التشكيل عالم آخر أدواته الانامل والفرشاة واللون والعين الساحرة. شيء يكمل آخر. فهي عالم مرئي يحملنا لفضاءات تفسر معنى الظواهر الظاهرة والمخفية باختلاف المدارس ووجهات النظر. جانيت جرجيس امرأة تبحث من خلال الرسم عن ملامحها أفكارها حتى تصل للناس. وربما هي مهمة صعبة تعتمد على تفسير المشاهد التشكيلي، لذا فهي تبحث عن طريقة امتاع المتلقي بضربة ريشة او لون متميز او فكرة مبدعة. ان القاريء يلعب دورًا مهمًا في تعميق قيمة اللوحة وتأثيرها وانعكاسها عليه. كما هو معروف يحاول الرسم أن يُقدم ما فشلت اللغة في تقديمه، علاقة أكثر رحابة وشفافية بين الإنسان والأشياء. تمامًا كما يقول ميشيل فوكو: أضاء الرسم، كحل لعلاقة رمادية بين الكلمات والأشياء، علاقة يعمل الرسم على جعلها أكثر شفافية. تعكس مِن الرائي تماما بقدر ما تعكس مِن اللوحة. فإذا كان شخص ما بصدد قراءة لوحة ما.. فهو يقرأ مِن نفسه كما يقرأ من اللوحة. والمتتبع لحركة الفنانة جانيت يلاحظ وببساطه جدا انها تنتمي إلى الواقع بكل محركاته ومعطياته من حيث المظاهر الظاهرة والباطنة بكل ما يدور بيننا وتتضح المؤثرات الطبيعية في أعمالها، فلم تجد لوحة من لوحاتها خالية من لون السماء وحركة الماء وشتال الارض الخضراء فضلا انها تستقطب الافكار الشاردة من اي حركة تحركها الافعال الارتدادية وتلاقحها بمسحة لونية تعطيها توهجا شمسيا يعكس مدى مرآة نفسها التي ترى الاشياء كأنها كائنات حية تتحرك داخل اللوحة وبعيدا عن المدارس الفنية التشكيلية وقريبا من مكنوناتها التعبيرية. فهي تجد في حركة الجسد إيماءات تعبيرية أكثر فعالية على استنطاق اللوحة هكذا ينساب من تحت أصابعها معالم الابداع والابتكار. لاشك ان لجانيت عيونا ثاقبة ترى الاشياء بأبعاد رباعية لها مركز تدور حوله مظاهر الصورة الكلية فهي عين عاشقة حالمة تشرب من معين العواطف حركاتها اللونية المقدسة.