دعارة إلكترونية تماما مثلما نشاهد في الأفلام التي تعالج قضايا الدعارة ذهبت الفتاة ذات الوجه الطفولي والثلاثة عشر عاما لتطرق باب أول شقة تقابلها في المبني الذي حبسها فيه القواد استعدادا لتقديمها للزبون في حي بروكلين «بنيويورك»، وبينما هي تنزف منذ دفعها القواد علي السلالم طلبت من أصحاب الشقة أن يسمحوا لها باستخدام التليفون لتطلب الشرطة. وأمام الشرطة حكت الفتاة حكايتها، وفي الحبس قبع القواد متهما بالتجارة في البشر، وإرغام أنثي علي ممارسة الدعارة، والخطف وممارسة الاغتصاب وتبين للشرطة وجود موقع إلكتروني يعرض فيه المشتركون كل أنواع البضاعة للبيع بما فيها الجنس حيث يقدم الزبون طلبا كأنه يريد أن يأكل البيتزا أو الهامبورجر. وقالت وكيلة النيابة التي تباشر التحقيقات في قضايا الاتجار في البشر في بروكلين «لورين هيرش» إن الاثنين والثلاثين شخصا الذين أصدرت ضدهم أحكام في عام ونصف العام تعاملوا مع فتيات من الضحايا تتراوح أعمارهن بين 12 و25 عاما، وكان قد جري تسويق الأغلبية العظمي من هذه الفتيات عبر الموقع الإلكتروني المخصص للبيع والشراء. وأضافت وكيلة النائب العام: إن القوادين لم يعودوا يلتقطون الفتيات من الشوارع بل من علي الإنترنت، بل يشغلهن أيضا عبر الإنترنت. وتقدم ثمانية وأربعون من وكلاء النائب العام برسالة مشتركة ممثلين لولاياتهم إلي الموقع الإلكتروني المسمي ب «الصفحة الأخيرة» محذرين من أن الموقع قد تحول إلي مركز للجنس والتجارة في البشر مطالبين بأن يكف الموقع عن الإعلان عن المراهقين علي صفحاته، وسجل الوكلاء أنهم توصولوا إلي اثنين وعشرين حالة من ولايات مختلفة استطاع القوادون فيها أن يسوقوا جنسيا فتيات تحت السن القانونية عبر «الصفحة الأخيرة» التي يكسب في العام الواحد 22 مليون دولار من إعلانات الدعارة. ولاحظ مراقبون أنه بعد الحصار القانوني للموقع الذي افتضح أمره انتشرت مواقع جديدة بأسماء أخري تقوم بنفس المهمة في ولايات كثيرة، وعلق أحد المحللين السياسيين قائلا: إن مثل هذه الرقابة لن تقضي علي الاستغلال الجنسي للنساء والقاصرات بخاصة وإنما هو إصلاح المجتمع لتحريره من الفقر والعوز وقدرته علي حماية المشردين والأسر التي تتفكك. أما الفتاة ذات الوجه الطفولي والثلاثة عشر ربيعا فكانت قد هربت من بيتها البائس ووجدها القواد في الشارع فاشتري لها طعاما وقال لها إنها جميلة ووضع صورتها علي «الصفحة الأخيرة» وأخذ يقدمها لرجال ما بين خمس وتسع مرات في اليوم ولما لم تستطع الحصول علي مال أكثر كان يضربها بحزام من الجلد إلي أن هربت ذات يوم وطرقت باب أناس لا تعرفهم بحثا عن إنقاذ. فمن يا تري سوف ينقذ الأخريات ولا تتوافر إحصائية دقيقة عن هذه التجارة الوحشية.