طالب أثريون بضرورة التشديد على أعمال التسجيل والتوثيق على خلفية العثور على تمثال للملك أمنحتب الثالث في منزل موظف بالآثار في محافظة أسوان اليوم الخميس، مؤكدين تشابه الواقعة مع واقعة قضية الآثار الشهيرة منذ 7 سنوات مضت. وقد قام مدير العلاقات العامة في هيئة الآثار في قضية الآثار الكبرى بالإبلاغ عن أحد المقبوض عليهم بوجود تمثال للملك منقرع في منزله بالكرنك بالأقصر، رغم أن ملوك الدولة القديمة ليس لهم وجود في طيبة بالأقصر في ذلك الوقت، مما جعلها قضية غريبة آنذاك. وقال محمد الصادق الباحث الأثري : إن أعمال التسجيل والتوثيق بداية من خطة مشروع الحفائر وبالتبعية مع كل مراحل الاكتشاف ستصعب الفرصة على اللصوص والمهربين مما يجعل هذه الوقائع ستنتهي ولن يكون لها وجود في المستقبل. كان الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار أعلن العثور على تمثال أثري للملك "أمنحتب الثالث" من عصر الأسرة الثامنة عشرة، وذلك بأحد المنازل بقرية النخل بأدفو بمحافظة أسوان. وأوضح الدماطي أن منطقة آثار أسوان تلقت بلاغاً من النيابة العامة يفيد بالعثور على التمثال أثناء مداهمتهم أحد المنازل لاتجاره في السلاح والمخدرات، لافتاً إلى أنه قام على الفور بتشكيل لجنة أثرية من المنطقة لمعاينة التمثال والتي أكدت على أثريته. وأمنحتب الثالث والد الملك أخناتون هو أحد أهم ملوك مؤسسي الإمبراطورية المصرية، وقد حكم لمدة 38 عاما وهو في عمر الخمسين بسبب مرض غير معلوم، واكتشفت المقبرة التي أعدها لنفسه في عام 1799، وهى المقبرة رقم 22 بوادي الملوك، وقد وجدت فارغة والجدران مهدمة بفعل الضغط والعوامل الجوية ولم تكن مومياؤه بداخلها حيث وجدت مومياؤه في مقبرة بالقرب من الدير البحري وتم إخفاؤها بواسطة الكهنة واكتشفت في عام 1881. ويبلع ارتفاع التمثال المسروق لأمنحتب الثالث بحسب بيان وزارة الآثار المصرية نحو 150 سم، ويمثل الملك "أمنحتب الثالث" واقفا مرتديا النقبة القصيرة وغطاء الرأس النمس مقدما قدمه اليسري للأمام كما هو معتاد في تماثيل الملوك في مصر القديمة، كما يحتوي التمثال على عدد من النقوش الهامة في منتصف حزام الوسط وخلف عمود الظهر وعلى القاعدة تمثل أسماء الملك وألقابه. وأضاف الصادق أن الأثر المسجل فى الدفاتر المصرية وفى قواعد البيانات والسجلات المصرية سيحميه من اللصوص مما يجعل التوثيق مهما، لافتا أنه لابد من التشديد على هذه الإجراءات لحماية الآثار المصرية من السرقة والضياع. وكشف الباحث فرنسيس أمين ل"بوابة الأهرام" أن البرديات الفرعونية تحوي الكثير من الأرقام والإحصائيات التي تم إنجازها في مصر، لافتا أن بردية رمسيس الثالث الموجودة حاليا في أحد متاحف لندن تشير إلى أن رمسيس الثالث الذي حكم لمدة 30 سنة قام بإنشاء ما يربو على 165 ألف تمثال من أجل عبادة الإله آمون. وأضاف أن البردية توضح أن كافة الملوك العظام ومنهم أمنحتب الثالث قاموا بإنشاء ملايين التماثيل والتي معظمها إما ردم أو هدم أو تم تحطيمه أو سرقته أو موجود في باطن الأرض. وأكد أمين أن الأعمال التي تركها أمنحتب الثالث من معابد وتماثيل لا يضاهيه فيها أي ملك سوى رمسيس الثاني لافتا أن أحد الجعارين التي نقشها بمناسبة زواجه من الملكة تي تم اكتشافها في الجزائر الشقيق من خلال حفريات أثرية مما يعني أنه قام بتوجيه الدعوة كملك يحكم إمبراطورية عظيمة لكافة أنحاء العالم. وتزوج أمنحتب الثالث في السنة الثانية لحكمه من الملكة تِيْيِ ولم يكن لها أصول ملكية مما يؤكد جعران نقش الزواج كما يؤكد فرنسيس أمين، لافتا أنها كانت لها أبلغ الأثر في شخصيته بسبب وقوعه في حبها كما كانت لها أبلغ الأثر في نفسية ابنه أخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة معقل الإله آمون لتل العمارنة بالمنيا لعبادة آتون قرص الشمس. يُذكر أن الملك امنحتب الثالث قام بجلب الشقراوات في قصوره الملكية وقيل إنهن كن من اليونان وكان عديد الزيجات من بنات الأميرات الأجنبيات في عصره وأنجب 6 أبناء وقام بجلب 317 آسيوية أجنبية مما جعل اللغة المصرية القديمة تتدخل لها بعض الكلمات السامية. وأكد فرنسيس أمين أن تمثال امنحتب الثالث والموجود في متحف الأقصر هو من أروع التماثيل في العالم أجمع لافتا أن أغرب الوقائع قيام وزارة الآثار في ثمانينيات القرن الماضي بعد إلغاء قانون حيازة الأفراد والمؤسسات الحكومية للآثار بالاستعانة بسيارات ثقيلة لنقل محتويات جورج قديس والتي كانت مجموعته الأثرية تزن حوالي 4 أطنان. وأوضح أمين أن ما يوجد في متاحف مصر والعالم أجمع والمكتشف لا يضاهي نقطة من بحر أمام ما تخبئه باطن أرض مصر من كنوز الفراعنة العظام وأحد أهم مؤسسي الإمبراطورية المصرية أمنحتب الثالث.