"المفهوم لا يزال بحاجة للتطوير، وهناك كثير من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها أو اختبارها. وربما يكون أولها: ما رأيك؟ هل نحن على بداية الطريق الصحيح؟", هكذا كتب حسام السكري في مدونة برنامج " 710جرينتش"، ذلك البرنامج الذي يعد محاولة ربما لم تحدث من قبل على صعيد الإعلام العربي وربما لن تتكرر مستقبلاً، لأنها ببساطة تجربة لا يقدر عليها إلا بي بي سي، ولا يمكن أن تصدر إلا من عقلية كعقلية حسام السكري, ذلك الإعلامي الشاب الذي انطلق لينشر تجربة التفاعلية عبر "الجريدة" و"الشرق الأوسط" و"الجزيرة"، وصولا إلى بي بي سي، والذي أصبح أول عربياً يأخذ منصب رئيس القسم العربي بها بعدما سبقه في المنصب 14 بريطاني. "بوابة الشروق" حاورت السكري تليفونياً حول تجربته الجديدة، والتي تحدث خلالها عن الإعلام التفاعلي، وحواراته التي سجلها مع شخصيات عامة مثل أيمن نور وأحمد شوبير، وضيوف حلقاته المقبلة، لاسيما عمرو أديب، وأيضاً جراءته في توجيه دعوة مفتوحة للحكام العرب ليحلوا ضيوفا على "710 جرينتش" من خلال صحفته على الفيس بوك. - في البداية .. هل كان مقصوداً نشر الحلقة التجريبية على اليوتيوب بكل تفاصيلها الخاصة بالمشكلات الفنية والتقنية، التي كان ضيفها عبد الباري عطوان؟ ** التفاعل والشفافية كانت مقصودة، ولكننا لم نتعمد أو نفتعل مشاكل تقنية لنضع بعض الكليبات عنها. كنت حريصا من البداية على أن يكون البرنامج مفتوحا وشفافا، وفكرة البرنامج تستند إلى التطوير من خلال تحقيق التفاعل مع مجتمع الانترنت، وهو ما بدأ منذ أواخر نوفمبر الماضي حينما بدأ التفكير في تحقيق أشكال مختلفة من التفاعل مع البرنامج، وبعد تصوير الحلقة التجريبية مع عطوان عرضت مروة حسن - أحدى أعضاء فريق البرنامج - أن يتم عرض كواليس التسجيل للجمهور، وهي الفكرة التي لاقت استحسانا كبيرا, لأن البرنامج أساسا يقوم على التلقائية والتفاعل مع الجمهور، وهذا يحقق سبقا فريدا للبرنامج لأنه يعتمد على التطوير من خلال الجمهور، والانطلاق من القاعدة، وهو برنامج غير مفروض على الناس، لأنهم من يختار الضيوف ومن يعد الحلقات ومن يختار الأسئلة ومن يقوم بالبحث عن المقالات ومقاطع الفيديو المتاحة حول الضيف، وفكرة وضع الحلقات التجريبية للبرنامج على الانترنت استهدفت بالأساس ربط المجتمع الافتراضي بالتليفزيون. - كيف تم تحديد الجمهور المستهدف من البرنامج لتحقيق التفاعل معه؟ ** فكرة البرنامج كانت نتاج مجهود كبير مما أسميه "مجلس حكماء 710 جرينتش"، وهو مجلس كونته في العالم الافتراضي على فيسبوك، وضم مدونين من أنحاء مختلفة من العالم العربي. وكان من ضمن تصورات هذا المجلس وضع صفحة للبرنامج على كل المجتمعات الافتراضية (مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك) المتواجدة على شبكة الانترنت، والتي تحقق تواجدا بين الجمهور في العالم العربي، وكانت نيتنا أن نتابع ردود الأفعال وحجم التفاعل على كل من هذه المنصات أو المجتمعات، وتحديد أكثرها تفاعلا مع فكرة البرنامج، وبمرور الوقت تم إسقاط بعض هذه الشبكات مثل فليكر وغيره، والإبقاء على أشكال التفاعل المتاحة حاليا من خلال الفيس بوك واليوتيوب وبلوجر وتويتر. لكننا أدركنا أيضا أن الفيس بوك هو المجتمع الأكثر تفاعلا مع البرنامج، كما أنه يتيح كل الإمكانات التي يتطلبها تحقيق التواصل مع الجمهور لأنه يستوعب الصور والفيديو والمقالات والأفكار والتواصل وتبادل المعلومات وغيرها. - ماذا عن فكرة إشراك الجمهور كمعد أساسي في مادة تليفزيونية على شاشة لها وزنها ومصداقيتها بحجم البي بي سي؟ ** الفكرة جديدة وليس في العالم العربي فحسب، هذه أول محاولة لعمل شكل تليفزيوني يدمج جمهور البيئات الالكترونية في منتج إعلامي تقليدي ويحول الجمهور إلى معد وباحث ومنتج للمادة الإعلامية، وهذا هو أحد مجالات اهتمامي الأساسية منذ فترة طويلة، حيث بدأت الكتابة عن الانترنت والشبكات الالكترونية من أوائل التسعينيات، وعندما التحقت للعمل بشبكة بي بي سي العربية أطلقت برنامج حكايات المقهى الالكتروني لأقدم للجمهور العربي ما كنت أتعلمه في حينها عن هذا العالم الناشئ، وقبل أن تكون هناك خدمات انترنت للجمهور في معظم أنحاء العالم العربي، ثم أنشأت موقع بي بي سي أرابك دوت كوم كأول موقع الكتروني تابع للبي بي سي غير ناطق بالانجليزية. أما "710 جرينتش" فهو نموذج جديد لتحقيق التلاحم بين أشكال الإعلام التقليدي وغير التقليدي، حيث يعتمد على تعدد الوسائط والتقنيات، وهو نموذج لفت أنظار الباحثين وقد شكلت الدكتورة ميري جليبسبي فريقا بحثيا لمتابعة التجربة (وهي بالمناسبة من أكد لي أن الفكرة غير مسبوقة عالمياً) ويتابع الفريق تطور الفكرة وتفاعل الجمهور معها بهدف إعداد دراسة حولها. - كيف يمكنك قياس نجاح هذه التجربة؟ ** استطيع أن اقطع بنجاح الفكرة بناء على عدد من المعايير، لكنني لا استطيع من الناحية العلمية تحديد نسبة النجاح واترك هذا للباحثين، حيث أن أعداد الداخلين على صفحة "710 جرينتش" في فيسبوك في تزايد مضطرد، اقترب بعد أسابيع محدودة من أعداد المسجلين لصفحة القسم العربي ككل. كما أن ارتباطهم واهتمامهم بالاندماج في عمل الفريق ومتابعة تفاصيله وطرح حلول لمشاكله، محل اهتمام شديد وحرارته تسعدني وتسعد كل من يعمل معي في هذا البرنامج. في النهاية أنا مهتم بأن أقدم نموذجا جديدا يمكن البناء عليه، فإذا فشل هذا النموذج سنتعرف على ما لا ينبغي عمله، أما لو نجح فإننا نكون قد طرحنا تجربة لشكل جديد من البرامج التليفزيونية يمكن الاستفادة منها مستقبلا لتطوير أفكار أخرى. - هل لديك فريق إعداد ثابت في ظل مشاركة الجمهور في إعداد البرنامج؟ ** هناك الفريق الذي يعمل معي وعلى رأسهم مروة حسن التي أثبتت مهارة فائقة في فهم آليات التواصل الاجتماعي على الشبكة، وهناك محمد عبد القادر الذي وضع آليات متابعة المواقع وساعدنا في مختلف التحديات التقنية، وهناك حازم أبو وطفة الذي انضم مؤخرا للفريق ،وساعد في الإعداد والاتصالات والترتيبات، إضافة الى احمد ناجي الذي ساهم في إعداد بعض الحلقات. الأهم هنا هو القطاع الواسع من المعدين ل "710 جرينتش" وهم جمهور البرنامج عبر الفيس بوك، الذي يعد الوسيط الاتصالي الأكثر تحقيقا للتفاعل والتواصل بيننا وبين الجمهور، والذي يعد البرنامج لكافة مشاهديه على شاشة بي بي سي. - كيف تتوقع حلقة البرنامج التي سيكون ضيفها الإعلامي المصري عمرو أديب؟ ** أتخيل أنها ستكون حلقة ممتعة، وما زلت في انتظار التأكيد النهائي من عمرو الذي رحب مبدئيا بالفكرة. بعض أفراد الجمهور أكد على ضرورة وجود تبادل أدوار بيني وبين عمرو أديب، بمعنى أن يكون أديب مديرا للحلقة لفترة وأنا لفترة أخرى لكنني أتصور أن يكون الجزء المذاع من حلقتنا حوار يدور حول ما بحثه الجمهور وما أعدوه كمختلف الحلقات. - لماذا غيرت مسار الحوار مع المعارض أيمن نور عندما ظهرت الدموع في عينيه بعد أن تطرقت إلى انفصاله عن زوجته جميلة إسماعيل؟ ** ارفض بشكل قاطع استغلال مشاعر الناس لتحقيق سكوب أو ما يعرف بسبق إعلامي، وقد كتبت عن تلك النقطة في صفحات البرنامج الالكترونية، البشر عاطفيون بطبعهم، وهنا يبرز الجانب المهني والأخلاقي، فقد تأثر نور بلقطات جميلة إسماعيل جدا، وهو ما رأيته لحظة عاطفية لا يجب استغلالها أو البناء عليها، لاحظت أن الشحنة العاطفية وصلت لدرجة غير مريحة لنور وهو ما أرفضه تماما مع ضيوفي، فأنا لا أستضيفهم كي أحرجهم. - محمد البرادعي .. هل يمكن أن نشاهده ضيفا في "710 جرينتش" قريبا؟ ** أتمنى ذلك بالتأكيد، وقد طلبت من المقربين منه أن ينقلوا رغبة جماهيرنا في استضافته، كما طلبت من جمال مبارك وعادل إمام والوليد بن طلال ودريد لحام وغيرهم. وأنا أرى أن البرادعي مطلوب بشدة حاليا من جمهور البرنامج، وإذا لبي الدعوة سيكونون في غاية السعادة، وسأذهب لإتمام المقابلة في أي مكان يختاره عبر العالم. - لكن البعض يقول أن قوة وشعبية البرادعي نابعة من عالم افتراضي لا وجود حقيقي له على أرض الواقع. ** هذا الكلام فهم بشكل غير دقيق، البرادعي شخصية حقيقية, ولها وجود قوي في الشارع، لكن ما قيل عن وجوده الافتراضي ينبغي أن يفهم في سياقه. هناك جمهور كبير في المواقع الافتراضية على الانترنت يبتعد عن الإعلام التقليدي والحياة التقليدية ربما لعدم الثقة في هذه الوسائل، ولهذا فالبرادعي متواجد بقوة بين هذا الجمهور وفي هذا العالم البعيد عن الوسائل الكلاسيكية. - كيف أمكنك قياس شعبية البرادعي؟ ** لا اعرف وسيلة علمية يمكن أن تساعدني في إصدار تصريحات قاطعة عن مستوى شعبية أي شخصية سياسية. البرادعي أحد الوجوه المطروحة على الساحة، وعندما تتاح للجمهور من خلال برنامجنا أو غيره من البرامج فرصة التعرف عليه وعندما تتاح نفس الفرصة لغيره، سيصبح من الممكن المقارنة والاختيار، وهو ما يسعدني أن يساهم فيه برنامجنا "710 جرينتش". - هل يمكن أن نرى رئيساً عربياً قريبا على برنامج "710 جرينتش"؟ ** لست من الأهمية بحيث افترض أن خيار الاستقبال لي، أنا شخص عادي من بين الناس يقدم برنامجا تليفزيونيا على بي بي سي، السؤال ربما يكون أدق حينما نتساءل: هل يقبل رئيس عربي أن يستقبل حسام السكري أم لا!؟، لو قبل رئيس عربي باستقبالي سأكون في غاية السعادة، لأنه توجد على شبكة الانترنت قاعدة كبيرة من المواد عن كل رئيس أو قائد عربي تكفي لاستضافته وفكرة أن يتخاطب القادة مع الناس بشكل مباشر من خلالي فكرة أتمنى أن يرحبوا بها. - إذن، هل تعتقد بقبول أي رئيس عربي لهذه الفكرة؟ ** أعرف أن هناك رؤساء في العالم العربي يشاركون ببرامج بها قدر من المواجهة، ولا أعتقد أن ذلك مستحيل، وأتمنى أن يتواصل أي رئيس عربي مع البرنامج ويطلب المشاركة فيه والتفاعل مع الجمهور. - البعض أصبح يردد أن شبكات التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها برنامجك هي التي أصبحت تحرك الشارع العربي، ما قولك في هذا الرأي؟ ** الدراسات تقول إن البيئات الالكترونية الاجتماعية تنتشر بسرعة في عالمنا وخارجه، وبينما استغرق الراديو 38 عاما للوصول ل 50 مليون مستمع، واستغرق التليفزيون 13عاما للوصول لنفس العدد من المشاهدين، استغرق الانترنت أربع سنوات فقط للوصول لنفس العدد، بل وصل الفيس بوك لضعف هذا العدد أي 100 مليون خلال 9 شهور فقط، فقد أصبح يستخدم في مجالات متعددة ومنها الاستخدام السياسي، وفي هذا الإطار تأتي دعوات إضراب ودعوات تغيير سياسي واجتماعي إلى جوار نشاطات أخرى اجتماعية واقتصادية. - رشحت أكثر من مرة كواحد من أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم العربي، ما تعليقك؟ ** وضعت في قوائم عديدة من قبل كواحد من أكثر مئة ثم من أكثر 50، وأخيراً تم اختياري من بين أكثر عشرين شخصية أثرت في عالم الإعلام التقليدي والجديد، وخاصة في مجالات دمج الوسائط والتفاعلية والإعلام التليفزيوني والرقمي. - متى يتم بث البرنامج مباشرة على البي بي سي والتوقف عن إذاعة الحلقات مسجلة؟ ** تسجيلات البرنامج تذاع حاليا على الانترنت عبر صفحات البرنامج، حيث يتم بث هذه التسجيلات على الهواء مباشرة إلى الجمهور من خلال تقنية "يوستريم"، بما يحقق تميزا يتم لأول مرة في الإعلام بإعطاء الأولوية لجمهور وسائل الإعلام غير التقليدية، لأنه يشاهد الحلقات مباشرة بما في ذلك الكواليس قبل أن يشاهدها الجمهور العادي على شاشة البي بي سي العربية، لكن هناك مشكلة في التعقيدات الإنتاجية قد تمنع إذاعة الحلقة على التليفزيون مباشرة لأن وقت الحلقة ضيق لا يتعدى ال50 دقيقة، وبالتالي لا يجب استهلاكها في مشكلة قد تحدث لجهاز الكمبيوتر الذي يتم من خلاله عرض المقالات أو الصور أو لقطات الفيديو التي تتعلق بالضيف والتي يقوم عليها البرنامج بالأساس. - ماذا لو طرح على البرنامج سؤالاً بعيداً عن روابط المقالات أو لقطات فيديو أو الصور التي تدعم هذا السؤال؟ ** حسب السياق، لو كان السؤال له أهمية كبيرة سيتم عرضه، لكننا نريد تعويد الجمهور أن العمل الصحفي يعتمد على البحث المتعمق دون اللجوء لأسلوب الاستسهال لأن الخطاب الصحفي يجب أن يقوم على المعرفة الدقيقة وليس الافتراضات، حتى لا يتم إطلاق بعض الكلام دون أي أساس، إذا وجد شخص مهتم عليه أن يعمل بجد ويبحث ويستخلص من المادة المنشورة عن الضيف ما يمكن اعتباره دليلا يساند سؤاله أو حتى اتهامه للضيف حتى يمكن الرد عليها. - ماذا لو احتوت لقطات الفيديو أو الصور أو المقالات التي أرسلها الجمهور على إساءات للضيف أو اتهامات مباشرة؟ ** لن يتم استبعاد أي سؤال إلا إذا استشعرنا أن المادة المصاحبة تخلو من اللياقة، فنحن حريصون ألا يتم عرض فضائح على شاشة البي بي سي، كما أن احترام الضيف مبدأ أساسي لا يمكن تجاوزه، لكن لو كان هناك اتهام واضح وموثق سيتم عرضه ومعرفة رأي الضيف فيه. ففي حلقة شوبير التي تم تصويرها وستذاع لاحقا، أرسل أحدث المشاهدين لقطات فيديو تظهر برنامج شوبير على قناة الحياة وهو يعرض لقطات فيديو من إحدى الحفلات الخاصة تحدث عنها شوبير، إلا أن شوبير قال إنها مركبة وغير حقيقية وفعلا تم اكتشاف أن الفيديو كان مركبا، بما منح الفرصة لشوبير في الرد على اتهام كان يروج عنه رغم أنه غير حقيقي. - كيف ترى الواقع الإعلامي في مصر حالياً؟ ** الإعلام المصري حاليا أصبح متعدد الأوجه، وهناك من يبدون انزعاجا ملحوظا مما يعتقدون أنه فوضى إعلامية في مصر، لكنني لا أنظر للأمور من هذه الزاوية، أنا أرى أن الإعلام في مصر يشهد تطورا كبيرا ومجالات وقنوات ووسائل إعلامية متعددة، قد يكون هناك بعض التحفظ على عملها، لكن التطور سيتسمر والتحسن سيتواصل. - هل يمكن أن تطل على الجمهور من خلال وسائل الإعلام المصرية؟ ** أنا أعتقد أنني مازلت موجودا في الإعلام المصري, لأن جمهور البي بي سي العربية وجمهور "710 جرينتش" في مصر كبير، وهذا الجمهور لا يهتم بمكان صدور الرسالة الإعلامية أو الوسيلة التي تبث عبرها بقدر اهتمامه بجدوى وأهمية وقيمة الرسالة. ليس هناك قرار خاص أن أشارك في الإعلام المصري أو لا أشارك وكل ما يشغلني حاليا هو الاستمرار في التطوير، والإضافة لتحقيق الإفادة لجمهور قسم البي بي سي بالعربية، وأي خطط مستقبلية أخرى لم أفكر فيها مطلقا. لقد طالبت لفترات طويلة بتطوير الأفكار الخاصة بالوسائط المتطورة في القسم العربي بشبكة البي بي سي، وهو ما استجابت له إدارة الشبكة، والتطوير مستمر، وقد توج هذا التطوير بشكر رسمي صدر من رئيس هيئة الإذاعة البريطانية على هذه الفكرة.
