الشهادات ذات القيمة والتي توظف حامليها فقد دفع أصحابها ما يقارب أربعمائة ألف جنيه لكل طالب فتعلموا جيدًا وسيظفون حتمًا ليكونوا أصحاب الحظوة والمناصب القيادية وهم أبناء الرغيف الذي يساوي خمسين قرشًا أو يزيد. التعليم المتميز أوجد الحلول لجميع مشكلات الدول النامية وبسببه أصبحت متقدمة بزعمائها المحترمين أمثال: مهاتير محمد "ماليزيا"، ولولا "البرازيل" فقد أعطوا النماذج المشرفة لمجتمعاتهم وهناك غيرهم كثر مثلما حدث في كوريا وتركيا وأندونيسيا حتي فيتنام.. إذن التعليم هو الحل وليس المشكلة.. ولنتوقف عندنا ولدي حكوماتنا المتعاقبة حتي الذكية منها فقد توقفت حكوماتنا منذ سبعينيات القرن الماضي - بعمد أو بغير عمد - عن إنشاء جامعات حكومية فانتشرت الجامعات الخاصة في السنوات العشر الأخيرة فكان القليل منها يعلم تعليمًا محترمًا جدًا فيتخرج فيها طلاب يمتلكون نواصي المعرفة ويتمكنون من مهارات البحث العلمي وكذا المهارات الحياتية والابداعية التي تتيح لخريجي الجامعات الخاصة المحترمة القليلة جدًا بأن ينالوا الوظائف الجيدة - وهي قليلة - في عصرنا ومنذ فترة نلاحظ أن معظم خريجي الجامعات الحكومية يتوارون خجلاً وبعدًا عن هذه الوظائف لضعف مستواهم العلمي ولأن أغلبهم لا يملكون كروت التوصية فمعظمهم لا يعينون ولسوف تزداد الهوة اتساعًا بمرور الأيام لا السنين، وسيصبح خريجونا من الجامعات الحكومية أو معاهد وكليات - بئر السلم - تلك التي تعطي شهادات مزورة التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق. سيصبح أغلب الخريجين بلا عمل فتزداد البطالة وتتفاقم المشكلات الاجتماعية من عدم الزواج والعنف والاعتداءات الجنسية بل والتطرف.. وبخاصة أننا ساهمنا في القضاء علي التعليم الفني بزيادة أعداد طلاب التعليم المفتوح الذي يعطي شهادات أغلبها بلا قيمة. أما الشهادات ذات القيمة والتي توظف حامليها فقد دفع أصحابها ما يقارب أربعمائة ألف جنيه لكل طالب فتعلموا جيدًا وسيظفون حتمًا ليكونوا أصحاب الحظوة والمناصب القيادية وهم أبناء الرغيف الذي يساوي خمسين قرشًا أو يزيد. أما ابناء التعليم الجامعي الحكومي الذين حشروا في المدرجات وهم ذوو الرغيف بخمسة قروش "المدعم" فيما انه لا يصلح للمأكل إلا للمضطر من الفقراء فهم لا ينالون تعليمًا جيدًا إلا من رحم ربي وعلمته بعض الكليات ورغم ذلك فهم، لا يؤهلون للوظائف ولذا تنعدم العدالة الاجتماعية وقطعًا فهم لا يشعرون بالأمن والأمان.. فكثر العنف المجتمعي والبلطجة في المدرسة وخارجها لأسباب منها انعدام الأمل في مستقبل قريب أو بعيد ولذا يشعر الكثيرون بأنهم ابناء الرغيف "بشلن" إذن فليأخذوا حقهم بأيديهم.. ولذا وضح الانفلات المجتمعي واستفحلت الرشوة والمحسوبية وعدم احترام القانون وسوف تزداد البلطجة إن لم نقدر الأمور بجد ونتحرك بسرعة لنحاسب بشدة ونعالج بأمانة فانتبهوا أيها السادة وابتعدوا عن الحلول البراقة غير المجدية ابتعدوا عن الكلمات الجوفاء والآمال الزائفة في مواسم الانتخابات أو غيرها.. كونوا واقعيين رحمة بهذا البلد العريق وابنائه الذين ضاقت بهم السبل فالانفجار إذا جاء سيجرف الجميع كالسيول والطوفان والبراكين. وبمناسبة الآمال البراقة الزائفة كنت قد كتبت في نهضة مصر بتاريخ "2008/12/3" حيث استضافت الهيئتان الاستشعار عن بعد وهيئة قصور الثقافة "إدارة التدريب بها" استضافتا الدكتور فاروق الباز ليتحدث عن الاستخدامات السلمية للطاقة بحكم الشمس والرياح ومطابقة صور الأقمار الصناعية وتغييراتها علي أرض الواقع ومراحل التغيير في منطقتنا، ودار الحوار حول المشاريع العملاقة حول ممر التعمير وكذا المشاريع الصغيرة لحل العديد من المشكلات كان ذلك في حضور د. عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية، وفي هذا اللقاء سأله د. محمد مجدي المنسق للندوة والحاصل علي الدكتوراة في التربية عن مدي إمكانية مشاركة د. فاروق الباز في تطوير المناهج التعليمية فجاءت اجابة ذلك العالم المحترم بأنه ما جاء من أجل المناهج فهي ليست تخصصه انه يقدر التخصص وأهله أي اعطاء الخبز الصالح للأكل لخبازه الماهر. وبعد عامين فوجئت بأكثر من مصدر إعلامي يسألني في قضية د. الباز فقلت سمعته منذ عامين يقول ما ذكرته آنفا وهذا العالم الكبير مشهود له في العالم كله ويمكن الاستفادة من أبحاثه وجهوده في مجالات أوضحها في لقاءاته مثل مشروعات المياه الجوفية والطاقة لإيجاد حلول فعلية عملية لمشكلاتنا الزراعية والسكانية والبطالة والتكدس والاسكان وإيجاد فرص للعمل والخروج من النفق الضيق للوادي القديم فالرجل يقول اننا أضعنا أجيالاً لم تتعلم جيدًا ولا تملك المهارات الحياتية وقال نصًا "دعك من هذا الجيل" أما استخدام اسم الرجل في قضية المناهج فلها متخصصون بعضهم أفسدها لسنوات طوال وأضاعوا أموال القروض والمنح بل وميزانيات الحكومات المتعاقبة في البحث العلمي وأموال الشعب فهم أضاعوا تعليمنا "أبو شلن" فلنبحث عن مخلصين شرفاء متخصصين ومتي يكون الرجل المناسب في مكانه لينتج؟ ومتي نولي أهل الكفاءة لا أهل الثقة، كلي ثقة في العالم الجليل فاروق الباز -بلدياتي - وأمثاله كثر في أن يقدموا لنا مشاريع مثل ممر التعمير وغيرها حتي نمتلك الرغيف المناسب وليس الرغيف ذا الشلن "الخمسة قروش" فنحن نريد تعليمًا جيدًا فهو الحل مع ممر التعمير وغيره، متي نصبح البرازيل وماليزيا وسنغافورة وغيرها التي تأكل رغيفًا نظيفًا لأنها تعلمت تعليمًا محترما وإلي لقاء يا محترمين.