يبحث المؤتمر الدولي السابع للمخطوطات، الذي ينظمه مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية "الأصول غير العربية للتراث العربي الإسلامي"، بمشاركة نحو 40 من أبرز المتخصصين في مجال المخطوطات من العرب والأجانب. وقال يوسف زيدان، مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية: إن المؤتمر الذي يفتتح يوم 25 مايو الحالي سيعقد تحت عنوان "التواصل التراثي.. أصول ومقدمات التراث العربي الإسلامي"، ويسعى إلى النظر في الأصول التي انطلق منها التراث العربي الإسلامي والمقدمات التي سبقته في المجالات العلمية والفكرية والأدبية والفنية. وأضاف زيدان أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يهدف إلى تأسيس وعي حقيقي بهذا التراث واستكشاف طبيعة التواصل التراثي في المرحلة المبكرة من تراثنا العربي الإسلامي، من خلال أربعة محاور: هي "الفلسفة والطبيعيات، المعارف العامة والتاريخ، اللغة والتصورات الدينية، الفنون والآداب. وأوضح أن التراث الذي تركته الحضارة العربية الإسلامية عبر نحو ألف عام من العطاء الإنساني المتنوع لمشاهير العرب والمسلمين في مجالات مختلفة "ظاهرة تاريخية كبرى، والظواهر التاريخية الكبرى والصغرى ترتبط على نحو خفي أو معلن بالأصول والمقدمات التي تفاعلت فيما بينها فأنتجت هذه الظاهرة التاريخية أو تلك" ولكن هذا التراث يشتمل على بقايا من أصول ومقدمات انطلق منها وتأثر بها. من ناحية أخري يبحث المؤتمر قضايا، منها: "هل أدى الوعي المنقوص بالتراث إلى إهمال الأصول العربية لتراثنا، وإسهام الحضور العربي قبل الإسلام في صياغة المنظومة الحضارية الإسلامية، وكيف تفاعلت اللغة العربية مع السريانية والعبرية والفارسية". ويناقش مؤتمر المخطوطات قضايا أخرى، منها: "حضور المسيحيين واليهود والصابئة والمجوس في الظاهرة الحضارية العربية الإسلامية، والفلسفة والعلوم والمعارف قبل ظهور الإسلام، وطبيعة الوعي العربي الإسلامي المبكر بالحضارات السابقة والتفاوت في معرفتهم باليونان والفرس وفي جهلهم التام بتراث مصر القديمة والهند". كما يبحث المؤتمر طبيعة مشاركة المسيحيين واليهود والصابئة والمجوس في الدولة العربية الإسلامية ابتداء من استلهام حفر الخندق من العسكرية الفارسية وانتهاء بترجمات يهود الأندلس للمتون التراثية إلى لغات أجنبية. وقال الدكتور يوسف زيدان: إن العرب والمسلمين المعاصرين شغوفون دوما بالنظر في الأثر الذي خلفته حضارتنا في الحضارة الإنسانية، وتأكيد التأثير التراثي العربي الإسلامي في زمن النهضة الأوروبية الحديثة، مشيرا إلى أن ذلك لا يمثل إلا نصف الحقيقة. وأكد أن الاهتمام بتأثير الحضارة العربية وتجاهل ما سبقها يؤدي إلى تكوين صورة يصفها بأنها خيالية ذهنية غير واقعية للتراث العربي الإسلامي. وأضاف أن هذه الصورة الذهنية "تشكلت فعلا في الأذهان ببطء راسخ، وأعطت يقينا كاذبا بأن هذه الحضارة وما أعطته من تراث إنساني هي لمعة مفاجئة بدأت مع انتشار الإسلام وسيادة العرب للعالم.. مشددا على أن تصور البعض أن التراث العربي الإسلامي انطلق من دون أصول سابقة "وهم كبير" وأن المؤتمر يهدف إلى "تأسيس وعي حقيقي بهذا التراث الذي غلبت عليه المتوهمات". يذكر أن مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية نظم أول مؤتمر له عام 2004 بعنوان "المخطوطات الألفية" التي مضى على نسخها 1000 عام، وتمثل قيمة أثرية أو تاريخية، ثم مؤتمر عام 2005 مؤتمر "المخطوطات الموقعة" التي كتبها مؤلفوها أو نسخها آخرون وأقرها المؤلفون. وعقد المركز المؤتمر الثالث عام 2006 تحت عنوان "المخطوطات الشارحة"، ثم المؤتمر الرابع بعنوان "المخطوطات المترجمة" عام 2007، فالمؤتمر الخامس بعنوان "المخطوطات المطوية" عام 2008، وأخيرا المؤتمر السادس الذي عقد عام 2009 تحت عنوان "النشر التراثي".