تظهر في السودان مؤشرات تدعو الي القلق من تصريحات حربية وتوترات بشأن منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها الي مخاوف تعبر عنها الاسرة الدولية وتثير شكوكا بشان الاستفتاء حول مصير جنوب السودان المقرر بعد حوالي ثلاثة اشهر. ومع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل حذر الرئيس السوداني عمر البشير هذا الاسبوع امام الجمعية الوطنية من انه "علي الرغم من التزامنا باتفاق السلام الشامل لكننا لن نقبل بديلا لوحدة" السودان، اكبر الدول الافريقية. وكان البشير شدد علي ان "الوحدة هي الخيار الراجح للجنوب اذا اتيحت له حرية الاختيار في استفتاء حر ونزيه". وقال ربيع عبد العاطي المسئول الكبير في حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) انه ينبغي عدم فهم خطاب الرئيس علي انه تهديد. "فقد قدم للجنوبيين حوافز لاقناعهم باختيار الوحدة". واضاف ان البشير عرض علي الجنوبيين تقاسما للسلطة والموارد، مؤكدا علي ان الخرطوم ملتزمة بتنظيم استفتاء "حر دون تزوير ودون تدخل خارجي". وانهت اتفاقية السلام الشامل في العام 2005 حربا اهلية دامت 21 عاما بين الشمال ذي الغالبية الاسلامية والجنوب المسيحي بمعظمه، واوقعت مليوني قتيل. ومع اقتراب موعد الاستفتاء وترجيح اختيار الجنوبيين فيه الانفصال عن الشمال، تنتشر المخاوف من عودة الحرب. وكان المعارض الاسلامي حسن الترابي حذر من جانبه من "تمزق" السودان، وقال "اخشي في السودان ان يحدث لنا ما حدث في الصومال بل اسوأ من ذلك، فالصومال شعب واحد وبلد واحد ودين واحد ولكننا انواع". من جهته، حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي تلعب بلاده دورا اساسيا في المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه، من سقوط "ملايين القتلي" في حال تجدد الحرب بينهما. واوضح رولان مارشال الاختصاصي في الشأن السوداني في معهد العلوم السياسية في باريس "ثمة الكثير من الفوضي والانفعال والتناقضات، لكن شيئا لم يحسم بعد، والامور قد تسير في اي من الاتجاهين"، الحرب او السلام.