رغم الصدمة الشديدة التي أصابت المجتمع الدولي بعد المذبحة الاسرائيلية ضد نشطاء السلام الدوليين علي متن "أسطول الحرية" سادت حالة من التفاؤل داخل الأوساط الشعبية العربية بتعرض تركيا إلي بطش حقيقي من قوات الاحتلال الأسرائيلي، علي أمل أن تستغل تركيا ثقلها الاقليمي اقتصاديا وعسكريا في مواجهة الكيان الصهيوني وردعه بالقوة التي غابت عن ردود فعل دول المنطقة التي تعرضت لبطش الألة العسكرية للكيان سواء بالغارات أو القتل أو حتي التهديد. إلا أن آمال الكثيرين تبددت بعد رد الفعل التركي الذي لم يكن علي مستوي توقعات الشعوب واكتفت تداعيات تلك المذبحة التي خلفت 20 شهيدًا معظمهم أتراك علي تقويض العلاقات بين تركيا واسرائيل التي خسرت حليفًا أساسيا لها في المنطقة، لكن أمريكا لن تسمح للمنطقة بأن تكسب عدوًا جديدًا للكيان الصهيوني. ويؤكد خبراء العلاقات الدولية والدبلوماسية أن العلاقات التركية الاسرائيلية ارتقت لوقت طويل الي مستوي التحالف الاستراتيجي بدءًا من عقود التسلح وتبادل معلومات والمناورات العسكرية المشتركة، حتي جاء العدوان علي الأسطول الذي يحمل علم تركيا في المياه الدولية ليضع نقطة اللاعودة في العلاقات ولن تعود الي سابق عهدها لان البلدين قطعا جسور التعاون بينهما ولأمد طويل، ولكنها لن تصل الي مرحلة العداوة. ورغم الهجوم الكلامي العنيفي الذي شنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان علي قادة الكيان الصهيوني واتهمهم بالارهاب والبلطجة والقرصنة الدولية، إلا أن وزارة الخارجية اكتفت باستدعاء السفير الاسرائيلي في انقرة وتوجيه اللوم له ولحكومته دون رد فعل قوي ومتوقع بطرده، أو علي أقل تقدير استدعاء سفير تركيا في تل أبيب، الأمر الذي أكد أن تركيا ليست مستعدة لتصعيد قوي علي المستوي الدبلوماسي مع اسرائيل. وجاء بيان مجلس الأمن ليقضي علي أمال العرب بامكانية ظهور دولة في المنطقة قادرة علي ردع عدوان ألة الاحتلال العسكرية، حيث وافقت تركيا علي بيان مخفف بصياغة أمريكية يدين مقتل مدنيين في عملية القرصنة علي الأسطول وأكتفي بمطالبة الإفراج الفوري عن المعتقلين وسفن الاسطول. ومن الواضح أن الولاياتالمتحدة دائمًا تتدخل لتساوم تركيا وغيرها علي مصالح خاصة لضمان الحماية التامة للكيان الصهيوني من آثار أي عدوان أو تطرف.. فهل تسمح أمريكا لدولة في المنطقة بالوقوف في وجه اسرائيل.. الحقيقة أن النظام التركي أذكي من ذلك.