مكتبة الإسكندرية افتتح اليوم الثلاثاء بمكتبة الإسكندرية المؤتمر السنوي السادس للمخطوطات بعنوان (النشر التراثي) بمشاركة أكثر من 40 باحثا عربيا وأجنبيا من أبرز المتخصصين في المخطوطات. ونقلت ( رويترز ) عن يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية قوله في الافتتاح إن نشر التراث العربي في عمومه بدأ خارج العالم العربي في إيطاليا وألمانيا والهند وإن النصوص التراثية العربية طبعت في أوروبا بعد 20 عاما من ظهور المطبعة على يد الألماني يوحنا جوتنبرج عام 1455 تقريبا إذ صدرت عام 1480 ترجمة جيرارد الكريموني لكتاب (الأسرار في الكيمياء) للرازى كما صدرت ترجمته للقسم الجراحي من كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي عام 1497 ثم صدرت ترجمته لأعمال الكندي وإخوان الصفا عام 1507. وأضاف أنه بعد ذلك بنحو 250 عاما "بدأ العرب ينشرون على استحياء تراثهم في بلادهم" وكانت البداية من حلب السورية التي كانت أول مدينة عربية بادرت إلى هذا الأمر. وقال إن الوعي بالتراث العربي يرتبط بنشر نصوصه "وإلا فكيف نعي تراثا مطمور الأوراق في الخزانات الخطية العتيقة" مضيفا أن نحو 90 بالمئة من التراث العربي مازال غير مفهرس وغير منشور. وتابع "لقد نشرت أوروبا التراث العربي مبكرا فكان فهمها لنا أبكر من فهمنا لنا" مشددا على أن العرب غير واعين بتراثهم الممتد فيهم وأقل جدية في تحقيقه ودراسته ونشره. ورجح زيدان أن يكون "أول ظهور للحرف العربي في ألمانيا عام 1486 ميلادية حيث استخدم لأول مرة في كتاب برنارد فون بريدنباخ (رحلة إلى الأراضي المقدسة)" كما ظهرت في اسبانيا كتب معجمية احتوت على صفحات عربية ثم ظهرت في إيطاليا كتب عربية كاملة كان أولها كتاب (صلاة السواعي) الذي أصدرته مطبعة بمدينة فانو سنة 1514 وظهرت بألمانيا عام 1583 الترجمة العربية لرسائل بولس الرسول وهي من نصوص العهد الجديد (الإنجيل). ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام محاور منها (التقنيات المعاصرة لإخراج النصوص التراثية) و(النشر الرقمي لمتون التراث العربي وآفاق الإتاحة الإلكترونية للتراث) و(ظاهرة تكرار نشر نصوص بعينها من التراث في العالم العربي وخارجه) و(أثر الإقبال الأوروبي على نشر التراث الأوروبي "اللاتيني- اليوناني" في عملية النشر التراثي للمتون العربية) و(مناهج ومدارس النشر الأوروبية الخاصة بمتون التراث العربي). وتتضمن المحاور أيضا (أثر تراكم المخطوطات العربية في المدن الأوروبية في حركة النشر التراثي) و(هل شجعت النزعة الاستعمارية عملية النشر التراثي العربي أم كانت هناك دواع معرفية بريئة لذلك) و(مناهج النشر والتحقيق الخاصة بأوائل المطبوعات العربية في أوروبا). ونظم مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية أول مؤتمر عام 2004 بعنوان (المخطوطات الألفية) التي مضى على نسخها 1000 عام وتمثل قيمة أثرية أو تاريخية وتبعه عام 2005 مؤتمر (المخطوطات الموقعة) التي كتبها مؤلفوها أو نسخها آخرون وأقرها المؤلفون. وعقد المؤتمر الثالث عام 2006 تحت عنوان (المخطوطات الشارحة) والمؤتمر الرابع (المخطوطات المترجمة) عام 2007 والمؤتمر الخامس (المخطوطات المطوية) عام 2008.