في ظل تعثر مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، اتفق قادة فلسطينيي الداخل في اجتماع طارئ لهم علي تصعيد نضالهم وتدويل قضيتهم لفضح مخططات التهويد وتشريعات الولاء القسرية. وتداولت لجنة المتابعة العليا لشئون فلسطينيي الخط الأخضر في اجتماع جري بالناصرة التهديدات الإسرائيلية علي المستويين السياسي والوجودي، واتفقت علي بلورة إستراتيجية عمل مجدية ترتقي للتحديات غير المسبوقة. وقرر فلسطينيو الداخل تحويل ذكري مجزرة كفر قاسم التي تحل في الثامن والعشرين من الشهر القادم إلي نشاط احتجاجي والتحضير ليوم ضد العنصرية، خاصة أنها كانت عبارة عن أولي محاولات الترحيل الفعلية للجماهير العربية بعد عام 1948. وجددت لجنة المتابعة التمسك بموقفها الذي اعتمدته في وثيقتها الصادرة بتاريخ 14/11/2007، برفض "يهودية الدولة والولاء"، والمحاولات الإسرائيلية لاشتراط وربط هذا "الاعتراف" أو "التعريف" بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. وأكدت ضرورة التعامل مع طروحات المؤسسة الإسرائيلية بجدية كبيرة، وأهمية القيام بخطوات للجم ممارساتها العنصرية الفاشية المتسارعة، في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو. وخلصت المتابعة إلي إقرار خطوات عملية محلية وقُطرية ودولية، للتأكيد علي موقف فلسطينيي الداخل (1.2 مليون نسمة) الرافض ليهودية الدولة وإسقاطاتها، والقيام بفعاليات جماهيرية احتجاجية، والعمل علي فضح تصعيد إسرائيل الخطير، وخاصة التدريبات العسكرية التي قام بها الجيش علي ترحيلهم "ضمن اتفاقية سلام مستقبلية". ومن أبرز الخطوات التي تم إقرارها اعتماد عريضة وقيادة حملة تواقيع ترفض "يهودية الدولة" وتحذر من التدريبات العسكرية، والتوجه بمذكرة إلي المحافل الدولية حول موقف المواطنين العرب، والعمل علي خلق جاهزية لمواجهة التوجهات الإسرائيلية، وتجنيد قوي يهودية تدعم النضال ضد القوانين العنصرية ويهودية الدولة، وتشكيل وفود من لجنة المتابعة يبتعثون إلي السلطة الفلسطينية ورئيس القمة العربية، وإلي الجامعة العربية ومجلس حقوق الإنسان وهيئة الأممالمتحدة والمؤتمر الإسلامي، وإلي الأردن ومصر، لشرح وتأكيد موقف فلسطينيي الداخل. ويعمل أعضاء الكنيست العرب من داخله علي التصدي للتوجهات العنصرية والعمل علي ضم أصوات معارضة لها إليهم. وجددت لجنة المتابعة استنكارها لعمليات الهدم الهمجية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية بلا هوادة في النقب، بعد هدم قرية العراقيب للمرة السادسة. وكانت اللجنة قد ناقشت دعوة لجنة التحقيق الإسرائيلية في الاعتداء علي أسطول كسر الحصار علي غزة (لجنة تركل) لرئيس لجنة المتابعة العليا لشئون فلسطينيي الخط الأخضر محمد زيدان ورئيس الحركة الإسلامية الجنوبية الشيخ حماد أبو دعابس لتقديم شهادتيهما أمامها. وكانت لجنة تركل قد هددت اليوم باستحضار زيدان وأبو دعابس عنوة وبواسطة الشرطة، بعدما تغيبا أمس عن مداولاتها ولم يلبيا دعوتها. زيدان الذي شارك مع المتضامنين الدوليين والعرب في أسطول الحرية في مايو الماضي، قال إنه يرفض الإدلاء بشهادته أمام لجنة لن تحقق مع القتلة، وتحصر صلاحيتها في فحص قانونية العملية الاعتداء وفق القانون الدولي، واعتبرها محاولة لتبييض صفحة إسرائيل. وتقرر أن تتوجه لجنة المتابعة إلي لجنة تركل بطلب لإعفاء زيدان وأبو دعابس من تقديم شهادتيهما. كما ناقشت اللجنة تصريحا نسبته صحيفة "هاآرتس" العبرية لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه يبدي فيه موافقته علي يهودية الدولة مقابل إسرائيل الفلسطينية. وأوضح النائب جمال زحالقة أن نفي عبد ربه لم يتضمن تأكيدا لرفض قاطع لمطلب الاعتراف بيهودية إسرائيل، مستذكرا توقيعه قبل سنوات علي مذكرة جنيف التي اعترفت بإسرائيل دولة يهودية.