توعد قراصنة الإنترنت بتصعيد هجماتهم علي مواقع إلكترونية تابعة لمؤسسات ينظر لها علي أنها تناهض موقع ويكيليكس الذي بث مؤخرا العديد من وثائق الخارجية الأمريكية بشأن حربي العراق وأفغانستان وأحداث أخري حول العالم. كما توعد القراصنة بشن المزيد من الهجمات علي أهداف يأتي علي رأسها موقع شركة "باي بال"، في إطار حملة تعرف باسم عملية "رد الدين"، وذلك للانتقام من الجهات التي عملت علي تعطيل عمليات ويكيليكس. وقال النشطاء إنهم سيهاجمون موقع شركة "باي بال" التي أوقفت الحساب الذي اعتاد ويكيليكس جمع التبرعات من خلاله، وأصبحت "فيزا" و"ماستركارد" من ضمن الأهداف بعدما توقفتا عن تلقي التبرعات لويكيليكس. وقالت جماعة أطلقت علي نفسها اسم "مجهولون" في رسالة إلكترونية إن نشطاءها ليسوا حراسا أو إرهابيين، معلنة أن "الهدف بسيط وهو الفوز بحق الحفاظ علي الإنترنت حرا من أي سيطرة من أي كيان أو مؤسسة أو حكومة". وقد تمكن القراصنة بالفعل من تعطيل موقعي شركتي بطاقات الائتمان العملاقتين "فيزا" و"ماستركارد"، وموقع الحكومة السويدية. وقال متحدث باسم جماعة "مجهولون" إن الحملة لم تنته، وإنها لا تزال مستمرة بقوة، والمزيد من الناس ينضمون. جاء ذلك في الوقت الذي اعتبرفيه رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين أن اعتقال جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس يظهر أن الغرب منافق في انتقاده لسجل روسيا المتعلق بالديمقراطية. وشكك بوتين في أهلية السلك الدبلوماسي الأمريكي كمصدر شفاف للمعلومات. ويبدو أن بعض الدوافع وراء الهجمات الإلكترونية تعود إلي الغضب من اعتقال أسانج في بريطانيا بشأن جرائم جنسية مزعومة ارتكبت في السويد، وهو الآن محتجز في لندن بانتظار جلسة للنظر في مسألة ترحليه. وفي هذه الأثناء، تحركت الولاياتالمتحدة للتحقيق في الهجمات الإلكترونية الأخيرة، وقال وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر إن التحقيق يشمل الهجمات علي شركات مثل "أمازون كوم" وغيرها. وأضاف أنه علي علم بالحوادث وسيتولي بحثها. وكانت سلسلة من المؤسسات الأمريكية قد سحبت الخدمات من ويكيليكس بعدما نشر الموقع آلاف التقارير الدبلوماسية السرية الأمريكية التي كانت محرجة في بعض الأحيان، وسببت توترات بين واشنطن وعدد من حلفائها. وأوقفت أمازون -التي تستضيف مواقع علي الإنترنت- الأسبوع الماضي خدمات ويكيليكس، وأصبحت لفترة وجيزة الهدف الرئيسي للنشطاء المؤيدين لويكيليكس، قبل أن يعترفوا بأن مهاجمتها أمر كبير جدا عليهم في الوقت الراهن. في الوقت ذاته نقلت صحيفة سويدية عن مجموعة من العاملين السابقين في موقع ويكيليكس الالكتروني عزمهم اطلاق موقع جديد احتجاجاً علي مؤسس ويكيليكس. ونقلت صحيفة "داجنز نيهيتر" عن مصدر علي صلة بالموقع الجديد قوله أن الهدف من تاسيس اوبنليكس هو بناء منصة قوية وشفافة لدعم مسربي المعلومات السرية تكنولوجياً وسياسياً وفي نفس الوقت تشجيع اخرين علي بدء مشروعات مماثلة. وقال التقرير الذي حمل عنوان "متمردو ويكيليكس الجدد يستهدفون أسانج" ونشر باللغتين الانجليزية والسويدية _علي غير العادة- ان الموقع أوبنليكس يسعي ايضا لتوفير سبيل لمسربي المعلومات السرية لنشر ما لديهم من معلومات لكنه لن ينشر بنفسه تلك المعلومات بشكل مباشر وانما ستدخل منظمات أخري علي نظامه ثم تقدم للجمهور ما لديها من معلومات. وستشارك في معالجة الوثائق ونشرها عدة أطراف منها جهات اعلامية ومنظمات لا تهدف للربح ونقابات عمالية وغيرها.