جوليان أسانج «شبح» ينافس بن لادن فى الاختفاء.. وأوباما على شخصية العام

«لقد وضعْت ابناً يتمتع بذكاء عال ولكنه حساس للغاية، إنه يقاتل الأشرار بشكل جيد، لأنى ربيته على أرضية واسعة من الأخلاقيات».. هكذا دافعت والدة جوليان أسانج، مؤسس موقع و«يكيليكس» كريستين أسانجى، التى تدير مسرحاً للعرائس فى ولاية كوينزلاند فى أستراليا عن ابنها، معربة عن قلقها على سلامته، بعد أن أصبح المطلوب الأول فى العالم.
وأضافت الأم قائلة: «إنه ابنى وأنا أحبه ولا شك أننى لا أريد ألا يتم تعقبه وسجنه، ورد فعلى مثل أى أم، ولكنه يقوم بأشياء جيدة فى العالم إنه يقاتل الأشرار»، وذلك بعد أصدار الإنتربول مذكرة ضد أسانج. وأصبح مؤسس ويكيليكس «سوبر مان» عصر الإنترنت فى نظر الكثيرين بعد أن تحدى كل أجهزة المخابرات فى العالم، فيما يراه المسؤولون فى أمريكا شخصية زئبقية أقرب للشبح وعالم الخيال بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز بعد نشره آلافاً من الوثائق السرية الأمريكية التى أحرجت نصف دول العالم. وجعل ذلك أسانج منافساً للرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، ومغنية البوب الشهيرة ليدى جاجا، على لقب «شخصية العام» بعد أن ضمته مجلة تايم الأمريكية إلى قائمتها التى تنشرها كل عام.
ويعيش أسانج حياة غريبة منذ تأسيس موقعه فى عام 2006، ولا يكف عن الترحال والتنقل من بلد لبلد بصورة مكوكية، بعد أن أصدر الإنتربول مذكرة ضد أسانج من «القائمة الحمراء»، وهى فى عرف الإنتربول «ليست مذكرة اعتقال دولية» وإنما تحذير للشرطة فى مختلف أنحاء العالم بأن الأشخاص الواردة أسماؤهم فى المذكرة مطلوبون من قبل سلطات الدولة المعنية. واستندت المذكرة لقرار محكمة دائرة استوكهولم التى أصدرت أمراً بضبط أسانج من أجل استجوابه بشأن اتهامات موجهة إليه بالاغتصاب والتحرش الجنسى والإجبار غير القانونى، فى السويد فى شهر أغسطس الماضى. وكانت امرأتان ورد أنهن كن يحضرن ندوات يقيمها أسانج فى السويد تقدمتا بالشكويين ضد أسانج الذى ينفى التهم الموجه إليه بشكل قاطع، ويؤكد أنها تسعى لتشويه صورته.
وذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن خطأ فى صياغة مذكرة التوقيف السويدية الصادرة بحق أسانج سمح لمؤسس «ويكيليكس» بالإفلات من الاعتقال فى بريطانيا دون أن تكشف عن طبيعة الخطأ. ولكن الخبراء يقولون إنه لا يمكن إصدار مذكرة اعتقال ضد أسانج دون الاستناد لتهمة رسمية، ولكن ما أصدرته محكمة استوكهولم هو أمراً بضبط أسانج لاستكمال التحقيقات فى الشكويين. قالت الصحيفة إن أسانج موجود فى بريطانيا وإن الشرطة تعرف مكانه لكنها امتنعت حتى الآن عن القبض عليه. وقالت صحيفة «إندبندنت» إن أسانج البالغ من العمر 39 عاماً، زود الشرطة البريطانية بتفاصيل اتصالاته عند وصوله فى أكتوبر إلى لندن.
ورغم أن أسانج أصبح مطارداً فى كل دول العالم على غرار أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه عمد وسط هذه الدراما لاستخدام أساليب التنكر من صبغ الشعر ومحاولة تغيير الملامح، فيما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه أفضى لمقربين منه شعوره بالخوف من تعرضه لعمليات انتقامية من جانب أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية.
ويرفض أسانج ذكر أى تفاصيل تتعلق بمولده، إلا أنه يعتقد أنه ولد عام 1971 فى مانييتيك أيلند شمال شرق أستراليا، وأمضى طفولته متنقلاً، مما أدى إلى دخوله 37 مدرسة، كما ذكرت وسائل إعلام أسترالية. وأمضى سن المراهقة فى ملبورن حين اكتشف موهبته فى القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الإفلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة، وبقسم بأنه سيحسن السلوك، ثم أصبح مستشاراً أمنيا وأسس إحدى شركات للخدمات المعلوماتية فى أستراليا، حتى أسس موقع «ويكيليكس» عام 2006.
ووضع مؤسس موقع «ويكيليكس» أرشيفاً غامضاً على الإنترنت منذ بضعة أسابيع بعنوان «insurance.aes256» والذى ربما يتضمن جميع أسراره فى حالة تعرضه للخطر، وفقا لما تؤكده العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة. وتحول سبب وجود الأرشيف ومحتواه إلى جدل كبير على العديد من المواقع الإلكترونية خاصة بعدما بدأ ويكيليكس تقييم أكثر من 250 ألف وثيقة سرية أمريكية خلال الأسبوع الجارى. ونقلت تقارير عن أسانج أنه سيعلن كلمة السر المشفرة بأعلى درجات الأمان فى حال تعرضه هو أو موقعه ويكيليكس للخطر.