أعلنت إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، اليوم الثلاثاء، فوز رواية |الديوان الإسبرطي" للروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوى، في دورتها ال13 لعام 2020، لتكون المرة الأولى التي تفوز فيها الجزائر بالجائزة. وجاء الإعلان إليكترونيًا عبر صفحة الجائزة على "فيسبوك"، بعد إلغاء الحفل عقب قرار الإجراءات الوقائية الاحترازية، التي تفرضها الدول للحد من انتشار وباء كورونا. تدور الرواية الصادرة عن دار ميم للنشر بالجزائر حول خمس شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين 1815 إلى 1833، في مدينة المحروسة، الجزائر، أولها الصحفي "ديبون" الذي جاء في ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفي، و"كافيار" الذي كان جنديًّا في جيش نابليون ليجد نفسه أسيرًا في الجزائر، ثم مخططًا للحملة، وثلاث شخصيات جزائرية تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل "ابن ميار" إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما ل"حمة السلاوي" وجهة نظر أخرى، مفادها أن الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، أما الشخصية الخامسة فهي "دوجة"، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات "المحروسة" ولكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءًا منها، مرغمة لأنه من يعيش في هذه البلدة ليس عليه إلا أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل. وعن أسباب اختيار الرواية، يقول محسن الموسوي، رئيس لجنة التحكيم، "تتميز رواية الديوان الإسبرطي بجودة أسلوبية عالية وتعددية صوتية تتيح للقارئ أن يتمعن في تاريخ احتلال الجزائر روائيًّا ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط كاملة، كل ذلك برؤى متقاطعة ومصالح متباينة تجسدها الشخصيات الروائية، إن الرواية دعوة القارئ إلى فهم ملابسات الاحتلال وكيف تتشكل المقاومة بأشكال مختلفة ومتنامية لمواجهته. هذه الرواية بنظامها السردي التاريخي العميق لا تسكن الماضي بل تجعل القارئ يطل على الراهن القائم ويسائله". ومن جانبه، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية "تسحرك رواية الديوان الإسبرطي باستنهاضها للتاريخ بأبعاده السياسية والاجتماعية؛ لخدمة العمل الروائي الذي يتجاوز هذا التاريخ برمزيته، وبتداخل رؤى القص وأصواتها من وجهات نظر متقاطعة تدعو إلى التأمل والتفكر والمراجعة. وتتابع شخوصها الخمسة بمساراتها المتضاربة. وتسير في شوارع الجزائر المحروسة ومرسيليا وباريس وكأنك تعاينها بنفسك في زمن مضى ولم تنقطع مآلاته. وتحتك بالتركي والأوروبي والعربي وغيرهم من الأقوام متعاطفًا وساخطًا في آن واحد. كل ذلك في انسياب روائي أخاذ، لا يدعك تترك الرواية حتى تصل إلى نهايتها بشغف يطلب المزيد. لقد أبدع عبد الوهاب عيساوي في هذا كله، ويكفي هذا القاريء أنه التقى السلاوي ودوجة في ثنايا الديوان، ولهث في أثرهما في ثنايا تاريخ ينبض بالمعاني". عبد الوهاب عيساوي روائي جزائري من مواليد 1985 بالجلفة، الجزائر، تخرج من جامعة زيّان عاشور، ولاية الجلفة، مهندس دولة الكتروميكانيك ويعمل كمهندس صيانة، وفازت روايته الأولى "سينما جاكوب" بالجائزة الأولى للرواية في مسابقة رئيس الجمهورية عام 2012، وفي العام 2015، حصل على جائزة آسيا جبار للرواية التي تعتبر أكبر جائزة للرواية في الجزائر، عن رواية "سييرا دي مويرتي"، أبطالها من الشيوعيين الإسبان الذين خسروا الحرب الأهلية وسيقوا إلى معتقلات في شمال إفريقيا.