الهجوم علي المنشآت النووية الايرانية بفيروس ستاكسنت ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير. إنه حلقة في مسلسل الحرب الالكترونية التي يعيش العالم ارهاصاتها ويجمع المحللون علي أن خطورتها تفوق الحروب النووية.. فقد أصاب فيروس ستاكسنت300 ألف جهاز كمبيوتر في إيران وعطل افتتاح مفاعل بوشهر النووي.. كما ضرب ستة ملايين جهاز كمبيوتر صيني مما يعني أن زمن الحروب الالكترونية بات حقيقة واقعة يتعين التحسب لها والتدريب علي مواجهتها. يكفي أن نعلم أن هجوما علي شاكلة ستاكسنت قادر خلال15 دقيقة فقط علي تعطيل شبكة الكهرباء في الساحل الشرقي الأمريكي كما أنه يستطيع شل حركة الطيران وقطع الكهرباء ومصادر المياه واستهداف النظام المالي والمنشآت النووية في دولة ما في دقائق معدودة وكأنها تعرضت لحرب بالأسلحة والقنابل لأيام طويلة بينما تعد تلك الحروب سلاحا تستطيع ان تشهره الدول الكبري في وجه أعدائها كلما زاد لديها العلم والتقدم التكنولوجي دون أن يحاسبها أحد علي تلك الجريمة الجديدة التي لا يوجد قانون رادع لها حتي الآن. الحرب الالكترونية بدأت لتوها هكذا حذرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون وحشدت معها جيوشها الالكترونية وتستعد لوضع استراتيجية دفاعية خلال قمة حلف شمال الأطلنطي الناتو في نوفمبر المقبل لمواجهة أي هجوم الكتروني محتمل يستطيع أن يسقط أعتي الاقتصاديات في العالم في لحظات. الهجمات الالكترونية قد تستهدف العودة بدولة ما للقرون الوسطي, وقد تستهدف في حالات أخري نقل بيانات ومعلومات غاية في الخطورة من هذه الدولة أو تلك مما جعل المخابرات المركزية الأمريكية سي أي إيه تستحدث مصطلح جواسيس الانترنت في وصفها لقراصنة الشبكة العنكبوتية. الأهرام المسائي يفتح ملف الحروب الالكترونية فهي ليست حالة فردية تتعلق بايران إذ لم تعد دول العالم جميعا بمنأي عن هذه الحرب الشرسة والمعقدة التي يعكف خبراء متخصصون علي البحث في كيفية مواجهتها وحيث تطارد الدول عدوا طليقا يطلق فيروسات معقدة في الفضاء الالكتروني الذي أصبح مسرحا جديدا للصراع بين الدول. الهجوم علي إيران تحت عنوان الحرب غير المعلنة في الفضاء الالكتروني نشرت صحيفة الفانينشيال تايمز في الخامس من الشهر الجاري مقالا يكشف انه في الأشهر الأخيرة الماضية بدأ مسئولون غربيون يتحدثون بهدوء عن البرنامج النووي الايراني وهدأت نبرة التشنج التي كانت تعلن صراحة في أوقات ماضية عن التخطيط لهجوم عسكري علي طهران كان وراء ذلك مخطط خفي يجري تحت السطح تمهيدا للهجوم الالكتروني بفيروس ستاكسنت علي المفاعلات النووية الايرانية مما أدي الي تعطيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعلي بوشهر ونتانز علي وجه الخصوص وبينما كانت أصابع الاتهام تشير الي تورط أمريكي اسرائيلي في الهجوم أكدت الفانينشيال تايمز ان الهجوم تم بالتعاون بين العديد من وكالات المخابرات في الدول الكبري مؤكدة ان جميعها لديها الدافع وراء تعطيل التقدم النووي الايراني بما فيها المخابرات الأمريكية والاسرائيلية بالطبع. ووفقا للفانينشيال تايمز فقد ايران اعترفت بأن فيروس ستاكسنت أصاب300 ألف جهاز كمبيوتر لديها بما في ذلك أجهزة اللاب توب في مفاعل بوشهر الذي كان من المقرر افتتاحه الشهر الماضي إلا انه تأجل بينما تنفي ايران ان يكون الهجوم الفيروسي هو السبب في التأجيل أو انه أصاب نظام التشغيل الرئيسي للمفاعل كما تردد إعلاميا. وإن بدت إيران ضحية في هذه المرة فقد كانت هي الجاني في مرات أخري حيث تعرض اكبر موقع صيني للبحث علي شبكة الانترنت أوائل العالم الحالي والمعروف باسم بايدوBaidu لهجمات من جانب قراصنة ايرانيين حيث فوجيء متصفحو الشبكة بأن الموقع تغطيه صورة كبيرة للعلم الايراني وبتوقيع جيش ايران الالكتروني. الصين وايران دولتان حليفتان ولكن هناك شرخا ماحدث في العلاقة الاستراتيجية بينهما عندما أيدت بكين الحركة الديمقراطية في ايران وثورات المعارضة ضد النظام الايراني فكان انتقام نظام الملالي الكتروني هذه المرة. وحدة الهجوم الإسرائيلية صحيفة لوفيجارو الفرنسية رجحت في السادس من الشهر الجاري أن يكون فيروس ستاكسنت من صنع وحدة إسرائيلية متخصصة في الحروب الالكترونية تعرف باسم الوحدة رقم8200 وتم انشاؤها عام1990 للتصنت علي كل وسائل الاتصال وتطور نشاطها الي حرب معلوماتية. وقالت الصحيفة الفرنسية أن البعض اعتمد في اتهامه هذا لإسرائيل علي ماجاء في العهد القديم الذي ورد به ان اليهود أحبطوا مؤامرة فارسية تستهدف تدمير اليهود ومن هنا كان الهجوم ستاكسنت محبطا للمفاعلات النووية الإيرانية وفقا لتفسير المحللين. صحيفة الديلي تلجراف من جانبها أكدت في30 9 2010 أن إسرائيل أظهرت عزمها علي مواجهة الحروب الالكترونية منذ التسعينيات من خلال حصر قراصنة الأنترنت حيث خيرتهم مابين السجن أو العمل من أجل تل أبيب واستهداف أعدائها بتلك الهجمات فاختاروا العمل لصالح اسرائيل ومن اجل هذا الهدف خصصت تل أبيب الوحدة8200 باستشارة أمريكية لمواجهة الحرب الالكترونية وأدمجتها في قوات الدفاع. في مجتمع الاستخبارات معروف عن اسرائيل أنها تجيد عمليات الهجوم الالكتروني في عالم يتجه بسرعة نحو خطر الهجمات الالكترونية. وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المنشآت السرية السورية في دير الزور في سبتمبر2007 سبقه حدوث عطل مفاجئ لأنظمة المعلومات والرادارات السورية كان بفعل اسرائيل أيضا. نهاية الخمسينيات استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي أن يطلقا أول أقمارهما الصناعية في الفضاء. وبعد نصف قرن أتت هذه التكنولوجيا بثمارها وأصبحت ضرورية كي تسير مجتمعاتنا المترابطة بشكل جيد. حسبما ذكر موقع العولمة الفرنسي بتاريخ13 من الشهر الجاري فعلي هذه التكنولوجيا تقوم إدارة اتصالاتنا( تليفزيون, تليفون محمول..) كما يعتمد عليه اقتصادنا( كروت الائتمان وأنشطة البورصة...) ونعتمد عليها في التنبؤ بحالة المناخ( اعصار, تصحر..) ومن خلالها يتم جمع معلومات( عن مواردنا الأولية من بترول وغاز, وقياس نسب التلوث, ودرجات الحرارة...) وعلي الرغم من أنها شبكة ضعيفة من الألياف البصرية, إلا أنه بدونها يتوقف كل شئ عن العمل في الحال, كما أن الاقمار الصناعية أصبحت آداة مدهشة لمراقبة الأنشطة السياسية والتجارية والعسكرية وبالتالي فإن التحكم فيها أصبح رهان المستقبل, وتحت عنوان( باكس أمريكانا) السلام الأمريكي قياسا علي( باكس رومانا) وهو ممثل في فترة سلام وهدوء سادت جميع المناطق التي تسيطر عليها الامبراطورية الرومانية نجد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تشرع في سياسة تعوق بها اعداءها وحلفاءها علي السواء عن مزاحمتها في الفضاء ورهانها هناهو: احتكار الفضاء للسيطرة علي الأرض وبالتالي فإن حلم( ويرنر فون براون) الألماني بتسليح الفضاء بدأ يتحقق اليوم. إن( باكس أمريكانا) تنتهز هذه الفرصة الفاصلة في التاريخ العسكري والجيوبولتيسكي). فهناك معدات حربية في الفضاء اليوم, وفي الغد ستشهد قاعات المؤتمرات عقد معاهدات تصون الفضاء من تجاوز التسليح, لا سيما وأن واشنطن تمتلك تقريبا(50%) من الاقمار الصناعية, وزودت لأول مرة قواتها الجوية بكاميرات لمراقبة حركة التسليح التي تجري علي قدم وساق من قبل الدول الأخري حسبما ذكر الكاتب الفرنسي دنيس ديليستراك علي موقع العولمة. الشبكات الرقمية فيما يتعلق بالشبكات الرقمية, فإن الولاياتالمتحدة تمتلك موقعا يهيمن علي الشبكات الرقمية الدولية, وأغلب الكابلات التي تمر عبر المحيطين الاطلنطي والهادي تتلاقي وتتجه نحو الولاياتالمتحدة وهو الموقع الذي ليس له مثيل في العالم, حسبما جاء علي الموقع الفرنسي. وباستثناء كندا والبرازيل, فإن علي دول أمريكا اللاتينية أن تعتمد بشكل غير مباشر علي الولاياتالمتحدةالأمريكية كي تخرج من المنطقة الأمريكية. وهذا يعني أن مبدأ( مونرو) جاء تطبيقه علي التكنولوجيا الرقمية. وبالنسبة لأفريقيا والشرق الأوسط, يجري الاعتماد علي الهند ومصر واسبانيا وفرنسا في نقل المعطيات الرقمية عن طريق كابلات أسفل قاع البحار. وفي أوروبا فإن بريطانيا تمثل المنطلق الرقمي نحو أمريكا. فرنسا تنظر الي هذه التكنولوجيا علي أنها رهان استراتيجي للتنمية وينظر اليها في أحيان أخري علي أنها رهان حربي وسلمي. والشاهد هنا لبنان. ففي6 مايو2008 قررت الحكومة اللبنانية أن تفتح تحقيقا بشأن شبكة اتصالات حزب الله التي تفلت من الرقابة الدولية. وفي نفس الوقت أكد حزب الله أن هروب شبكته من الرقابة الدولية يعد أحد ركائزه في مواجهة إسرائيل. إيران قامت بمد كابلات اتصالاتها اللاسلكية تحت الخليج العربي وهدفها التالي هو ربط إيران بتركيا بأرمينيا كتي تفتح لنفسها طريقا بريا يربطها بالاتحاد الأوروبي وبالفضاء القديم للاتحاد السوفيتي. وفيما يتعلق بالصين واليابان وسنغافورة فهي تمثل المركز الأهم استراتيجيا فيما يتعلق بالاتصالات عبر المحيط الهادي, ولكي تكتمل الخريطة, يجب أن نلاحظ أن روسيا من خلال موقعها الجغرافي تلعب دورا متواضعا في جغرافية الكابلات الموجودة اسفل البحار, ولكنها في نفس الوقت تمثل جسرا رقميا أرضيا مباشرا بين أوروبا وأسيا. غزو العراق.. ديجيتال بعد أحداث11 سبتمبر, أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش إدارته بتطوير وايجاد تقنية تسمح له بشل الرادارات والانشاءات الكهربائية, وكذلك تمكنه, من شن حرب رقمية فعلية وهو ما جعل أحد المتحدثين الرسميين في البنتاجون يصرح, أثناء غزو العراق عام2003, بأن الجيش الأمريكي عازم علي استخدام تكنولوجيا جديدة ضمن ترسانته في حربه علي العراق ودون أن يشير الي تفاصيل تلك التقنية وكان يعني بها تكنولوجيا الحرب الرقمية. وقبل غزو العراق عام2003, أرسل البنتاجون رسائل بريدية الي القادة العسكريين العراقيين ينصحهم فيها بعدم المشاركة في الحرب وحذرهم من استخدام أسلحة الدمار الشامل المزعومة, وهذا يعني أن الحرب النفسية وجدت لنفسها أرضية جديدة ممثلة في الحرب الرقمية. ولأن مبدأ الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال القرن الماضي كان الردع والقدرة علي الهجوم, وأن المواطن الأمريكي أصبح لا ينظر بعين الرضا الي حربي العراق وأفغانستان فأصبح علي البنتاجون التوصل الي تهديد جديد يبرر به سياسته أمام الأمريكيين. وفي نفس الوقت يخدم المصالح الأمريكية ومن جانبها, نقلت صحيفة لوموند الفرنسية مطلع الشهر الجاري أن الرئيس الأمريكي بوش الابن تساءل: كيف نكسب الحرب الالكترونية التي نوشك أن نخسرها وبعد ستة أسابيع أبرم البنتاجون عقدا قيمته(34) مليون دولار مع مؤسسة استشارية أمنية كبيرة وهي الن هاملتون لتهدئ من روع بوش وتوفر لإدارته أرضية تكنولوجية تسمح له بشن حرب الكترونية وقتما تشاء. وعلي الرغم من أن البنتاجون أقر ميزانيته لعام2011 هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية وتقدر ب(700) مليار دولار, إلا أن واشنطن تنوي توجيه جزء كبير منها الي الأمن الرقمي والي الوحدة العسكرية المسئولة عنه في الجيش للوصول الي ما يعرف باسم تأمين ما بعد البيع وليس خدمة ما بعد البيع فقط. وخلال غزو الولاياتالمتحدةالامريكية للعراق عام2003, لم يكن لدي واشنطن قوات تعمل في مجال قرصنة المعلومات, ولكن تم انشاء هذه الوحدة مؤخرا وتعرف باسم القيادة الاستراتيجية للقرصنة كما تعرف باسم القيادة المشتركة للحرب الالكترونية, ويعمل بها عملاء من المخابرات الأمريكية ووكالة ناسا ومكتب التحقيقات الفيدرالية كما عززت بريطانيا أمنها الالكتروني من خلال وحدات في وزارة الدفاع لحراسة البنية التحتية الوطنية وهذا يعني أن القرصنة الرقمية, أصبحت علي قدر كبير من الأهمية, وتكاد تفوق في أهميتها القنبلة الذرية, حيث تتم من خلالها القرصنة علي المراكز العصبية للمعلومات ولذلك هي ترتقي الي الحرب الاستراتيجية, التي تمتاز بها ولا تمتاز به الضربات الجوية من اضرب وانسحب. دفاعات البنتاجون في السياق ذاته تبحث البنتاجون مع الناتو في تحسين دفعاتهما ضد الحروب الالكترونية ولكن كيفية تحديد الهجوم الإلكتروني من الفيروسات العادية يعد تحديا كبيرا أمام الطرفين. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية عن مسئولين كبار في البنتاجون قولهم ان الوزارة بدأت تكثف جهودها لمواجهة الخطر الداهم الذي يسمي الحرب الإلكترونية, وأضافوا ان الهجمات المعقدة والدقيقة التي أصبح يشنها قراصنة الكمبيوتر تحتاج الي توسيع مهام الناتو الدفاعية لتشمل الفضاء الإلكتروني. وحذر وليام يني مساعد وزير الخارجية الأمريكي أخيرا من أن الهجمات الإلكترونية تهدف الي تخريب الاقتصاد وفي أحيان أخري لسرقة معلومات وبيانات مهمة. إذن كيف تحدد مصدر الهجوم الإلكتروني هو أحد الموضوعات المهمة التي سوف تتصدر أجندة مسئولي البنتاجون لمناقشتها مع نظرائهم في بريطانيا وكندا واستراليا الي جانب موضوعات أخري في قمة الناتو القادمة في لشبونة خلال الشهر القادم. مسئولو الناتو يبحثون أيضا في كيفية تبادل المعلومات التكنولوجية المتخصصة كما أن تحديد الاستراتيجية الدفاعية ضد الحروب الإلكترونية المحتملة علي رأس أولويات هذه القمة وتشمل تلك الاستراتيجية تحديد الشبكات الإلكترونية المهاجمة وكيفية حماية الانترنت من الهجمات. أيضا يدرس البنتاجون حاليا كيفية تطوير دفاعات داخلية للإنترنت تعمل مثل نظام المناعة داخل جسم الإنسان لمقاومة أي فيروس محتمل. شبح ساكسنت علي أن قلق البنتاجون يتركز كما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية, في(30) سبتمبر الماضي, علي ان الإنترنت لديه دفاعات قليلة وان فيروسا معقدا مثل ستاكسنت قوي جدا لدرجة أنه يصعب معه شحذ دفاعات لمواجهته وذلك علي الرغم من أنه صناعة أمريكية اسرائيلية. وكشفت الجارديان عن ان البنتاجون تعرضت لهجوم من جهة استخباراتية أجنبية غير محددة عام2008 استهدف القيادة المركزية الوسطي بالعراق وكان الهجوم بمناسبة صحوة استيقاظ للولايات المتحدة لتحسين دفاعاتها الألكترونية. ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الدفاع الأمريكي قوله ان هناك أشياء كثيرة غير واضحة في الحروب الإلكترونية مؤكدا ان الحروب الإلكترونية الفعلية أمر غاية في التعقيد وأكثر تدميرا وتهديدا أكثر مما هي عليه في الحاضر ودعا الي وضع استراتيجية دفاعية بدلا من انتظار الهجوم والتعامل معه من منطلق رد الفعل. جيمس لويس الباحث بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن قال إننا أصبحنا علي حافة الحرب الإلكترونية مضيفا ان هناك خمس دول أصبحت لديها القدرة علي الهجوم الإلكتروني تشمل الصين وروسيا بينما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي عن مسئولي مخابرات أمريكيين وصفهم لقراصنة الكمبيوتر ب الجواسيس الإلكترونيين. وقال الجنرال كيث الكسندر قائد الدفاع الإلكتروني الأمريكي لدي البنتاجون انه مجرد وقت قبل أن تتعرض أمريكا لهجوم علي غرار ساكسنت. وتشير صحيفة الديلي تلجراف الي أن الروس والصينيين تورطوا في آلاف الهجمات علي أهداف أجنبية كل عام ولذا يسعي الغرب جاهدا لتعزيز قدرته الدفاعية في هذا الشأن. وفي اطار استعداد واشنطن لحرب الكترونية محتملة بدأت في التدريب علي الاستعداد لهجوم محتمل فيما يعرف باسم العاصفة الإلكترونية3Storm3 وشمل التدريب وكالات حكومية و60 منظمة من القطاع الخاص والبنوك وقطاعات الطاقة والطاقة النووية والكيميائية كما تضمنت سيناريو تعرض أمريكا لهجوم علي1500 هدف محتمل وكيفية مواجهته. أخطر من القاعدة يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أو باما قد تعرضت لانتقادات حادة الشهر الماضي من قبل ريتشارد كلارك المسئول السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي حيث اتهمها بالفشل في الاستعداد لمواجهة الحروب الإلكترونية. كلارك الذي يعمل حاليا مستشارا أمنيا للإدارة الأمريكية كما آنه مؤلف كتاب الأمن الإلكتروني قال خلال محاضرة أمام مؤسسة دراسات الصراع الإلكتروني ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ21 سبتمبر ان المسئولية عن أمن الإنترنت ينبغي أن تمتد للقطاع الخاص مؤكدا ان ادارة الأمن الرئيسية في البلاد عجزت عن القيام بذلك كلارك كان من أكثر المؤيدين لما يسمي بالحرب علي الإرهاب وحذر مرارا من خطر القاعدة قبل هجمات11 سبتمبر, والآن يطلق تحذيرا من الحروب الإلكترونية حيث أكد ان هذه الحروب تستطيع خلال15 دقيقة تعطيل شبكة الكهرباء في الساحل الشرقي الأمريكي التي تعتمد بشكل كامل علي الإنترنت وكما يستطيع هجوم الكتروني ان يعطل البريد الألكتروني ويفقد السيطرة علي الخطوط الجوية والتسبب في حوادث في السكك الحديدية, وإغلاق البنوك وتعطيل أنظمة الشراء الإلكترونية. هجمات مخيفة علي عكس سباق التسلح النووي والذي تم وضع اتفاقات للحد منه فان مسألة التسلح الالكتروني والحروب الالكترونية مازالت امرا جديدا يصعب التحكم فيه كما ان هناك اشخاصا كثيرين يمكنهم الخوض فيه بدءا من القراصنة والمتسللين الي الدول مما دفع خبراء عسكريين في العديد من الدول الكبري الي المطالبة باتفاق دولي جديد للسيطرة علي الفضاء الالكتروني واخضاعه للمراقبة. ففي العام الماضي استطاع شخص بريطاني يدعي جاري ماكينون اختراق اجهزة الكمبيوتر الخاصة بالبنتاجون مما جعله اسوأ كابوس يواجه العسكريين الامريكيين.وهناك حالة غريبة اخري لشخص يدعي مستر انكستر وهو بريطاني22 عاما حيث اطلق علي نفسه اسم ارهابي007. حيث كان يبث فيديو للقاعدة ويدعمها من خلال نقل بيانات اليها عن طريق الانترنت وضبطته الشرطة البريطانية متلبسا امام احد المواقع الالكترونية التي تدعم القاعدة. وقبل هجوم ستاكسنت علي ايران كان ما يعرف عن الحرب الالكترونية ما تعرضت له استونيا من هجوم خلال خلافها مع روسيا حيث وجد الاستونيون دخولهم الي الانترنت قد تعرض للفوضي بشكل خطير, كما تعرضت جورجيا لهجوم مماثل اشير فيه باصابع الاتهام الي موسكو. البنتاجون ايضا اكد تعرض مواقع الحكومة الامريكية لسلسلة من الهجمات حملت اسم تيان ريان واشير باصابع الاتهام فيها الي الصين. ومن ناحية اخري تعرض6 ملايين جهاز كمبيوتر في الصين لفيروس ستاكسنت فضلا عن الف جهاز اخر بمنشآتها الصناعية بعد اصابة المفاعلات النووية الايرانية بالفيروس. وحتي الان لم تعبر اي دولة عن استعدادها للدخول في اتفاق دولي يمنع ويجرم الحروب الالكترونية سوي روسيا ولكن مع تعرض دول كبري لهجوم الكتروني مدمر قد تتجه تلك الدول لمناقشة سن قانون دولي لتنظيم الفضاء الالكتروني وفقا لصحيفة الفانينشيال تايمز بتاريخ30 سبتمبر الماضي لقد امنت الطرق البرية هيمنة الامبراطورية الرومانية, مثلما امنت الطرق البحرية الامبراطورية البريطانية في القرنين الثامن والتاسع عشر, فهل ستكون التكنولوجيا الرقمية بمثابة قارب نجاة امريكا في القرن الحادي والعشرين رغم التنافس الاوروبي والصيني والروسي؟ حسبما جاء علي الموقع الفرنسي العولمة ؟