كم أرجو أن تفتح مذكرة تعظيم التعاون السياحي بين مصر والشقيقة تونس الخضراء والتي وقعها كل من زهير جرانة وزير السياحة المصري ووزير السياحة التونسي سليم التلاتلي الطريق أمام مرحلة جديدة من العلاقات القوية في هذا المجال . انها فرصة لاستثمار الروابط القوية والرغبة المشتركة في العمل علي دعمها. من ناحية أخري فإنني اتمني ان يضم هذا التعاون دول الشمال الافريقي من أجل المشاركة الايجابية في انشاء طريق الإخوة لربط هذه الدول بريا. من المؤكد ان خروج مثل هذا المشروع الي الحياة سوف يمثل اضافة عظيمة لتشجيع حركة السياحة والتنقل بين هذه الدول التي تشمل ليبيا وتونس والمغرب والجزائر. ولعل ما يساعد علي تحقيق هذا الحلم ان البذرة اللازمة موجودة حاليا في حلقة النقل بين مصر وليبيا وكذلك بين ليبيا وتونس ولكن ما ينقص هذا المشروع هو التحديث والتطوير والامتداد إلي باقي بلاد الشمال الافريقي العربي. ان فائدة مثل هذا المشروع لن تقتصر علي الناحية السياحية فحسب بل انه ستكون معبرا استراتيجيا لتعظيم التجارة البينية بين هذه الدول بما يجعل من حقيقة روابط التعاون أمرا حقيقيا وواقعيا ومصلحة مشتركة لشعوبها وللأمة العربية كلها. انني أتمني ان يكون تنفيذ هذا المشروع علي رأس اولويات اجتماعات اللجان العليا المشتركة للتعاون بين هذه الدول حتي يمكن القول بأنها قامت بالفعل بعمل مفيد بعيدا عن المظهريات والشعارات والبيانات والتصريحات.
وفي المجال السياحي بين مصر وتونس فإنني أرجو ان تتصاعد وتيرته ليصل إلي مستوي حركة السياحة الوافدة من الشقيقة ليبيا. وقد اوضح الوزير جرانه ان عدد السياح التونسيين الذين زاروا مصر خلال الشهور التسعة الماضية قد بلغ 83 ألف سائح بزيادة تقدر ب02٪. من ناحية اخري فإن تونس تتوقع اقبالا من جانب السياح المصريين لزيارتها والاستمتاع بمقوماتها السياحية والتاريخية. وابدي الوزير تفاؤله بتطور العلاقات السياحية بين البلدين وكذلك العلاقات في جميع المجالات لتكون علي مستوي العلاقات السياسية التي تجمع بين قيادتي البلدين. وقد كان اللقاء بين وزيري السياحة في البلدين فرصة ليقوم كل منهما باستعراض الطفرات التي تحققت لصالح صناعة السياحة. أشار الوزير التونسي التلاتلي الي ان بلاده استقبلت في العام الماضي 7 ملايين سائح وهو رقم يماثل أو يقترب من تعداد سكان تونس وذكر ان المواقع السياحية التونسية المنتشرة علي طول شواطئها ومدنها التاريخية يبلغ 042 ألف سرير وان الصناعة تساهم ب41٪ من الناتج القومي التونسي. كما تحدث عن انشاء جامعة للسياحة في تونس تشمل كل انشطتها متمنيا ان تبدأ نشاطها في القريب العاجل. اكد علي اهتمام تونس بتبادل الزيارات والخبرة مع مصر العربية.
وعلي الجانب المصري تناول الوزير جرانه انجازات السياحة المصرية علي مدي السنوات الاخيرة وتطورات الطاقة الفندقية المتصاعدة لمواجهة حركة المد السياحي الذي تشهده مصر والذي وصل بعدد السياح عام 9002 إلي 5.21 مليون سائح حققوا دخلا يقدر بعشرة مليارات ونصف المليار دولار متوقعا ان يرتفع هذا العدد بنسبة 81٪ هذا العام وهو ما سوف يجعله يتجاوز ال51 مليون سائح. اما في مجال الطاقة الفندقية فقد ذكر ان في مصر حاليا 022 الف غرفة أي في حدود 004 ألف سرير منها 061 ألف غرفة في المناطق الشاطئية بسيناء والبحر الأحمر. وقال ان هناك أكثر من 002 ألف غرفة جديدة تحت الانشاء، تحدث عن تنمية ساحل البحر المتوسط الممتد من الاسكندرية وحتي الحدود الليبية مشيرا إلي ان هناك 06 ألف غرفة سياحية تحت الانشاء . في هذه المنطقة الي جانب عدة آلاف قد تم تشغيلها بالفعل. وقال ايضا ان امكانات مصر المستقبلية تجعلها قادرة علي استقبال ما بين 03 مليونا و53 مليون سائح سنويا.. اكد ان صناعة السياحة في مصر اصبحت اكبر مورد للعملات الاجنبية وانها تقدم 02٪ من فرص العمل.
وفيما يتعلق ببعض جوانب التعاون السياحي بين تونس ومصر اشار الوزير جرانه إلي أهمية الاستفادة من التجربة التونسية الناجحة في السياحة الاستشفائية التي حققت فيها تقدما كبيرا. كما اتفق الوفدان علي التعاون والتنسيق في عمليات التعامل مع الاسواق الخارجية في العمل علي ضمان حقوق الشركات السياحية الوطنية تجاه الوكلاء الاجانب وان يتم ذلك من خلال تطبيق الاجراءات المشتركة والتي يجري تطبيقها حاليا في كل من الدولتين. كما تناول الاتفاق ايضا خلال المباحثات السياحية المصرية التونسية اعطاء مزيد من الاهتمام لتنفيذ بنود الاتفاقية السياحية الموقعة بين البلدين عام 1002 وتبادل حوافز الاستثمار في كلا البلدين ووضع برامج سياحية مشتركة وكذلك التوافق علي معايير تصنيف الفنادق. من المؤكد أن أي خطوة لدعم التعاون السياحي بين مصر وتونس سوف تؤدي إلي مزيد من الحب والصداقة وهو ما سوف ينعكس ايجابا علي المصلحة المشتركة للشعبين.