عقد مؤتمر صحفي لوزيري السياحة التونسي السيد سليم التلاتي ووزير السياحة المصري السيد زهير جرانة قاما فيه بإستعراض ما تم بينهما من إتفاق لتنشيط السياحة بين البلدين دُعيت في الأسبوع الماضي لحضور حفل أقامته السفارة التونسية في مصر للاحتفال بيوم السياحة التونسي الذي يقام سنويا، والذي يتزامن هذا العام مع بداية العديد من الفعاليات بين البلدين من بينها توقيع برنامج تنفيذي للتعاون السياحي بين الجانبين المصري والتونسي وذلك خلال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المصرية التونسية المشتركة، حيث التقي السيد "زهير جرانة" وزير السياحة المصري بالسفير "المُنجي البدوي" سفير تونس لدي مصر حيث تم خلال اللقاء بحث سُبل تبادل الخبرات بين الجانبين المصري والتونسي لتحقيق حركة سياحية أكبر لكلا البلدين هذا إلي جانب قيام الجانب المصري باستضافة مسئولي وزارة السياحة التونسية لإطلاعهم علي التجربة المصرية في تطوير المشروعات الترفيهية بالقاهرة وتعريفهم علي تطور المشروعات الاستثمارية في مجال السياحة...تجدر الإشارة هنا إلي أن الحركة السياحية من السوق التونسية إلي مصر في عام 2009 بلغت 38.719 سائحا وهذا دون شك رقم يوضح مدي إقبال الشعب التونسي علي زيارة مصر الوطن الذي يحترف إستقبال زواره وإكرامهم والإحتفاء بهم... في بداية الحفل عقد مؤتمر صحفي لوزيري السياحة التونسي السيد سليم التلاتي ووزير السياحة المصري السيد زهير جرانة قاما فيه بإستعراض ما تم بينهما من إتفاق لتنشيط السياحة بين البلدين كما أشار السفير التونسي إلي الزيارة التنشيطية إلي تونس التي قام بها وفد رفيع المستوي من القطاع السياحي المصري في فبراير الماضي، مؤكداً علي الأهمية القصوي لتبادل الزيارات بين الجانبين، حيث تُعتبر مصر وجهة أساسية لتونس في الناحية الثقافية والسياحية والتجارية كما تُعد تونس وجهة هامة لمصر في مجال السياحة الاستشفائية... كان سعادة السفير المُنجي البدوي في إستضافة اللفيف الرائع من الكتاب والإعلاميين والسياسيين والفنانين الذين تم دعوته 5تواضعه واحترامه وحفاوته بالجميع... لا أعلم لماذا خطر في ذهني فور دخولي القاعة ما حدث بين جمهوري الكرة المصري والتونسي عقب مباراة الترجي مع الأهلي وما أعقب المباراة من أحداث مؤسفة كادت أن تودي بالعلاقة بين البلدين مثلما حدث من قبل في مباراة الجزائر ومصر... ولكن حيث أن الشعبين بالفعل من الشعوب العربية الصديقة التي تكن كل الحب والإحترام لبعضهما البعض، فقد تم احتواء الأمر من قبل الجانب الأمني المصري وتدخل سيادة الرئيس بنفسه بقرار حكيم لإطلاق سراح مجموعة الجمهور التونسي المشاغب الذي يشكل بالطبع قلة قليلة مُشاغبة لم تتعلم مع الأسف أن الرياضة أخلاق وإحترام قبل أن تكون مكسباً وخسارة، وهذه القلة موجودة في كل الشعوب التي تُشجع الكرة سواء عربية أو أوروبية، ومن الحكمة تجاهُل أفعالها المُشينة إعلاميا حتي لا تتفاقم الأمور ولكن مع السيطرة عليها أمنيا حتي لا تكون سببا في إفساد العلاقة بين شعبين طالما سادت بينهما علاقة تاريخية طويلة من الحب والإحترام... ليتنا نتعلم أن الدول العربية جميعها ليست إلا دولة واحدة تعتنق نفس التقاليد والعادات، وليتنا نتماسك لنصنع هذا البنيان الواحد القوي الذي نستطيع معه التصدي لأي عدوان يواجهنا جميعا كأمة عربية واحدة... بدأ الحفل بإستعراض أزياء فولكلوري جميل علي موسيقي تونسية ساحرة ليستعرض مجموعة أزياء شعبية متنوعة وأختتم العرض بزفة عروس شعبية تُعبر عن التراث القديم... ثم أنتقل الحفل إلي فقرته الثانية التي أطربتنا جميعا وهي قيام فرقة موسيقية من المطربات التونسيات اللاتي كان صوتهن مثل السحر أخذنا من مقاعدنا إلي رحاب آخر وإلي دُنيا من الطرب الأصيل، كما أطلت علينا المُطربة رائعة الصوت والتي أكدت موهبتها إن إبن الوز عوام حيث أنها إبنة المطربة ذات الحنجرة الذهبية التي شدت لمصر بأجمل أغانيها...الفنانة الراقية عُليا... من حسن حظي أنني جلست علي منضدة واحدة مع مجموعة مثقفة راقية من الحضور،فقد جلسنا في ضيافة العقيد المُحترم بالبحرية الأستاذ/ محمد الطرابلسي والسيدة الجميلة زوجته، وأبدي الرجل منذ جلوسنا كل إهتمامه وعظيم ترحيبه بنا وقد قام بتوضيح الكثير عن تونس والتعليق بكل أدب وكياسة عن جميع المواضيع، لقد شعرت من كلماته ونبرات صوته عن مدي حبه لمصر وتقديره لشعبها فترك لدينا إنطباعا حميما بمزيد من الحب والتواصل بين الشعبين...كما تشرفت بجلوسي مع الأستاذة/نبيلة عقل مديرة العلاقات العامة بقسم النشر بالجامعة الأمريكية والمسئولة أيضا عن نجاح كل حفلات الجامعة وعن الترويج الناجح للكتب التي يتم نشرها هناك... وأمتعنا الفنان سمير صبري بحديثه الشيق طوال الحفل حيث حكي لنا عن ذكرياته القديمة في دنيا الفن الجميل الباقي وأشار إلي سعادته لأنه عاصر جيلا من الفنانين الفطاحل العظماء، وقص علينا مواقف شيقة حدثت بينه وبين رموز فنية خالدة مثل عماد حمدي وليلي مُراد وعبد الحليم حافظ، ولم ينس أن يؤكد علي العلاقة الفنية الأبدية بين مصر وتونس وكيف أن السيدة أم كلثوم حين غنت في تونس غنت في إستاد عملاق أحاطوه بالفل والياسمين لأنهما كانا من روائح الزهور المفضلة لديها، وكيف أنها أعادت جُملة (هل رأي الحب سُكاري ) تسعاً وثلاثين مرة بُناء علي طلب الجمهور التونسي... وكانت الصُحبة الجميلة لهذا الحفل هو الفنانة التونسيةالشابة دُرة زروق التي كانت مُفاجأة بالنسبة للجميع بعد تقديمها لشخصية (سماح) في المسلسل الرمضاني العار وهو المسلسل الذي لقي جانبا كبيرا من النقد سواء بالمُعارضة أو بالإستحسان ولكنه في النهاية من وجهة نظري قدم فنا جيدا كما قدم لنا مفاجأة حقيقية هي دُرة التي أتقنت دور الفتاة الشعبية التي تتحدث بملامحها وتتشاجر بجسدها فقدمت عرضا جديرا بالإشادة وحيث أنها حاصلة علي ماجستير في العلوم السياسية فقد فاجأتني بوجودها الساحر في الحفل حيث تتمتع بحضور طاغ وحديث جذاب ولباقة حتي في الإبتسام وثقافة إلي أبعد الحدود...إنها فنانة وضعت قدما بين صفوف الفنانات المصريات وأعتقد أنه مازال لديها الكثير لتقدمه... وأخيرا وليس آخرا السيدة الراقية المُحترمة حرم السيد وزير السياحة التونسي التي شرفتنا بوجودها علي المنضدة معنا... لقد كانت تلك هي تفاصيل ليلة السياحة التونسية التي كانت بمثابة ليلة حُب بين شعبين جمعتهما كل أواصر الصداقة والثقافة والفنون لمئات السنين الماضية وبمشيئة الله لمئات السنين الآتية... [email protected]