فجأة أصبحت "تهرول" و"تلهث" لاقناع بعض الاسماء التي حققت شهرة واسعة في الفترة الاخيرة، من خلال تقديم برامج تليفزيونية، ليتكرموا ويتواضعوا ويقبلوا تقديم برامج أخري عبر أثير الاذاعة، وكالعادة أدركت الوكالات والشركات الإعلانية أنها تستطيع الرهان علي هذه الاوراق الرابحة فأنتجت لبعضهم، وفرضتهم علي بعض الشبكات "بفلوسها"! ردة عن التاريخ العريق للاذاعة، التي عرفُت طوال عمرها بتقديم المشاهير، و"تفريخ" الاصوات الواعدة، وأبداً لم تفرط في تقاليدها أوصورتها جرياً وراء شهرة فرضتها ظروف ما، أو انقلاب عصف بالمجتمع المصري، وجعل مكانة الاذاعة تتراجع مقارنة بالتليفزيون، كما يقول الخبراء،.. وظلم لابناء الاذاعة الذين سيفاجئون حتماً بالوافدين الجدد، ممن سيتحتلون مساحة من البث، وربما تغدق عليهم الملايين ظناً، من الوكالات التي تفرضهم، أنهم الاشهر والاكثر جماهيرية ، وقبولاً عند الناس، علي الرغم من أن مركز استطلاع واحد لايستطيع أن يضمن لنا، حتي اليوم، نتيجة يمكن الوثوق بها في هذا الاتجاه،، بحيث تكشف الاوراق الرابحة بالفعل أو النجوم الذين يستحقون المغامرة. أسئلة كثيرة، ربما يراها البعض هواجس، فرضتها ظاهرة الاستعانة، مؤخراً، بالكاتب الصحفي والإعلامي محمود سعد لتقديم برنامج إذاعي بعنوان "اسمع الخبر"، من انتاج وكالة إعلانية ويقدم مع مطلع العام الجديد، علي شبكة الشرق الاوسط، وأيضاً الكاتب الصحفي والإعلامي عمروسس الليثي، الذي يقدم سهرة إذاعية علي نفس الشبكة بعنوان "حوار ساخن" ومن قبلها استقبلت الشبكة نفسها الكاتب الصحفي والإعلامي مفيد فوزي ليقدم "مكتبة مفيد فوزي" (!!) فما الفارق بين هؤلاء وأبناء الإذاعة، وتحديداً شبكة الشرق الاوسط، وهل يصلح مقدم البرامج التليفزيونية لتقديم البرامج الإذاعية؟ وكيف يتراجع دور الاذاعة في اكتشاف وتبني وضخ الاصوات الجديدة، والواعدة، لتكتفي باستيراد "الجاهز" و "اللعب علي المضمون" وهي التي قدمت للتليفزيون سناء منصور، حسن حامد، أمين بسيوني، هالة أبو علم وأميمة ابراهيم.. وغيرهم؟ شبكة الشرق الاوسط، التي فتحت الابواب علي مصراعيها، للظاهرة كانت محطتنا الاولي، حيث بررت انتصار شلبي رئيس الشبكة ما يحدث بقولها: نحن لا نستعين بأي أحد، ولا نغامر بتقديم "هوانا" لشخص لا يمثل لنا إضافة، وتجربة التعاون مع مفيد فوزي ومحمود سعد وعمرو الليثي لها إيجابيات كثيرة علي الجانبين حتي إزعمس أنهم استفادوا كثيراً من العمل في الإذاعة، ولا أريد أن افوت الفرصة من دون أن أقول إن الكاتب الكبير مفيد فوزي تلقي عروضاً كثيرة للعمل في محطة إذاعية خاصة، لكنه لم يوافق علي ترك " الشرق الاوسط"، ولا أنكر، في المقابل، أننا استفدنا منه كثيراً، ولا أبالغ اذا ماقلت انني سأكون فخورة عندما أغادر موقعي في الشرق الاوسط وقد تركت تراثاً كبيراً وعظيماً لمكتبة الاذاعة كان لبرنامج "مكتبة مفيد فوزي" الفضل فيه، حيث نجحنا في الحصول علي التسجيلات الموجودة لديه، والتي التقي فيها رموز الفن والثقافة والمجتمع، والدليل علي نجاح هذه الخطوة أن التليفزيون المصري أرسل في طلب بعض هذه التسجيلات ليتسعين بها في برامجه. وهل تحققت استفادة من أي نوع من دعوة عمرو الليثي لتقديم برنامج أيضاً؟ عمرو الليثي يقدم سهرة أسبوعية بعنوان "حوار ساخن" يكفيفه انه نجح من خلالها في توفير 10 فرص عمل للشباب، منذ حلقاته الاولي، وهو ما يؤكد علي دور الإعلام ورسالته حين يتحول من "كلام" إلي "أفعال" و "عمرو" وبرنامجه نجح في حل مشكلة البطالة بين الشباب. انتصار شلبي تواصل الحديث، أو الدفاع فتشير إلي برنامج "اسمع الخبر" لمحمود سعد بقولها: هذا البرنامج ، علي عكس البرنامجين السابقين لمفيد فوزي وعمرو الليثي،يسجل خارج المبني، وتنتجة وكالة إعلانية، ومدته 3 دقائق ويتناول فيه محمودسعد الاحداث والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، التي تهم المواطن المصري، بكل حرية، ولا أظن أن في هذا ضرراً أو إضراراً بأنباء الشبكة،لأننا استعنا بأسماء أساتذة في مجالهم وكل القنوات والمحطات تتهافت عليهم مع احترامي الكبير لأبناء الشبكة، الذين يقوم العمل علي اكتافهم، وتهمني حالاتهم النفسية، التي لا ينبغي أن تتأثر بظاهرة الوافدين من خارج الشبكة، فمهما كانت قيمة الشخص الذي أستعين به من خارج الشبكة فلن أسمح بتواجده إذا وجدت أن هناك ضررا سيقع علي أبنائي، وأنا هنا لا أتحدث من فراغ، بدليل أن أجد العاملين في الشبكة قدم شكوي من الطريقة التي يتعامل بها أحد المتعاونين من الخارج فما كان مني سوي أن أوقفت التعاون معه فوراً، فمازلت أصر علي أن الشبكة تنهض بأيدي ابنائها وليس القادمين من الخارج الذين أنظر إليهم بوصفهم "تطعيم" وإضافة لما هو موجود وقائم. من ناحيته علق عمرو عبدالحميد نائب رئيس شبكة الشباب والرياضة بقوله: إذا كان هناك خوف من احتمال وجود ضرر علي ابناء الشبكة من المذيعين ومقدمي البرامج أو تعطيل ظهور كوادر شابة جديدة، فأتحدث هنا من منطلق زمالتي بالعاملين في الشبكة، وليس أقدم مذيع فيها أو نائباً لرئيس الشبكة حالياً، وأسجل سعادتي بوجود مذيعين من الخارج، لأن هذا لا يعني أننا صرنا نفتقر إلي الكفاءات فأصبحنا نستوردها، بل لأن "العملية أخذ وعطاء"، فهم ليسوا منافسين لكنهم جاءوا ليحققوا إضافة ونحن بدورنا استفدنا منهم، سواء"مكتبة" الاستاذ مفيد فوزي، أو "جرأة وقوة" عمرو الليثي أو"شهرة ونجومية" محمود سعد، ونحن هنا نقتدي بتجربة الصحافة عندما تستعين بأشهر كتاب الاعمدة ليكتبوا علي صفحاتها ليثروا الجريدة، ويضيفوا إليها بأفكارهم وجماهيريتهم، ولم يقل أحد أن استكتابهم يعود بالضرر علي الصحفيين العاملين في الجريدة، وكان يمكن أن يمثل الامر"كارثة" لو اننا استعنا باشخاص مجهولين ليقدموا برامج في شبكتنا، ولحظتها من حق الجميع أن يفتح النارعلينا أو يغضب أنباء الشبكة وسيثورون ضدنا. سهير الباشا لا تتحدث هنا بوصفها رئيس شبكة الشباب والرياضة فحسب، بل لأنها الشخص الذي فتح الباب أمام الوافدين من الخارج ليقدموا أنفسهم لجمهور الاذاعة في برامج خاصة، ولم يكن الامر مقصوراً علي برامج الوكالات الاعلانية التي اشترت "دقائق علي الهواء"، بل تجاوزها إلي الاستعانة أيضاً بالإعلامي محمود سعد ليقدم في شهر رمضان الماضي فترة مفتوحة علي الهواء مباشرة بعنوان "قولي حاجة" فكان إضافة علي حد تعبير "الباشا" التي تواصل بقولها: لا أنكر أنني التي سعيت للاستعانة بالاعلامي محمود سعد، واجتهدت لاقناعة بتقديم هذه الفترة المفتوحة،وكذلك مع المايسترو عمرو سليم في فترة "مذيع علي ما تفرج" واؤكد هنا انني علي استعداد للبحث عن أي نجم في أي مكان استفيد من جماهيريتة وأحقق من خلاله الاضافة للشبكة وجمهورها، ولعلها مناسبة للقول أن هذا لا يسيء إلينا، بدليل ان كل الوجوه التي تقدم البرامج الرياضية اليوم في القنوات الرياضية المتخصصة أو العربية بوجه عام هم من أبناء شبكة الشباب والرياضة وفيها اكتشفوا أنفسهم ومواهبهم، قبل أن نصدرهم لغيرنا، وبالتالي لا أجد، في المقابل، ما يحول دون الاستعانة بكفاءات إذا وجدتها خارج الشبكة.