فيما دخلت الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل النفق المظلم الذي يهدد بفشلها، سيطرت حالة من اليأس علي الفلسطينيين في الذكري العاشرة لانتفاضة القدس والأقصي، حيث قام الفلسطينيون بسلسلة فعاليات وإضراب شامل "تبجيلا لشهدائها واحتجاجا علي بقاء المجرمين الإسرائيليين طلقاء وتفشي العنصرية ويهودية الدولة". ودعت لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي الداخل إلي إضراب عام وللمشاركة في فعاليات إحياء الذكري بمسيرة جماهيرية في كفركنا قضاء الناصرة.. وتأتي ذكري الانتفاضة الثانية تزامنا مع دعوات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان لتعديل الحدود والتبادل السكاني، وهذا ما يعتبره فلسطينيو الداخل دعوة جديدة للترحيل. يشار إلي أن إسرائيل ردت علي مظاهرات فلسطينيي الداخل انتصارا للقدس والأقصي عام 2000 عقب تدنيسه بزيارة استفزازية قام بها لمنطقة الحرم رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، بقتل 13 من المتظاهرين وإصابة العشرات بجراح. وأوصت لجنة التحقيق الرسمية (لجنة أور) بمحاكمة المسؤولين في الشرطة الإسرائيلية وباستعجال تطبيق المساواة المدنية للمواطنين العرب، لكن توصياتها ظلت حبرا علي ورق. وتتواصل داخل المدن والقري العربية تظاهرات وندوات بهذه المناسبة وزيارات لأضرحة الشهداء، وتتصاعد الفعاليات تمهيدا للإضراب الشامل احتراما للشهداء وحماية لحقوق الأحياء. علي صعيد متصل كشفت منظمة بتسيلم ضمن تقرير تضمن معطيات عن آثار المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 6371 فلسطينيا، من بينهم 1317 قاصرا، منذ اندلاع الانتفاضة الثانية. وذكر التقرير أن نحو 3000 من الشهداء لم يشاركوا في جهد عسكري ساعة استشهادهم وأن 250 شهيدا من عناصر الشرطة الفلسطينية. في المقابل قتل الفلسطينيون 1083 إسرائيليا من بينهم 741 "مدنيا"، منهم 124 قاصرا، و342 من قوات الأمن. يأتي ذلك في وقت تحاول فيه الولاياتالمتحدة واوروبا انقاذ مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين المهددة بالانهيار بسبب قرار اسرائيل وقف التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية.. وعقد المبعوث الخاص الي الشرق الاوسط جورج ميتشل لقاءين في غضون 48 ساعة مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس. والتقي بعد ذلك في رام الله في الضفة الغربية الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجتمع معه الخميس، كما ذكر مصدر رسمي. ولم تتوصل هذه التحركات الدبلوماسية الي الاتفاق علي مواصلة المفاوضات، التي استؤنفت قبل شهر واحد، بعدما استبعدت اسرائيل تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية بينما يصر الفلسطينيون علي وقف كامل للاستيطان. وفي هذا الاطار ارجأت الجامعة العربية ليومين اجتماعا كان يفترض ان يلقي فيه رئيس السلطة الفلسطينية خطابا "مهما جدا" ويعلن موقفه من مصير المفاوضات مع اسرائيل بعد استئناف البناء الاستيطاني..وطلبت الجامعة تنظيم هذا الاجتماع في سرت بليبيا علي هامش القمة العربية الاستثنائية المقررة في التاسع من اكتوبر. ويؤكد الفلسطينيون ان استمرار الاستيطان يجعل بلا معني المفاوضات حول حدود دولة فلسطينية مقبلة، اذ انه يؤدي الي خلق امر واقع قد يكون من الصعب التراجع عنه. وهم يعتمدون علي خارطة الطريق، خطة التسوية الدولية التي اقرتها في 2003 اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) والتي تطالب "بوقف كامل لنشاطات الاستيطان" من قبل اسرائيل..وتؤكد الصحف الاسرائيلية ان نتانياهو رفض اقتراحا للرئيس الامريكي باراك اوباما بوقف النشاط الاستيطاني شهرين مقابل سلسلة من الوعود. القدسالمحتلة _ وكالات الانباء