أصدرت مجلة "القوافي" الشهرية الصادرة عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة عددها ال 21؛ والذي جاءت افتتاحيته تحت عنوان "الشارقة.. لوحة مضيئة في الشعرية العربية"، فيما حملت إطلالة العدد عنوان "مستقبل الشعر وتحولات النص المتجاوز" وكتبته الدكتورة آمنة بلعلى. وفي باب "مسارات"، رصد الإعلامي حمدي الهادي تفاصيل جمالية لرمضان في الذاكرة الشعرية العربية. كما تضمن العدد لقاء مع الشاعر السعودي الدكتور سعود اليوسف، وحاورته الشاعرة الإعلامية منى حسن، واستطلع الشاعر حسن الراعي الآراء حول مستقبل القصيدة العمودية. وكتب الشاعر عبد الرزاق الربيعي في باب "مدن القصيدة" عن "البصرة ".. خزانة العرب وثغر العراق الباسم". وفي باب "أجنحة"، حاور الإعلامي عطا عبد العال الشاعر أحمد الجميلي الفائز بالمركز الثالث في "جائزة الشارقة للإبداع العربي" في دورتها الأخيرة. وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار. وكتب مقال العدد الدكتور محمد البقاعي، حيث تحدث فيه عن المشهد الشعري الخليجي من خلال اكتشاف "معالم الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية". وكتب الشاعر حسن شهاب الدين في باب "عصور" عن شاعر صقلية وذاكرتها الشعرية "ابن حمديس"، بينما كتب الإعلامي محمد زين العابدين في باب "نقد" كتب عن رمزية الأزهار في الشعر العربي. فيما قرأ الشاعر محمد العثمان في باب "تأويلات" قصيدة "مختلفة" للشاعر الدكتور إبراهيم الحمد، كما قرأت الدكتورة باسلة زعيتر قصيدة "حديث الماء" للشاعر عبدالعزيز الهمامي، وتناول الشاعر نزار أبو ناصر في "استراحة الكتب" ديوان "الطيور تداوي جراحها بالسفر" للشاعر العراقي عماد جبار. أما في "الجانب الآخر"، فتطرق الباحث محمد الجبوري إلى موضوع الشعراء الأبناء الذين ورثوا الشعر عن آبائهم وقاسموهم خبزه وخيالاته. كما زخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى، واختتم بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي بعنوان: "ليل الشعراء مفتوحٌ على الأبد" وجاء فيه: القصيدة بنت السهر الطويل؛ بنت اللانهاية وهي على بعد خطوةٍ من الجمال، وعلى بعد خطوةٍ من الطيور المغردة، والسحاب الهائم بين السماء والأرض، وكلَّمَا حاول الشاعر أن يتتبع الأصوات التي يسمعها في الليل؛ فإنه سيكون على يقينٍ بأنه يصطاد الشعر من أفواه الطيور، التي لا تسكن حركتها في الليل والنهار، لكن الليل لدى الشاعر له إشكالية أخرى؛ فهو ينتظره ويخاف منه ويحلم معه ويتكلم لغته في كثيرٍ من الأحيان، وقد علّمَ الليلُ الشعراءَ الكلام، وعلمهم أن يكونوا مثله؛ بحورهم طويلة، وألفاظهم عميقة، وتفكيرهم منظّمٌ ومنطقي، وفي ليلةٍ من ليالي الشعر، وقفت أراقب القصيدة.. كانت بعيدةً وترتدي ثياباً جميلة، وتفوح منها رائحة العطور، وقلت لها: كل شيء ينتظرك عند باب الليل، فلا تهجري الشاعر، ولا تخفيه بهذا الشكل.