شارك في صالون الإسكندرية ولليوم الثاني علي التوالي عدد كبير من المثقفين والكتاب والأدباء والباحثين في نقاش موسع بعنوان "مستقبل القوة الناعمة في مصر" وقد بدأ الدكتور مصطفي الفقي مدير مكتبه الإسكندرية الجلسة بكلمة جاء فيها أن مصر اعتمدت علي القوى الناعمة، واحتضنت واستقبلت بلا تعصب كل أساطير الفن والأدب. كما قال إن التعليم هو الأساس وأن القوى الناعمة تراجعت بتراجع النظام التعليمي. وعلينا الاهتمام بالتعليم لأنه الجسر الذي سيفتح طريقا الي باقي الدول. وتحدثت الكاتبة الصحفية أمينه شفيق وقالت إن القوة الناعمة تظهر في مناخ به حرية الإبداع وذكرت أن هناك ثلاثة اشياء تمنع هذه الحرية وهي: الخوف من قهر الحكومة، ابتزاز المعارضة والتخوين والتكفير. وأضافت أن الدولة يجب أن تحمي الإنسان ليفكر ويبدع دون خوف. تحدث بعد ذلك خالد البقلي أمين مجلس الأمن القومي وقال إنه يجب الاهتمام بمشروع سياسي ثقافي تسعي اليه مصر كما يجب ان يكون لمصر استراتيجية وطنيه واقترح أن تقوم المكتبة بعقد مؤتمر سنوي عن قضايا المستقبل التي تهم الإنسانية. وقال الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة إن مصر بدأت تتوازن في الساحة الدولية، وأن لديها تنوعا فريدا من القوة الناعمة فنون، ادب.... فهي لديها تاريخ مجيد مثل إذاعه صوت العرب وتأثيرها العميق قبل وبعد ثوره يوليو، كما ذكر أن الإعلام من القوى التي تدهورت بسبب غياب الرؤية وأن علينا تطوير المعاهد والجامعات. وذكر الناقد السينمائي طارق الشناوي أن علينا الارتفاع بسقف الحرية وأن قطاع الاخبار يتبع مؤشر الدولة والمأزق هنا اننا نتباكى على الماضي فعلينا ان نعيش المرحلة. وذكر ياسر عبدالعزيز- مستشار في مجالات الاتصال والاعلام أن القوى الناعمة لها اكثر من معنى فهي القدرة على الجذب والتأثير دون إجبار، وهي الحكومة وجودة المؤسسات السياسية واحترام حقوق الانسان والانتشار الثقافي وتقديم منتج يتحلى بالجودة والاحترام والاهتمام بالتعليم والسمعة الجيدة للتعليم العالي وأيضا الاهتمام بالاقتصاد والتواصل الرقمي للدولة. ولذلك علينا أن نحدد مفهوم القوة الناعمة حتى تكون المناقشة بناءة. تحدث بعد ذلك د. سليمان عبدالمنعم وقال إن القوة الناعمة تعتبر سببا ونتيجة وأن علينا أولا طرح المفهوم وقال إن هناك مجالين محددين لهما علاقه بالقوة الناعمة وهما التعليم والتشريع وأضاف أن طرح المشكلة يساعد على الوصول للحل وانه يجب ان نتخلص من نبرة الاستعلاء. وقال د. حسام بدراوي – رئيس لجنه التعليم والبحث العلمي أنه في إطار التعليم أصبحت المعرفة متاحه بدون تكلفه وأضاف أن القوى الناعمة هي التأثير في الجمهور وصناعة وجدانه دون ضغط وهذا يحدث عبر السنين، وقال إن القوي الناعمة هي ثقافه وإعلام وتعليم. وذكرت الكاتبة الصحفية سوزان حرفي أن الإعلام في مصر تغيب عنه الحرية ويتم استبعاد كل من له رؤية وأصبح الذي يصدر الرسالة متلقي. أما الكاتبة المصرية نيفين مسعد فقالت إن القوة الناعمة ليست من أولويات الإدارة السياسية وان علينا الاهتمام باللغة العربية واحترامها، وذكرت ان مصر لا تهتم بقوتها الناعمة وتقوم بإهدار الفرص مثل عدم الاهتمام بسوق الفسطاط وعدم الدعاية لمتحف جمال عبدالناصر. واضاف عماد الغزالي – رئيس تحرير جريدة القاهرة - إنه يجب ان يكون للدولة دور ونفوذ في ربط القوة الناعمة بعضها ببعض. وقال عبدالله المغازي ان الدولة هي التي تخلق البيئة الطبيعية للإبداع. وتحدث الدكتور حسن ابو طالب قائلا ان القوة الناعمة هي الابداع والجذب والتأثير بدون قهر وبذلك تؤدي الي مجتمع حر . وتكلم المهندس ممدوح حمزه عن الإعلام والتعليم وأنهما أساس انطلاق الإبداع لمنتج القوة الناعمة. وانه يجب الاهتمام بالمعارض والمؤتمرات الثقافية والمسابقات التنافسية في جميع المجالات. واقترح أن تقوم المكت بعقد جلسات توعيه بالدستور بحضور متحدثين من لجنه الخمسين. وأكد د. صلاح سلام – نائب رئيس جامعه سيناء على ضرورة الحفاظ على النسيج الوطني وتفعيل حقوق الإنسان وتفعيل الدستور وفتح الحريات. وتكلم الدكتور حسن نافعة عن التوظيف بين القوى الناعمة والقوى الصلبة لإنتاج القوي الذكية. وذكر ان نظام عبدالناصر تحطم بسبب عدم كفاءة النظام السياسي وغياب وقمع الحريات. وفي كلمته قال السفير محمد بدر الدين إن هناك مشكلة في التعليم ولا بد من حلول قصيره وطويلة الاجل لأن التطوير يحتاج لبعض الوقت وأن علينا إعاده بناء انفسنا، وذكر أن هناك مؤثرات على القوى الناعمة وهي الدولة والمجتمع المدني والفرد. وتحدث الشاعر أحمد فضل شبلول عن وضع الصحافة الثقافية في مصر وأشار إلى أن معظم الصحف تقوم بإلغاء صفحاتها الثقافية إذا ورد إعلان أو خبر طارئ، بينما تبقي على الصفحات الرياضية، وشدد على ضرورة وجود صفحة ثقافية يومية في كل الصحف اليومية، وهو ما يحدث في الصحافة الخليجية على سبيل المثال