سعر الذهب يرتفع 5 جنيهات اليوم الخميس 9 أكتوبر.. وعيار 21 يسجل 5420 جنيها    نيابة عن السيسي، مدبولي يترأس وفد مصر اليوم في القمة 24 للكوميسا    جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر الفلسطينيين من العودة إلى مدينة غزة    القناة 12 العبرية: حماس وافقت على الشروط وتوقيع الاتفاق اليوم والبيان الأول السبت أو الأحد    وزير الرياضة يكشف سر عدم عودة أرض الزمالك بأكتوبر (فيديو)    موعد وصول الجهاز المعاون لمدرب الأهلي الجديد    رابط تحميل مناهج المواد الدراسية للمرحلة الثانوية    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    كنت بحبه ودفنته بيدى بالمقابر.. اعترافات متهمة بقتل طفل فى قنا    طرق مختلفة ورمضان "مبتكر" كعادته، كيف احتفى نجوم الفن بتأهل مصر إلى كأس العالم (فيديو)    طريقة عمل بطاطس بيوريه بالجبن والثوم، أكلة سريعة التحضير ومغذية    هل يجب التوقف عن بعض وسائل منع الحمل بعد سن الأربعين؟ استشاري يجيب    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح بالنظام الفردي لانتخابات مجلس النواب    طب الأسنان بطنطا تتوج بكأس العباقرة في دوري المعلومات الأول    عاجل- السيسي يوفد مندوبًا لتقديم العزاء في وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    السيطرة على حريق شقة سكنية بالصف    خلص عليه بسبب الميراث.. القبض على قاتل شقيقه في الشرقية    ضبط متهم غسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات في البحيرة    عاجل- رئيس الوزراء يحضر القمة الرابعة والعشرين لتجمع الكوميسا نيابة عن الرئيس السيسي في نيروبي    "ثقافة جاردن سيتي" يشهد الملتقى الإعلامي الثقافي للطفل المصري    وزارة البترول تنفي شائعات زيادة أسعار البنزين والسولار    6 لقاءات قوية في افتتاح الجولة الثامنة من دوري المحترفين    بالصور.. نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بالإسكندرية    سعر الأسمنت اليوم الخميس 9 اكتوبر 2025 فى الشرقية    اتحاد الكرة: نشكر الرئيس السيسي على دعمه للرياضة.. ونتمنى أن يكرر حسام حسن إنجاز الجوهري    محافظ أسيوط يكرم أبطال السباحة بعد فوزهم بالمركز الأول في بطولة الصعيد لمراكز الشباب    وزارة التعليم: تقييمات أولى ثانوى عام وبكالوريا واحدة بدون اختلاف    انطلاق منافسات بطولة العالم للسباحة بالزعانف في المياه المفتوحة بالعلمين    فيفا: منتخب مصر يمتلك مقومات تكرار إنجاز المغرب فى كأس العالم 2026    الخارجية التركية: نشيد بجهود مصر وقطر والولايات المتحدة للوساطة فى مفاوضات غزة    محافظ أسيوط يشهد احتفالية "قصور الثقافة" بالذكرى ال 52 لانتصارات اكتوبر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    هل يجوز منع النفقة عن الزوجة لتقصيرها في الصلاة والحجاب؟.. دار الإفتاء تجيب    في ثالث أيام «عيد العرش».. مستوطنون إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تستهل مشاركتها بالنسخة الثانية من منتدى «البوابة العالمية 2025» ببروكسل بلقاء مديرة الشئون المالية والاقتصادية بالمفوضية الأوروبية    محافظ أسيوط يطلق مبادرة "تكتلات الأقمشة والمنسوجات"    بعد إنطلاق ألبومها الأول.. مي فاروق تتصدر تريند جوجل    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    سما المصري توجه رسالة ل المستشار مرتضى منصور: «ربنا يقومه بالسلامة بحق صلحه معايا»    يعرض قريبًا.. «لينك» ضغطة زر تقلب حياة موظف على المعاش    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    مصطفى أبو زهرة: هناك دول تتمنى أن تكون لديها "نصف" حسام حسن    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    ممنوع الضرب.. قرار حاسم حول حظر استخدام العصا أو الخرطوم في المدارس ومحاسبة المسؤولين    البابا تواضروس الثاني: المسيح هو الراعي الأمين الذي يقودنا إلى الطمأنينة والأبدية    8 شهداء في غزة خلال الساعات ال24 الماضية جراء الغارات الإسرائيلية    7 آلاف محضر بشأن «تراخيص عمل الأجانب» خلال 27 يومًا    سوء تفاهم قد يعكر الأجواء.. برج العقرب اليوم 9 أكتوبر    مصادر للقاهرة الإخبارية: الاتفاق يُوقف الحرب ويفرج عن المحتجزين الإسرائليين والأسري الفلسطينيين    كُتبت فيها ساعة الصفر.. حكاية «كراسة حنان» التي احتوت على خطة حرب أكتوبر    حساب فيفا يحتفى بصعود الفراعنة للمونديال: مصر البهية تُطِل على كأس العالم    منها منتجات الألبان.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى جرثومة المعدة (تفاقم الألم)    أسهل طريقة لعمل البليلة في ساعة.. شرط النقع    السيسي يُعبّر عن خوفه من الثورة والتغيير .. وناشطون: فات الأوان يا عميل    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    نقيب المحامين: الرئيس أعاد المادة 105 لزيادة ضمانات حقوق المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مدينة الطيبات» جسر بين الماضي والحاضر يجسّد حضارة مجتمع
نشر في نقطة ضوء يوم 04 - 08 - 2016

وأنت تنتقل من شارع إلى آخر داخل مدينة جدة، وكلما اتجهت شمالاً، ترى المباني الشاهقة أمامك، بينما تأخذ المعالم التقليدية للمدينة طريقها إلى الخفاء، بعد أن فرضت المعاصرة سطوتها على المدينة.
لكن هناك مبنى يحافظ على هويته، ينتصف شارع «الستين» في حي الفيصلية، وكأنه يغرّد خارج سرب المدينة المغمورة بالعصرنة والعمران الحديث. ذلك هو الانطباع الذي يعصف بك ما أن يطالعك البناء الخارجي، قبل أن تكتشف الكنز المكنون داخله.
على الباب ترتفع لوحة التعريف «متحف مدينة الطيبات للحضارات العالمية»، وفي الداخل لا تُغمض عينيك من شدة إبهار ما يصادفك، منذ تبدأ جولتك حتى تنتهي.
بمجرّد الدخول من البوابة، يشدك التصميم والديكور المقتبس من طبيعة المباني الحجازية القديمة، والرواشين، والمقاهي الجداوية التقليدية، إضافة إلى جلسات الخزف، وبناء المنازل من الداخل على طريقة المجالس الحجازية، ووضع المهن والأدوات والحرفيات التراثية، وإيقاعات الفنون الشعبية نحو «متاكي» وجلسات «الكرويتات» الجداوية، و»المراكيز»، معيدة إلى الأذهان قصص حواري جدة العتيقة ورواياتها.
تأسست مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة عام 1408ه (1988م)، بعد أن استغرق إنشاؤها 15 عاماً على مساحة 10 آلاف متر مربع، واستمر العمل على تجميع التحف والفنون والتراث 50 عاماً لتكون جسراً يتصل عليه الماضي بالحاضر، وبلغ عدد المباني 12 مبنى، جهّزت بأفضل التجهيزات والمكتبات العلمية والمتاحف المتخصصة، بما يكشف حجم الجهود التي سخّرت لها من طاقات بشرية وآلية وتجميعية وتوثيقية، لتكون وفق منهج علمي أكاديمي على أرقى مستوى، على يدي مؤسسها البروفسور عبدالرؤوف حسن خليل.
تضم المدينة، أجنحة للفنون السعودية والإسلامية والعالمية، إضافة إلى مكتبة تحوي أكثر من 30 ألف كتاب ومسرح ومراكز تدريب وغيرها. وتجسّد عبر معروضاتها تاريخ السعودية، وملامح الحياة في جدة القديمة بحارتها، والعمارة التقليدية في مختلف بلدان العالم.
كما يضم المتحف 365 غرفة، تتحدّث عمّا قبل التاريخ حتى عصرنا الحالي، وجهّزت بطريقة أكاديمية علمية، كما توجد به مجموعة من أندر القطع. ونفذت بجهود فردية وعمل تلقائي من مؤسس المتحف، ومجموعة الطيبات العالمية. والمدينة هي سلسلة من ثلاثة متاحف، ومنها متحف مدينة الطيبات العالمية للعلوم والمعرفة.
واستطاع أن يجمع حضارات الأمم تحت قبة واحدة، وحرص مؤسسها على أن تكون المدينة نموذجاً مصغّراً لأحياء مدينة جدة القديمة ببيئتها وعمارتها وتخطيطها، وبما يتلاءم مع مقتضيات العصر الحديث.
مؤسس المتحف الراحل عبدالرؤوف حسن خليل، يعشق التراث الإسلامي والعربي، وأفنى عمره في سبيل جمع تحف كثيرة وحفظها، وهي تمثل عدداً من ألوان التراث الإسلامي والوطني، إضافة إلى تحف ثمينة، ومصوغات ذهبية وفضية يكلف اقتناؤها ملايين الدولارات.
وخصص جزء كبير من البيوت للطلبة الذين يأتون إلى المدينة لحفظ القرآن على أيدي معلمين اختصاصيين، عيّنهم خليل على نفقته الخاصة، طلباً للأجر والمثوبة من الله، إذ تضم هذه المدرسة أكثر من ألف طالب من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة.
ويقول وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس، إن بعضهم يعتقد أن أصول خليل تعود إلى مصر، وفي جدة درس وعشق التاريخ القديم للمملكة. ويعتبر أن زيارة واحدة لمتحف مدينة الطيبات ستربطك بتاريخ الجزيرة العربية إلى الأبد.
ومن أهم قاعات متحفه وأجملها، واحدة تحوي مجسماً صغيراً للحرم المكي، وتحكي معروضاتها تاريخ مكة المكرمة، ونماذج لملابس الإحرام للنساء والرجال، ومعلومات عن الكعبة المشرّفة، والحجر الأسود، ومقام إبراهيم عليه السلام، ومناسك الطواف، ومجسم آخر للمسجد النبوي، وكذلك المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وقاعة أخرى كبيرة تُظهر حجرة الرسول، إضافة إلى قاعة تحكي تاريخ الحضارات القديمة: آشور وبابل وسورية ومصر حتى العصر الروماني. كما تضم قطعاً أصلية من عصور ما قبل التاريخ، تم شراء غالبيتها من البرازيل، وسورية ومصر.
كما توجد في القاعة أوان فخارية تعود إلى 1400 سنة قبل الميلاد، وأخرى من الزجاج والفسيفساء من تونس تعود إلى العصر الروماني، وتماثيل من جنوب الجزيرة العربية، وأخرى فرعونية، وكذلك لوحة باللغة المصرية القديمة كتُبت بالخط الهيروغليفي، ولوحة آشورية، ونماذج من طرز العمارة السعودية. وكتبت على الجدران 120 ألف معلومة تاريخية عن الإسلام ونشأة اللغة العربية.
ويحوي متحف الطيبات جناحاً كاملاً للحضارة الإسلامية، يضم قطعاً أثرية للمدارس والفنون الإسلامية من نحاس وبرونز، وخزف وزجاج، وقاعة للأسلحة من خناجر وسيوف وحراب أثرية، وقاعات للقرآن الكريم. وتعود أقدم النصوص بالمتحف إلى العصر العباسي والقرن الثاني الهجري، والخطوط الأولى للقرآن ومنها الخط الحجازي والكوفي، إلى جانب قاعة أخرى تحوي قطعاً أصلية لكسوة الكعبة، والقبر النبوي، ومجموعة نماذج لأقفال الكعبة ومفاتيحها.
وخصص طابق بالكامل للتراث السعودي، من ملابس ومبانٍ ونماذج للعروس البدوية، وقاعة الباحة أو المجلس في جنوب المملكة، وغرفة للمدينة المنورة، وجناح كامل لتاريخ الملك المؤسس عبدالعزيز، أما الطابق العلوي فخصص للإعجاز العلمي بالقرآن الكريم.
وترك البروفسور خليل وقفاً خيرياً للإنفاق على ثلاثة متاحف، وسبق أن نشب منذ أعوام حريق في متحف الفنون المنزلية، ما قوّض سنوات من العمل والجهد، وأضرّ بعدد من ألوان التراث واللوحات الفنية الثمينة، والثريات والمزهريات. لكنه بفضل عزيمته وعلى رغم كلفته الباهظة، أعاد بناءه وإن في شكل أصغر، واحتفظ فيه بمقتنيات ومجسمات ثمينة كثيرة، فضلاً عن ملامح من المجتمع الحجازي والسعودي الذي عاشه في شبابه.
كما أقام خليل متحفاً ثالثاً «طوبة طوبة... وحجراً حجراً»، وأشرف على كل صغيرة فيه، لأنه كان يهدف من خلاله أن يقدّم لمدينة جدة هدية ومعلماً حضارياً يليق بها، ويعكس مدى عشقه لها. وقد زوّده بمقتنيات ثمينة تمثل مختلف العصور والحضارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.