قرر القائمون على معرض الرياض الدولي للكتاب مصادرة مطبوعات يعتبرون انها تمس الذات الالهية او النبي محمد، لمنع تدخل "المحتسبين" في الدورة الحالية التي قال مشاركون انها تتسم بانفتاح اكبر من سابقاتها. وقال وزير الثقافة والاعلام محي الدين بن خوجة خلال افتتاح المعرض الثلاثاء "لن اسمح باي كتاب يمس الذات الالهية او العقيدة او الرسول"، مؤكدا ان "سحب اي كتاب من المعرض سيكون وفقا للاليات المحددة اذا كان يمس ثوابتنا الدينية او قيمنا الاخلاقية او وحدتنا الوطنية". ولوحظ انتشار كثيف للقوى الامنية داخل اجنحة المعرض وفي الخارج ايضا. وشهدت الدورات السابقة للمعرض تدخل متشددين دينيا لمنع بعض المطبوعات او المطالبة بسحبها بذريعة انها تخالف العقيدة الدينية، ما ادى الى اثارة الفوضى في بعض الاحيان، فضلا عن الانتقادات. وقال مسؤول في احدى دور النشر المشاركة رافضا الكشف عن اسمه "صادروا منا اليوم عدة كتب اعتبروها مستفزة للراي العام والعقيدة الدينية وتمس الذات الالهية". واضاف "رغم ذلك، فان هذه الدورة تعتبر اكثر انفتاحا من سابقاتها (...) هناك تطور يحصل بشكل تدريجي من الصعب عليهم تقبل الامور كلها دفعة واحدة". بدوره، قال صاحب احدى دور النشر "تمنوا علينا ازالة احد الكتب عن الرفوف لانهم لا يحبون مؤلفه لاسباب سياسية وليس لان الكتاب يحوي امورا تعتبر مسيئة للدين او النبي محمد". واضاف ردا على سؤال حول منع الكتب "اعرف تماما المسموح والممنوع (...) لذا اتجنب تماما العناوين او الموضوعات التي تزعجهم وبالتالي لا اجلبها معي. لكن المعرض في دورته الحالية افضل من السابق". وختم قائلا "الناس تريد شراء كتب ممنوعة هنا (...) لكن ليس باليد حيلة". والدورة هي الخامسة بمشاركة حوالي 600 دار نشر من 25 دولة في حين اعلنت السويد ضيف شرف المعرض. وكان ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، اعلن للصحافة قبل ايام اتخاذ خطوات للحد من "ظاهرة الاحتساب العشوائي" التي يقوم بها البعض لاعتبارات دينية واجتماعية. واكد "التصدي لمظاهر الفوضى التي قد يلجأ لها البعض تحت ذريعة الاحتساب الديني"، موضحا ان "الجهة المخول لها الاحتساب دينيا هي الرئاسة العامة لهيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، اما الاخرون فسيكونون عرضة للمساءلة وتحت سلطة العقاب". وردا على وضع منصة التوقيع للمؤلفات في مكان قصي داخل جناح الطفولة، قال مسؤول ان الدوافع "اجتماعية وثقافية خاصة بالمجتمع السعودي". كما ان الحجيلان اكد عدم وجود ايام للرجال واخرى للعائلات بل الجميع في وقت واحد لا فاصل بينهم، مشيرا الى ان المعرض تجمع مدني يماثل ما في الاسواق والمراكز التجارية ما لا يجعل هناك سببا للفصل. واوضح مسؤولون ان عدد دور النشر التي رغبت في حجز جناح لها في المعرض كان نحو 1200 تمت الموافقة على نصفها بسبب تحقيقها المعايير التي وضعتها اللجنة العليا المشرفة على المعرض. واضافوا ان بين المعايير المتبعة في تحديد مشاركة دور النشر تنوع مواضيعها وحقول المعرفة التي تخدمها ووجوب توافر عدد من المنشورات التي نالت التحكيم العلمي لتلك الاصدارات، بالاضافة الى مستوى الاخراج الفني في طباعتها للكتاب. ويستمر المعرض عشرة ايام ويتضمن 17 ندوة ومحاضرة في مجالات ثقافية واجتماعية واقتصادية متنوعة. من جهة اخرى، اعلن الحجيلان رصد جائزة مالية قدرها مليونا ريال (540 الف دولار) لعشرة كتاب سعوديين اصدروا مؤلفاتهم خلال العامين الماضيين.