معهن يومين وكأن موضوع الفيلم هو الذي ألح وفرض نفسه على المخرج. وتناول عيوش أبسط التفاصيل عن حياة بائعات الهوى، وأبشعها أيضا، دون أن يحكم على شخصياته، ورفع عنهن كل الأفكار التي تجعل المجتمع يلفظهن؛ حيث كسرت الكاميرا النمطية الموروثة عن الدعارة وتقلب طرفيها، فمن العاهرة، النساء أم زبائنهن؟!. بلا رحمة يوجه الفيلم أصابع الاتهام إلى بعض الأثرياء السعوديين الذين "يشترون" المغربيات ويستغلهن جنسيا، مع سلسلة الحكايات التي نعرفها حولهم من إسراف في البذخ والخمر والمخدرات. ولا يفلت الأوروبيون من السخرية فتتجنبهن النساء لبخلهم! إذ تتميز لغة عيوش بالهزل الذي يميز شخصياته في مواجهة واقع قاس، لا يتفادى التطرق إلى مختلف أبعاد هذا الوسط الذي يجمع مختلف أشكال التهميش ويمس شرائح مختلفة من المجتمع. ويشمل الفيلم استغلال الأطفال والعلاقات المثلية المدفوعة بين النساء، ومسألة المتحولين جنسيا. ويظهر أغلب رجال الفيلم في شخصيات "سلبية" باستثناء "سعيد" الذي يحمي النساء ويعتني بهن. كما يعرض الفيلم مختلف مستويات العنف النفسي والجسدي اللذان يتعرضن له بائعات الهوى فيتحولن وسط "آلة الدعارة" هذه إلى "أشياء ذليلة ووحيدة" حسبما قال المخرج. ويتعرض الفيلم لإحدى النساء التي تعيش قصة حب مع رجل بسيط من خارج "الميدان"، رغم أنه لا يجهل نشاطاتها المهنية. وفي إحدى أكثر المشاهد تعبيرا، تعطيه الفتاة بعض المال إثر ممارسة الجنس لتساعده فهو مثلها من طبقة اجتماعية فقيرة. ويظهر بذلك الفيلم عجز الزبائن الحقيقيين، فهل يشترى الحب؟. كما يحكي الفيلم عن أم إحداهن تطالب ابنتها بالمال لتعيل الأسرة، وفي نفس الوقت تدعوها إلى التوقف عن التردد على بيت العائلة "لأن حديث الجيران كثر". فمن القواد؟! وينتهي الفيلم إلى أن هؤلاء النساء بريئات من العهر الذي يدفع إليه المجتمع الظالم والمستهلكون الجائرون والعائلة الخانعة. الجدير بالذكر أن عيوش دوما ما يقدم أعمالاً مثيرة للجدل؛ حيث يتناول موضوعات تبحث هوامش المجتمع مثل استغلال الأطفال والتطرف الإسلامي.