استطاع الكاتب وحيد حامد أن يقدم عرضاً للتطورات والتحولات التي شهدها المجتمع المصري، خصوصاً في ما يتعلق بتغلغل التيارات المتطرفة وتفشي الفساد، عبر مسلسلات وأفلام عدة، وواجه بشجاعة تبعات ذلك. شكَّلت أعماله، لا سيما التلفزيونية، علامات بارزة في ذاكرة المشاهد، ومنها «أحلام الفتى الطائر» و«العائلة» و«أوَان الورد» و«بدون ذكر أسماء» و«الجماعة» الذي بدأ تصوير الجزء الثاني منه، تمهيداً لعرضه خلال الموسم الرمضاني المقبل، ويشارك في بطولته صابرين وتيم الحسن وعبدالعزيز مخيون، وكان الجزء الأول عرض العام 2010. تحدث حامد عن الجزء الثاني قائلاً: «تبدأ الأحداث العام 1949 عند تقلد حسن الهضيبي منصب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، وتنتهي باغتيال الرئيس أنور السادات في خريف العام 1981، ويكشف دور الجماعة في التأثير سلباً على مصالح الوطن خلال تلك الفترة». وتابع: «الجزء الأول انشغل بتأسيس الجماعة ورفعها شعارات دينية ضخمة، للتمويه على منطلقاتها السياسية، والجزء الثاني يتناول مرحلة تكشف خلالها الجماعة عن وجهها الآخر القبيح الذي طالما حاولت إخفاءه، وهو الوجه السياسي حيث توحش قتالها من أجل الوصول لسدة الحكم، وليس من أجل الدين أو الوطن كما ادَّعوا. وهذا واضح وثابت بالمستندات والوقائع التاريخية». وعن أسباب تأخر ظهور الجزء الثاني، على رغم مرور 6 سنوات على إنتاج الأول، قال: «أتعامل مع هذا النوع من المسلسلات في شكل جدي، فلا أعتبرها للاستهلاك بل للتاريخ، لذا لا بد أن تتوافر الأمانة التاريخية في السرد ونقل الأحداث واستيضاحها. وكتابة هذا المسلسل صعبة جداً، لأنها تتطلب الإطلاع على كثير من المراجع، لتوثيق المعلومات والتأكد من صحتها. هناك أحداث تطلبت البحث في مصادر مختلفة بغية التأكد من صحتها، وهذا استغرق مني 4 سنوات». وأشار حامد إلى أنه بجانب المراجع التاريخية، استعان بروايات وشهادات أشخاص كثر عاصروا الأحداث التي بين الأربعينات والثمانينات من القرن العشرين». وتابع حامد: «شاركت في اختيار أبطال المسلسل لأنني أمتلك فكرة كاملة وتفصيلية عن الشخصيات الرئيسية تتعلق بالمرحلة العمرية والهيئة الجسدية والمواصفات الشكلية وكنت أطرح تلك المعلومات على المخرج شريف البنداري للمساعدة في اختيار الممثل الأقرب إلى الشخصية شكلاً وموضوعاً». واعترف أن «مواجهة الأفكار المتشددة والجماعات المتطرفة جعلتني في مرمى سهام حملات ظالمة ومتواصلة يقودها الإعلام الإخواني سواء عبر قنواتهم التلفزيونية أو مواقع التواصل الإجتماعي، تبدأ بالسباب وتوجيه اتهامات بالإلحاد ومحاربة الدين، وتصل إلى التحريض العلني ضدي والدعوة لقتلي، لكنني لا أعبأ بتلك الحملات والتهديدات، فالحارس هو الله». وقال حامد: «متعتي في الكتابة تكمن في كونها نتاج إبداعي الخالص. وعموماً، الكتابة ليست مهنة سهلة كما يظن بعضهم لكن طالما توافرت النية الخالصة للكاتب لرصد وتحليل الواقع بأمانة وإدراك واعٍ، سيخرج العمل في الشكل المرجو ويحوز النجاح». واختتم: «سأعمل على تأليف جزء ثالث إذا أمدَّ الله في عمري، وسأبحث في المصادر ذات العلاقة بالجماعة في عهد مبارك حتى وصولها إلى الحكم في 2012».