اعتدنا من مسئولينا، في حال خروجهم من مناصبهم القيادية، أن يختاروا أن يتواروا عن الأنظار والأضواء، والانزواء في منازلهم أو الانكفاء علي أنفسهم. لكن الصورة تبدو مختلفة مع د.عصمت يحيي الرئيس السابق لأكاديمية الفنون، الذي رفض الاقتناع بأن الحياة توقفت لمجرد خروجه من منصبه، وفاجأنا بتأسيس مؤسسة غير حكومية تحت اسم "مؤسسة عصمت يحيي للثقافة والفنون والتنمية" ضمت مجموعة من المهتمين بقضايا المجتمع المصري الذين وظفوا امكاناتهم وخبراتهم العلمية والثقافية والفنية لتقديم يد العون والدعم والمساعدة من أجل تنمية قدرات هذا المجتمع، واكتشاف ثرواته من المواهب البشرية الواعدة، وتحسين الحياة الاقتصادية في المجتمعات المحلية. قامت مؤسسة عصمت يحيي للثقافة والفنون والتنمية وعلي رأس اهدافها: تنمية المجتمع المصري علميا وثقافيا وفنيا وحرفيا، ورعاية المبدعين والموهوبين في كل هذه المجالات بالإضافة إلي تنمية مجالات البحث العلمي واجراء الدراسات الميدانية وتوثيق التجارب والخبرات مع تنمية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها. وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، وغيرها كثير، قامت المؤسسة بزيارة محافظة أسيوط، بدعوة ورعاية من محافظها اللواء نبيل العزبي، الذي آمن برسالة المؤسسة الأهلية التي تسعي لتنمية ثقافة وفنون المجتمع المصري بالجهود الذاتية، وأعطي تعليماته لاجهزة المحافظة بتوفير كل سبل الراحة والدعم لوفد المؤسسة، برئاسة د.عصمت يحيي، خلال زيارته لقري البداري وأبوتيج والنخيلة، حيث قام الوفد بدراسة احتياجات القري الثلاث لتحافظ علي تراثها الشعبي، وخلال هذه الجولات التقي د.عصمت يحيي، وأعضاء الوفد المرافق له من المتخصصين في فنوننا الشعبية، بالموهوبين في مجالات الحرف البيئية وتنمية الموارد الطبيعية، ودخل في حوار معهم حول مطالبهم والعناصر التي تعطل مسيرتهم الفنية والحرفية. وفي لقائه ومحافظ أسيوط، الذي جري في نهاية الجولة، عرض د.عصمت يحيي نتائج الجولة في تقرير تضمن ما جري في الجولة، ومناشدة للمحافظ لتحقيق ما أثمرت عنه الجولة مثل الاقتراح بإنشاء وتكوين ثلاث فرق فنية لتنمية مواهب وقدرات وثقافات أطفال المحافظة، وهو الاقتراح الذي يجعل تبعية هذه الفرق الثلاثة المتخصصة في الموسيقي والمسرح والفنون الشعبية للمحافظة مباشرة مع اقتراح أخير بتأسيس مركز لتدريب الأطفال علي أسس وقواعد لعبة العصايا التي تشتهر بها محافظة أسيوط كمحاولة يائسة للحفاظ علي الموروث الشعبي الذي تتميز به أسيوط.