معرض رهام محمود "مخيلة اللون": طيف لوني يعرج لفضاء لا حدود له افتتح الفنان صلاح المليجي رئيس الادارة المركزية للمتاحف والمعارض " مخيلة اللون" وهو أحدث معارض الفنانة المصرية رهام محمود بقاعة إنجي افلاطون بأتيليه القاهرة تحت رعاية قطاع الفنون التشكيلية, وضم المعرض أربع عشرة لوحة. لوحة لرهام محمود كتب : طارق زايد حضر حفل الافتتاح كمال الجويلي "شيخ النقاد" ورئيس الجمعية المصرية للنقاد, والناقد الكبير إبراهيم عبد الملاك, والفنان طارق زايد مدير قاعات العرض بساقية الصاوي, والفنان د. محمد شحاتة, ود. اسامة قاعود, والفنان أحمد الجنايني, والناقد سيد هويدي. يقول الناقد كمال الجويلي عن المعرض : يلمس الزائر في معرضها إرهافا وشاعرية ورومانسية وعلاقات لونية "هارمونية" يستشعر من خلالها "موسيقى الألوان" وانسجامها ورقتها وشفافيتها.. كما يلمس "أملها" في صفاء الحياة وانتصار روح السلام وانسانية العلاقات, كل هذا بهمس لوني وتكويني مع حركة الخط واللون, وكأنما هو رقصات باليه على استحياء. أضاف: ما إن ترى اعمالها حتى تشعر على الفور بأنها فنانة رومانسية, يستغرقها الانسجام اللوني والشكلي معا.. في انسياب وتماوج وهمس رقيق, يتناهى كما الطيف, بعد أن يأخذ المتلقي معه في حلم لا يفارق مخيلته. تجريداتها أقرب إلى الرمز.. الحركة فيها راقصة موحية, ممكن أن نطلق عليها تجريدات موسيقية.. تعرف بالألوان.. مؤكدة المقولة المعروفة.."العين تسمع والأذن ترى". هي "رهام محمود" مبدعة هذه اللوحات المبهجة.
يقول الفنان طارق زايد: الفنانة رهام بالرغم من دراستها بكلية التربية الفنية إلا أنها تعشق الفن التشكيلي منذ الصغر, تمارس فن الرسم والتصوير بإتقان ودأب, تهوى إقامة المعارض الشخصية, والإشتراك في المعارض الجماعية من خلال الجمعيات الأهلية, ووزارة الثقافة, بالإضافة إلى دخولها في مجال الكتابة النقدية عن الفن التشكيلي بعدد من الصحف المصرية . أضاف: تتميز الفنانة بأسلوب خاص في التعامل مع خامة الجواش بشفافيتها وإتقانها لإستخدام درجات اللون الواحد بشكل تجريدي لا يخلو في بعض اللوحات من التعبيرية والتشخيص. لوحة لرهام محمود في بعض اللوحات نرى رؤية شاملة للطبيعة بشكل عام, ولكن ليست الطبيعة التي نراها بالعين المجردة, ولكن الطبيعة التي اتاحتها لنا التكنولوجيا الحديثة, مثل صور الأرض من الأقمار الصناعية بمساحات اللون المتدرجة والشفافية والضبابية معا في إطار شكل حديث لرؤية معاصرة. نرى في بعض الأعمال بعض الإشعاعات اللونية وكأنها صادرة من جسم سماوي لا كوني, فتبهرنا بلون أصفر من عكسه البنفسجي, فتعطي شكلا جماليا يبدو بسيطا ولكنه معقدا جدا في تقنية عمله, بينما استغنت رهام في لوحات أخرى عن اللون, ونسجت اللوحة من الأبيض والأسود بدرجاتهما في انسيابية للخطوط, فتعطي شكلا جديدا على العين, في حين يمكن للمشاهد العادي رؤية نفس اللوحة على إنها منظر طبيعي, كما أنها نجحت في وضع لمسات بسيطة من اللون الوردي والأصفر للوحاتها الابيض والأسود, لتعطي قيمة عالية للون رغم إختزاله في خطوط بسيطة, ويمكن أيضا أن نرى نفس اللوحة بتأويلات كثيرة منها التجريدية البحته, ومنها التعبيرية التي تأخذ شكل البورترية المجرد, وفي نفس الوقت نراها على أنها منظر طبيعي. وتعود لنا بمعشوقاتها وهي اللون في عمل يتدرج فيه اللون الازرق مع شفافية تتجه إلى البرتقالي بدرجاته تعطي اللون البارد مع الساخن بتلقائية شديدة, فتقع العين على عمل ممتع من التكوين العالي المتقن والألوان المحسوبة الراقية, كما أنها تحتضن الأجرام السماوية في لوحة يغلب عليها اللون الأزرق بدرجاته المشعة التي تمتزج باللون الأبيض التي تمنحه قيمة عالية وكأنه مثل أي لون آخر كالأحمر أو الأخضرأو الأصفر, يعطي هذا التكوين الإحساس بانفجار مجرات في السماء المفتوحة التي لا يقيدها حدود, فنجد جو سريالي لما بعد الطبيعة مع لمسات دائرية لأجسام سابحة في الفضاء, والمدهش في هذه اللوحة وهي ضمن مجموعة من اللوحات تكسر فيها الفنانة حدود الجاذبية الأرضية, فنجدها بمنتهى الجرأة تجعل اللون الداكن في أعلى اللوحة عكس ما هو سائد, فيعطي الإحساس بعدم الجاذبية, فنرى اللوحة غير تقليدية تخرجنا لما بعد الطبيعة التي نراها بالعين المجردة. يتابع الفنان طارق : جذبني عمل باللون البنفسجي بدرجاته به تموجات تجعلنا نجد أنفسنا نرى محيط بنظرة عين الطائر من أعلى قمم جبلية, مع إضافة شريط متموج من عكس اللون البنفسجي وهو الأصفر, فيعطي شفافية الأمواج الهادئة والعنيفة في آن واحد, لوحة لرهام محمود ومن اللوحات المبهرة في اللون نرى مزيج من اللون البرتقالي بالأخضر مع أخدود يقطع اللوحة بشكل مائل لا يخلو من الجرأة لنجد أنفسنا في بقعة من اللون الأزرق المضيء لتكسر حدة الأصفر والبرتقالي بحرفية عالية. نخرج من معرضها ، والحديث ما يزال للفنان طارق ، محملين بانطباعات لونية لا تنسى مع تكوين عالي ينم عن حرفية متقنة, والمعرض بشكل عام كالكلمات البسيطة التي تدل على معنى كبير. بينما يقول الناقد إبراهيم عبد الملاك: فنانة شابة تذهب إلى البراح حيث النور.. وإشراقات الصباح.. تأخذنا إلى مساحات التأمل, فتكون لوحاتها إراحة للعين وسجادة صلاة للوداعة.. ويأخذك البراح إلى صفاء الوجود ورونق الفكر وحرية البصيرة.. هي فنانة تقدم غدها في همس يومها.. فتسمع صوت مستقبلها. أضاف: أرى غدك القادم عبور من فجر شعورك.. وأرى الحلم الشفيف الذي يجول في ليالي رؤيتك ... اسمع همس المفردات الحجلي... وانتظر نهارك المشحون.. بكثير من وعيك الذي يشكله فهمك النقدي. يقول الفنان حسام سكر: الفنانة رهام محمود تصحبنا معها إلي موسيقى أجواء البحر الذي لا يهدأ, لتخرج بلوحاتها إلى حيز الظهور, انها تصور الصباح المشرق صافيا, وتصور وتلون بالألوان مثل النهر وقت الغروب عندما يلوح ماؤه للعين ورديا هائما, وتتعانق الأحلام مع الخيالات والموسيقى الهائمة خوفا من هجوم الظلام, انها تصور الأشياء المتحركة فترى السحاب وهو يتجمع ويقترب, ومن ثم يبتعد وينطفيء كدمعة صافية, وهي هنا ترنو بألوانها وبتدرجاتها اللونية الذائبة على لوحتها الرقيقة في استغراب ودهشة, كالطفل ينظر الى ستار من الحرير الأزرق ذي الأهداب الذهبية التي تتماوج في الهواء, فيقف الرائي أمامها مأخوذا مشدودا فلا يستطيع أن يبدي رأيا ازاء تلك الألوان الحالمة. أما الناقد سيد هويدي فيقول: جميل أن نرى تلك الطاقة اللونية في اللوحات والتي تجاوزت وطفت على كل شيء, وان كان الأعمال التي اتجهت إلى التجريد الصافي تعد من أهم اللوحات في المعرض. لوحة لرهام محمود ويقول ياسر عبيدو صحفي بجريدة الأهرام: انغام لونية بروح شفافة مع لاوعي محسوب, أحيانا ينتج حفلا موسيقيا تتصاعد نغماته في صورة محسوسة تمتع العين وتمتلكها سطوة البحر وزرقته أحيانا , وانسجام الموج على الشاطيء أحايين. ويقول الفنان أحمد الجنايني: للحظة التي تتلاشى فيها تلك الخطوط والمسافات الواصلة بين العين والقلب.. الدماغ.. تلك اللحظة بالتحديد, هي اللحظة التي تفتح للإبداع الحقيقي نافذة للتواصل بين الذات والذات. اضاف: اللون يمثل عند رهام محمود سلما رائعا, تستطيع أن تصعد علية للوصول بعالمها الإبداعي إلى حالات أكثر جمالا وجدية.