عمرو عبدالحميد رئيس شبكة الشرق الأوسط، التي وصفها التقرير بأنها واحدة من أكثر الشبكات استخداما لخدمة الs.m.s يقول: الالتجاء إلي هذه التقنية المتطورة في عالم الاتصالات أمر مفيد جدا في سياق التواصل بين الإذاعة وجمهور المستمعين، ولا أنكر أنني كنت واحدا من الإعلاميين المؤيدين للتوسع في الاستعانة بهذه الخدمة، بعدما استشعرت أنها ستدعم التواصل بين الطرفين، والأهم انها ستعين الإذاعة علي الحديث في القضايا الأمنية، وهو أمر مهم إذا أردنا إعلاما مستنيرا ومواكبا للأحداث الجارية علي الساحة. وفور أن فاتحت الإذاعية الكبيرة إيناس جوهر في الفكرة رحبت بشدة، واختارتني للاشراف علي هذه الخدمة، التي كنت، ومازلت، أري أن الإذاعة لن تتواصل أو تتطور للأفضل إلا في حالة الاستعانة بوسيلة سريعة وعصرية، وهو ما توفره خدمة الs.m.s، ومن غير المعقول أن يتطور العالم من حولنا ونظل أسري الخطابات البريدية التي تصل متأخرا، أو لا تصل أبدا، ففي أحوال كثيرة كان البعض يتكاسل عن ارسالها، وفي وقت من الأوقات كانت الاتصالات الهاتفية المباشرة لا تلبي الرغبة، نظرا لسوء مستوي الخدمة، وجاءت رسائل الs.m.s لتعوض ما كنا نستشعره من نقص، وأصبح برنامج ما يطلبه المستعمون هو الوحيد تقريبا الذي يعتمد علي الرسائل في شكلها التقليدي. وبعد أن تولت انتصار شلبي منصب رئيس قطاع الإذاعة يواصل "عبدالحميد"، استفادت الإذاعة كثيرا من التطور التكنولوجي الذي انعكس ايجابا علي "الميديا"، ونجحت هذه الرسائل السريعة في الربط بيننا وبين الناس، ولا أبالغ عندما أقول إننا بدأنا نستشعر نبضهم لحظة بلحظة، ونجحنا في رصد ردود أفعالهم تجاه أحداث ما، خصوصا أن هناك من شكك في النتائج التي كانت تنتهي إليها بحوث الإدارة المختصة في استطلاع آراء المستمعين والمشاهدين، وكانت توصف بأنها غير دقيقة، لأن الجمهور لم يكن قادرا معها علي التعبير عن نفسه بشكل جيد بعكس رسائل الs.m.s التي أكدت انها أداة جيدة للمتابعة، ووسيلة فاعلة ومؤثرة للتواصل مع المستمع، فمن الخطأ أن نقول إن هذه الخدمة ألغت علاقة التواصل التي كانت بين الإذاعة والجمهور من خلال الهواتف العادية أو الرسائل البريدية، فمازلنا نستعين بمثل هذه الخدمات التقليدية، لكن الرسائل القصيرة s.m.s تكمن في ايقاعها السريع والعصري بعكس المكالمات المباشرة التقليدية التي تخدش الحياء أحيانا، ويصعب السيطرة عليها بينما نستطيع بسهولة أن نأخذ من الs.m.s ما يفيد موضوع البرنامج! هل الهدف من التوسع في هذه الخدمة تجاريا بمعني أنها تستهدف الربح وتحقيق عائد استثماري؟ سؤال يجيب عنه عمرو عبدالحميد بقوله: لاشك في هذا، فهناك عائد اقتصادي من وراء اللجوء إلي هذه الخدمة يدخل خزينة القطاع الاقتصادي لكنه ليس الهدف من وراء تشبثنا بهذه الخدمة، التي صرنا نعتمد عليها بشكل كبير بعدما عمقت التواصل بيننا وجمهور المستمعين، ولم تخرب العلاقة. كما يظن البعض، بدليل أن الإذاعة صارت أكثر طزاجة ونحن نعيش بالفعل عصر إعلام الخبر الطازج، بالإضافة إلي أن هذه الرسائل صادقة وحقيقية، وليست "مفبركة"، كما كان يحدث أحيانا في الرسائل البريدية، ففي بعض الأحيان كان البرنامج الذي لا تصله رسائل "يستلف من اللي جنبه"! ولا أبالغ حين أقول إن هذه الخدمة ساعدتنا علي التفكير في تقديم برنامج لم يكن بمقدورنا إنجازها من قبل، مثل الاستفتاءات الحية التي تقود إلي نتائج صادقة، والأحداث الجارية والحملات مثل إنفلونزا الخنازير التي تسهم في انتشار الوعي بين الناس من خلال هذا التفاعل السريع والحميمي. من ناحيتها تقيم د.ماجي الحلواني التجربة بقولها: لاشك أن استخدام التقنية الحديثة، ومن بينها خدمة الرسائل القصيرة s.m.s مفيدة جدا، خصوصا عندما تتيح التعرف إلي آراء المستمعين في نفس وقت تقديم البرنامج الإذاعي، وبالتالي تسهل عملية تلمس رد الفعل تجاه حدث جماهيري ما، وبالتالي حققت هدفا مهما في إطار التواصل المباشر بعكس ما كان يحدث في الماضي، عندما كان رد الفعل بطيئا، ولم يكن هناك التواصل المطلوب لأن الرسائل البريدية كانت تصل إلي المبني أو البرنامج بعد أسبوعين تقريبا. غير أنني ضد توظيف هذه الرسائل بالشكل الذي يحدث في التليفزيون عندما تتحول إلي خطابات غرام بين العاشقين والمحبين، كما يظهر لنا عبر الشريط المتحرك علي الشاشة ففي الكثير من الأحيان تقتحم بيوتنا رسائل غير أخلاقية تخدش الحياء، وفي أحايين أخري يوظف البعض هذه الرسائل لأهداف مشبوهة وهو ما نراه في المسابقات الوهمية التي تتحول إلي "عملية نصب" تستنزف أموال الناس، وهنا يتضح الهدف النفعي من توظيف هذه الرسائل لتحقيق مكاسب وأرباح طائلة، وهو ليس هدف الإذاعة في رأيي فهي وسيلة اتصال لها مصداقيتها ولا ينبغي أن تتطور في اللجوء إلي هذه الرسائل لتحقيق هدف استثماري أو خداعي. وفي رأيي أيضا أن اللجوء إلي هذه الخدمة لا يتم بافراط في الإذاعة، بل أتمني أن يتم التوسع فيها عبر شبكة الشباب والرياضة لتواكب الأحداث في التو واللحظة. ولا أظن أن هذه الخدمة أفقدت العلاقة بين الإذاعة وجمهور مستمعيها الحميمية المنشودة بل يمكن القول إن التواصل زاد، وهو ما نستشعره من خلال المذيع الذي يقرأ الرسالة التي وصلته عبر الs.m.s أو "الاميل"، علي الهواء مباشرة. الناقدة خيرية البشلاوي تكشف وجهة نظرها في الظاهرة بقولها: كان لابد للإذاعة أن تلجأ إلي هذه الخدمة لتواكب التطور التكنولوجي من ناحية وتحقق تواصلا مباشرا من نوع جديد مع جمهور المستمعين، ولا مانع من أن تتحول إلي وسيلة للاستثمار والتربح، فالمردود الاقتصادي مطلوب في كل الأحوال حتي تستمر عجلة المشروعات في الدوران، وأتصور أن مردود هذه الرسائل القصيرة s.m.s تحول إلي مصدر تحويل مهم ومطلوب، بالإضافة إلي الدور الذي تلعبه هذه الرسائل في ظل "الهوس" الذي نرصده من حولنا، وكان لابد من استغلاله في شيء مفيد كالتواصل بين الإذاعة وجمهورها، لكنني أري أن الوسائل التقليدية، للاتصالات بين الإذاعة وجمهورها لابد أن تستمر أيضا، بمعني ألا تستغني الإذاعة عن "التليفونات الحية"، بالاستديو، بل تظل جنبا إلي جنب مع الاستعانة بالوسائل الحديثة.