مجدي أبوعميرة.. اسم لمخرج نجح في أن ينضم إلي "ملوك الفيديو".. و"الفرسان الكبار" الذين سطروا أمجادا، وسجلوا انجازا، وكانوا محل تقدير وحفاوة الجميع، فقد تتلمذ مجدي أبوعميرة علي أيدي أساتذة كبار في مجال الإخراج التليفزيوني، وعندما جاءته الفرصة لم يفوتها، ولفت الأنظار إلي موهبته، سواء في "المال والبنون"، و"الضوء الشارد"، أو "ذئاب الجبل"، وكما نجح في تقديم الكوميديا الساخرة في "يتربي في عزو" كان سببا في أن يجعل الأنفاس تلهث وتتقطع خلفه وهي تتابع أبطاله في مسلسل "قلب ميت".. لكن يبدو أن مجدي أبوعميرة يلعب علي وتر المعادلة الناجحة نفسها، حيث اختار أحمد عبدالفتاح مؤلف "قلب ميت"، وكذلك أبطاله: شريف منير ومحمد الشقنقيري ونسرين إمام، ليخوض بهم، ومعهم، تجربة المسلسل الجديد "بره الدنيا"! لماذا قيل إنك تستثمر النجاح الذي حققته من قبل في "قلب ميت"، من خلال العمل الجديد "بره الدنيا"؟ "بره الدنيا" ليس تكرارا، علي الاطلاق، لمسلسل "قلب ميت"، والشيء الوحيد الذي يجمع بينهما هي الدراما الإنسانية التي ينطلق منها العملان، فالأحداث تدور حول شاب ريفي اضطر للهرب نتيجة ظرف ما، لا أود الإشارة إليه الآن، حتي احتفظ للمسلسل بمفاجآته وإثارته، ويتحول إلي مطارد، وفي رحلته هذه يلتقي أشخاصا كثرا، من بينهم الفتاة نسرين إمام التي يقف بجانبها، ويقع في غرامها، وتتعدد المواقف طوال الحلقات، التي صورنا 70% من احداثها، ويشارك في بطولتها: عايدة رياض وفوزية محمد. لكنك اخترت أيضا مؤلف "قلب ميت" أحمد عبدالفتاح وبطله شريف منير.. وكأنك تتفاءل بهما؟ أحمد عبدالفتاح كاتب واعد ومتميز، ولمست في موضوعاته جدية وطزاجة واقترابا حميميا من الواقع، وعندما يناقش قضايا المهمشين في المجتمع، فإنه يناقشها بشكل جديد ومختلف، ويطرقها من زاوية مبتكرة. وأكرر أن تناوله للقضية في "بره الدنيا"، مختلف تماما عن القضية التي عالجها في "قلب ميت". "شريف" من الفنانين المتميزين الذين احترم كفاحهم، بالإضافة إلي موهبتهم، وحققت تجربتنا في "قلب ميت"، نجاحا كبيرا، سواء علي المستوي النقدي أو الجماهيري، فقد أحب فيه الجميع اقترابه من شخصية الشاب المصري البسيط، والمنتمي بصدق لطبقة اجتماعية تعاني الكثير، ومن جانبه أقنع الجميع بصدقه، وبدا الدور وكأنه مرسوم عليه. يبدو أن نجاح "قلب ميت" وأد روح المغامرة بداخلك بدليل احتفاظه بنفس عناصر "المعادلة الفنية" السابقة والدليل استعانتك بمحمد الشقنقيري ونسرين إمام؟ هذا يرجع إلي حبي لروح الجماعة، والفريق الواحد، الذي ارتاح للتعاون معه، وهو أسلوبي منذ زمن طويل، لكن الأساس بالنسبة لي أن "يختار الدور صاحبه.. ويناديه" بحيث تنطبق علي الممثل تفاصيل الشخصية، ولا يبدو غريبا عليها، أو تبدو غريبة عنه. وبالنسبة لنسرين إمام فالعمل تصعيد جديد بالنسبة لها، وكذلك الحال بالنسبة لمحمد الشقنقيري. وما صحة ما تردد بأنك تختار فوزية محمد لمجرد أنها زوجة المؤلف أحمد عبدالفتاح؟ مرة أخري اؤكد أن "الدور ينادي صاحبه"، و"فوزية"، ممثلة موهوبة جدا، واتنبأ لها بمستقبل واعد، وقد سبق لي أن قدمت حنان ترك في "المال والبنون"، وسمية الخشاب في "الضوء الشارد"، ومي عزالدين ومنة شلبي في "أين قلبي"، ولست من نوعية المخرجين الذين يزعنون لطلبات النجوم أو شركات الإنتاج. وهل صحيح أن هند صبري كانت مرشحة لدور في العمل لكنك استبعدتها لتختار نسرين إمام بدلا منها؟ لا أنكر أن هندي صبري كانت مرشحة بالفعل، لكنني لم استبعدها، بل هي التي اعتذرت، وبررت هذا بانشغالها ببطولة مسلسل "عايزة اتجوز"، وعلي الفور اتجه تفكيري إلي تصعيد الوجه الجديد الموهوب نسرين إمام. بمناسبة الحديث عن حنان ترك في "المال والبنون". هل صحيح أن "ميار الببلاوي"، هي التي كانت مرشحة للدور لولا أنها تعرضت لخديعة كانت سببا في أن يذهب الدور إلي "حنان"؟ هذا غير صحيح، وأعرف أن "ميار" بنفسها قالت إنها لم تردد مثل هذا الكلام، وأؤكد من ناحيتي أنها لم تكن مرشحة للدور، وإذا جاء علي لسان "ميار" فهي المسئولة عن كلامها. لكن اعتذار هندي صبري دفعك لترشيح جيهان فاضل قبل أن يستقر الدور عند نسرين إمام. فلماذا تراجعت؟ هذه الواقعة صحيحة، ففي أعقاب اعتذار هند صبري، رشحت جيهان فاضل، لكنني أحسست أن نسرين إمام مناسبة أكثر للشخصية لأنها وجه "غير تقليدي"، وأردت "تصعيدها". هل تسابق الزمن لكي يصبح "بره الدنيا" جاهزا للعرض في شهر رمضان المقبل؟ أنا واحد من المخرجين الذين يتمنوا عرض عملهم بعد الانتهاء منه مباشرة، سواء أكان هذا في شهر رمضان أو غيره من شهور العام، وإذا كان من حسن حظي أن شهر رمضان قريب جدا بما يسمح أن يكون أول موعد مناسب لعرض العمل، فإن هذا من حسن الطالع، خصوصا أن شهر رمضان يمثل نسبة مشاهدة عالية، وبالتالي يحرص الفنانون والمخرجون علي التواجد علي شاشته، وأنا بدوري قدمت أجمل أعمالي في شهر رمضان. حوار: سامية عبدالقادر