ورغم سقوط مؤسسة جوليان اسانج فى قبضة الشرطة البريطانية إلا أن الموقع لا يزال حتى الآن يبث وثائقه بفضل وجود عناصر تكنولوجىة وبشرية مساندة لاستمرارية الموقع فى دول مختلفة حول العالم.. وذلك رغم تصريحات اسانج الذى وصف نفسه بأنه "قلب المنظمة وروحها وفيلسوفها والمتحدث الرسمى باسمها وممولها.. وعلى من يمتلك أى مشكلة مع ذلك أن يذهب إلى الجحيم" والذى تصور معه العالم ان الموقع سيتوقف عن البث بمجرد القبض على اسانج وسجنه الذى أحدث دوياً هائلاً، وتسبب فى قيام حرب معلوماتية دفاعاً عنه.. هذه الحرب أخذت شكلاً فى غاية الشراسة والانتقام بين قراصنة الانترنت المؤيدين لجوليان ومواقع الكترونية أخرى مناهضة له.. وجاء الهجوم المساند له من القراصنة ضد مزودى انترنت أخلوا باتفاقاتهم مع موقع "ويكيليكس" وعطلوا موقع بطاقات ماستر كارد التى جمدت التعاملات مع اسانج لبضع ساعات، كما شملت الهجمات الالكترونية المساندة والمؤيدة له موقع محامى آنا اردان إحدى الفتاتين السويديتين اللتين اتهمتا اسانج باغتصابهما، وتم القبض عليه وفقاً لهذا الاتهام، وإن كانت المحكمة البريطانية قد قررت الإفراج المشروط عنه بكفالة بلغت 200 الف جنيه استرلينى إذا اعتبروا انه مطلوب للتحقيق ومن حقه الاستفادة من قرينة البراءة وإن كان هذا الإفراج قد تعطل مؤقتاً عندما تقدم محققون سويديون باستئناف ضد قرار الإفراج، وفى كل الاحوال فسيبقى اسانج رهن الاقامة الجبرية وحجز جواز السفر وارتداء سوار تعقب الكترونى وتسجيل حضوره فى مركز الشرطة كل مساء. إغضاب القوى العظمى وفى كل الأحوال فان تسريب الوثائق قد أغضب ثلاث دول عظمى هى امريكا والصين وروسيا.. رغم انه قام بمخاطبة السلطات الأمريكية قبل نشر الوثائق وأعلمها بنواياه، وأكد لهم انه لا يعتزم تسريب اى معلومات قد تهدد العمليات الجارية حاليا أوتضع أناساً فى دائرة الخطر. جوليان أصبح الآن نجم النجوم فى العالم فقد أعدت الشركات المتخصصة فى هدايا عيد الميلاد تماثيل متعددة لجوليان تقدم كهدايا بين الاصدقاء والأحباء.. واحدث مؤيدوه ثورة هائلة فاندلعت المظاهرات فى استراليا تطالب بالافراج عنه فوراً وتراجعت الحكومة الاسترالية عن وصفه بالمجرم واطلقت الاتهامات ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وأهديت لوحة تكريمية فى المكسيك لجوليان لمساهمته فى إيقاظ ضمير البشرية باعطائه ادلة على ما كان كثير من الناس لا يعرفونه، كما ساعد البشرية على معرفة نفسها بشكل أفضل ومعرفة كيف يعمل العالم ولماذا؟! تأييد دولى أعلن الرئيس البرازيلى لويس ايناسيوداسيلفا دعمه لجوليان وكذلك رئيس الوزراء الروسى بوتين ومسئول كبير فى الأممالمتحدة، وكثف قراصنة الانترنت هجماتهم على المواقع المعادية له، وانطلقت حملة دولية لجمع التوقيعات لحماية موقع ويكيليكس والعاملين فيه ومؤسسة جوليان اسانج ضد ما أسمته عمليات ترهيب واسعة لوقفه عن نشر المزيد من الوثائق والمستندات، وأكدت الحملة المؤيدة للموقع انه لم يخرق اى قانون، وأن حملة التهديد تأتى خارج نطاق القانون وتمثل اعتداء على الديمقراطية، وتحتاج بشدة إلى صرخة غضب جماهيرية من أجل حرية الصحافة والمعلومات. وهدد قراصنة الانترنت الحكومة البريطانية بمهاجمة مواقعها على الشبكة إذا ما قامت بتسليم جوليان، ويبلغ عدد هؤلاء القراصنة نحو 1500 من ناشطى الانترنت ويمثلون شبكة مهمة ومؤثرة ومدمرة على الانترنت ويخططون حالياً لضرب موقع أمازون لتجارة التجزئة على الشبكة العنكبوتية. ويرى القراصنة ان المعلومات التى ينشرها موقع ويكليكس هى معلومات مجانية، ولا يحق للحكومات الاحتفاظ بها وتقوم عمليات القرصنة على أساس شن هجمات واسعة النطاق عن طريق إغراق المواقع المستهدفة بعدد كبير من الزيارات الوهمية يفوق طاقاتها الاستيعابية، ويقود بالتالى إلى تعطيلها، وأطلقت الحملة الالكترونية التى تهدف للانتقام للموقع على نفسها اسم "اوبريشن باى باك" أو "عملية در الدين" كما أعلنت مجموعة قراصنة أخرى تسمى "انونيمس" تضامنها فى الانتقام وشن الحرب المعلوماتية ضد أعداء ويكليكس. على جانب آخر هناك معارضون تماماً لجوليان أعلنوا اطلاق موقع "اوبنليكس" أو التسريبات المفتوحة" لكى يسهل تسريبات مباشرة إلى وسائل الإعلام، ولن ينشر هذا الموقع معلوماته على الإنترنت بل سيسمح لوسائل الاعلام بتلقى هذه المعلومات ونشرها، وبالفعل تم تشغيل عنوان الموقع "اوبنليكس اورج" حيث تظهر علامة "الانطلاق قريبا" ولا تزال الحرب الالكترونية دائرة بشدة.. كما يبدو ان نهايتها تقترب.. بل تزداد اشتعالاً.