يستعد العراق لتسجيل رقم قياسي لبلد عجز عن تشكيل حكومة بعد قرابة سبعة اشهر علي الانتخابات التشريعية وسط مخاوف من تردي الاوضاع الامنية فيه. يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه وتيرة القلق الأمني في بغداد، وصار التنقل بين شطريها علي نهر دجلة يستغرق النهار بكامله بسبب المئات من نقاط التفتيش والشوارع المغلقة والكتل الإسمنتية، بينما تواصل المروحيات الأمريكية التحليق في سماء المدينة بعد نحو شهر من سحب واشنطن قواتها المقاتلة. فقبل 208 ايام وتحديدا في السابع من مارس الماضي، توجه الناخبون العراقيون لاختيار ممثليهم في مجلس النواب. لكن قائمتين تصدرتا النتائج بفارق بسيط لا يسمح لاي منها بتشكيل الحكومة منفردا. ووفقا لاستاذ العلوم السياسية كريستوفر اندرسون رئيس معهد الدراسات الاوروبية في جامعة كورنيل، فان الازمة السياسية التي يعيشها العراق مشابهة لتلك التي عاشتها هولندا عام 1977. لكن الاسوأ هو عدم ظهور اي بوادر للتوصل الي اتفاق بين الكيانات السياسية علي تشكيل الحكومة، الامر الذي سيؤدي الي تحطيم "الرقم القياسي" الهولندي. واعلنت كتلة اياد علاوي الفائز باكبر عدد من المقاعد، انها لن تتعامل مع اي حكومة يرأسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. ويسعي المالكي الي تشكيل اكبر ائتلاف مع المجموعة ثالثة في البرلمان، في محاولة للتغلب علي علاوي. واوقف الجمود الذي تزامن مع ازياد نشاط المسلحين الذين يحاولون علي ما يبدو الاستفادة من الفراغ السياسي، التقدم في اعادة بناء البلد وادي الي تراجع في اعداد اللاجئين العائدين إلي الوطن. وقال حيدر ابراهيم بحزن بينما كان جالسا في الردهة الرئيسية للبرلمان حيث لافتة كبيرة ترحب بالنواب الجديد "اشعر احيانا بالندم علي التصويت". واضاف العامل في صيانة المصاعد في البرلمان "منذ البداية (بعد الانتخابات)، كانت هناك دائما خلافات بين الكتل السياسية، المطالبة باعادة الفرز والتأخير في النتائج". وتساءل "كيف يمكن ان يكون لدي امل بعد كل هذه الأشياء؟". بغداد وكالات الأنباء