أزمة الشرق الاوسط قد تصاب بالشلل في حال حدوث ازمة نووية في المنطقة، هذا هو احد العناوين الرئيسية في التغطيات الدولية لصحيفة الجارديان. كاتب المقال في الصحيفة يتخيل سيناريو يتصل فيه الرئيس اوباما برئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون ليقول له ان الهجوم علي مفاعل بوشهر الايراني بات حتميا، وانه يريد استخدام قاعدة دييجو جارسيا البريطانية لضربه، وينتظر دعما بريطانيا في هذا الأمر، وخصوصا في الأممالمتحدة. يقول الكاتب إنه سيناريو مرعب، لكنه ليس خارج التصور، خصوصا اذا كان الصاروخ اسرائيليا، فكما يتركز انتباه البريطانيين علي الخلاف بين المؤتفلين الجدد، المحافظون والديمقراطيون الليبراليون، حول الاتحاد الاوروبي، هناك خلاف آخر أكثر اهمية يلوح في الافق، وهو الشرق الاوسط. فماذا علي كاميرون ان يفعل؟ هل يطلب من اوباما التريث حتي يتشاور مع حليفه في الحكومة نيك كليج؟.. لكن ماذا لو رفض كليج، او ان يقول ان عليه التشاور مع حزبه اولا. "التحالف السياسي الجديد الحاكم في بريطانيا لا يأتي كثيرا علي ذكر شئون السياسة الخارجية لما هو ابعد من اوروبا، ولا يوجد هناك وضوح في كيفية معالجة كليج وكاميرون، من خلال ائتلافهما، لاي ازمة خارجية". ويري الكاتب انه حتي مع تفوق المحافظين علي العمال والديمقراطيين الاحرار في الانتخابات الاخيرة، تظل قضية الشرق الاوسط مثار خلاف وجدل. فموقف المحافظين لخصه احد الناشطين قبل الانتخابات بالقول ان الحزب غير مبال بالامر، بل وتنقل عن دبلوماسي بريطاني قوله ان موقف المحافظين من القضية سيكون "انتهازيا" في احسن الاحوال. والانتهازية، كما يقول كاتب الجارديان، ستكون العنوان الرئيسي في التحالف الامريكي البريطاني، وسرعان ما يجد كاميرون نفسه في علاقة صداقة حميمة مع اوباما، كما ان الاخير كان سريعا في تهنئة كاميرون بتشكيل الحكومة، وهو علي ما يبدو اعرب عن سعادته بخروج براون من زعامة بريطانيا. وهذا يعني، حسب الكاتب، ان بريطانيا ستكون متشددة في موضوع المستوطنات الاسرائيلية كما تريد واشنطن، وستبقي علي جنودها التسعة آلاف في افغانستان، كما ترغب واشنطن، وستستخدم دورها في الاتحاد الاوروبي باتجاه الضغط علي عقوبات اقوي علي ايران. ويقارن الكاتب هذا الموقف مع موقف الديمقراطيين الاحرار الداعين الي الحوار السلمي مع طالبان، ومقاومة مواقف الاذعان لواشنطن، وتجنب الوقوع علي طريقة السائر في نومه بمواجهة مع ايران. ويلاحظ الكاتب ان التحالف السياسي الجديد الحاكم في بريطانيا لا يأتي كثيرا علي ذكر شئون السياسة الخارجية لما هو ابعد من اوروبا، ولا يوجد هناك وضوح في كيفية معالجة كليج وكاميرون، من خلال ائتلافهما، لاي ازمة خارجية. من ناحية أخري قال جاك سترو وزير العدل البريطاني السابق إن النتيجة التي أحرزها حزب العمال في انتخابات الخميس قبل الماضي "ليست جيدة"، موضحا أنها ثاني أقل نتيجة يحرزها الحزب بعد الحرب العالمية الثانية. ويضيف أن التوقعات بشأن النتيجة التي سيحرزها الحزب كانت "منخفضة جدا"، مما أدي لحدوث ارتياح لأن ما حققناه "أفضل مما توقع أي شخص حتي قبل ثلاثة أسابيع". ويشير سترو إلي أنه كان هناك أحساس كبير بهذه الراحة بين الزملاء (في حزب العمال) في الدوائر شديدة التنافس، والذين لم يتوقعوا إعادة انتخابهم. وعلي صفحات التايمز كذلك نطالع تقريرا حول التحالف بين حزبي المحافظين والديمقراطيين الليبراليين بعنوان "ثورة بريطانية للغاية". تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونائبه نك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار بشروا بحقبة قادمة من "السياسة الجديدة"، حيث وعدا بتحالف مستقر ودائم للتوجه بالبلاد نحو "اتجاه تاريخي جديد".