معارك عديدة يخوضها المجلس الأعلي للآثار برئاسة أمينه العام زاهي حواس من أجل استرداد واعادة الآثار المصرية المهربة أو المسروقة وتم تهريبها إلي الخارج علي مدي سنوات طويلة خاصة حجر رشيد من إنجلترا ورأس نفرتيتي من ألمانيا، بل إن حواس يخوض أيضا معارك في الداخل من أجل الحفاظ علي الاثار الداخلية خاصة المساجد والمباني الاثرية والإسلامية، بالاضافة إلي ممارسة نشاطه المعتاد وهو التنقيب عن الآثار والذي توج منذ أيام باكتشاف مقبرة بناة الأهرام بل يسعي نائب وزير الثقافة وراعي الآثار في مصر بتجميل منطقة الأهرام والقضاء علي العشوائيات حولها خاصة منطقة نزلة السمان والتي أصبحت موطنا للصوص الآثار، ونقطة سوداء في ثوب المنطقة الاثرية بالهرم. واللافت للنظر ان حواس ومعه رجال المجلس الأعلي للآثار لا يجدون دعما إعلامياً كافيا رغم الانجازات اليومية التي يقومون بها من أجل الكشف أو حماية الآثار في الداخل وخوض معارك خارجية من أجل استرداد تاريخنا المسروق في الخارج ويبدو ان هناك ماهو أهم من آثار مصر وتاريخها كي نهتم به مثل كرة القدم وأخبار الفنانين ومغامرات وغراميات بعض رجال الأعمال، ونفاق كبار المسئولين. كما ان المجلس الأعلي للآثار ليس وزارة البترول ولا يملك اعطاء هدايا أو عطايا، وبالتالي هناك اغفال للدور الوطني الذي يقوم به وأيضا يوجد شبه تعتيم إعلامي علي نشاطاته، وربما "تلك حالة مجتمعية" نعيشها في الوقت الحالي وهي تمجيد التفاهات والاهتمام بالصغائر وفي المقابل نسيان ماهو أهم وأعمق في حياتنا فالرياضة أصبحت أهم من الثقافة والغناء أهم من الأدب، والترفيه أهم من التاريخ. كما ان انصاف الرجال ومحدثي النعمة أصبحوا أهم من أبطال اكتوبر فخلال شهر واحد فتح المجلس الأعلي للآثار ثلاث جبهات من أجل استرداد اثار مسروقة ومهربة في الخارج وهي قطع تاريخية نادرة لاتقدر بثمن. بل ان حواس اعتبر سرقة الآثار وتهريبها هو هتك عرض للتاريخ المصري، بل انه هاجم وزير الاوقاف في ندوة علنية عقدت مؤخرا بسبب اهمال المساجد الاثرية مطالبا بالتعاون مع وزارة الأوقاف من أجل حماية الآثار الاسلامية والتي تحول بعضها إلي دكاكين لبيع القماش في الحسين. كما يقود زاهي حواس معارك حامية من أجل التنقيب عن الآثار وحمايتها ومنع تهريبها بل واسترداد المهرب منها، مثلما حدث مؤخراً في موقفه الصارم من متحف اللوفر بفرنسا الذي يعرض آثارا مصرية مهربة وتهديده بقطع العلاقات الثقافية معه، مما جعل إدارة المتحف توافق فورا علي اعادة 6 قطع أثرية مصرية مهربة إلي القاهرة. بل ويسعي حواس ان تعود معظم القطع الأثرية المصرية من الخارج ولاسيما التي خرجت بطرق غير مشروعة وسوف تكلل جهوده مع المتحف البريطاني باعادة حجر رشيد الذي فك رموز الكتابة المصرية القديمة - الهيروغليفية- بل ان طموحات حواس القصوي هي استعادة المسلة الفرعونية من قلب باريس والموجودة في ميدان الكونكورد منذ عام 1831 وكذلك رأس نفرتيتي الموجودة في ألمانيا منذ 1914 وأشك في تحقيق هذا، ومن المعارك الميدانية التي يقودها زاهي حواس حاليا هي إزالة المباني المقامة في نزلة السمان في الهرم والتي أصبحت مأوي للباحثين والمنقبين عن الآثار وأيضا مقراً للمهربين والدجالين والسحرة ونباشي القبور والذين يسعون إلي حفر مئات الأمتار تحت المنازل من أجل اكتشاف المقابر الفرعونية والحصول بطريقة غير مشروعة وغير أخلاقية علي قطع غالية من الآثار المصرية القديمة وأيضا كنوز فرعونية لاتقدر بثمن ولا تعوض من أجل تهريبها إلي الخارج من أجل الحصول علي المال والثراء السريع الحرام علي حساب تراث وتاريخ وحضارة هذا الشعب. وجاءت حادثة مقتل 6 من المنقبين عن الآثار في أحد المنازل لتفتح ملف إزالة مباني نزلة السمان، زاهي حواس يؤكد ان هناك قراراً من مجلس الوزراء يعضده توصيات من المجلس المحلي لمحافظة الجيزة بتطوير منطقة نزلة السمان وازالة العديد من المنازل بها والتي أصبحت أيضا آيلة للسقوط بسبب عمليات الحفر العشوائي بل أصبحت تلك المنازل ستاراً لعمليات التنقيب غير الشرعية، ويهدف حواس من ذلك إلي كشف تلك المنطقة أمام أبو الهول حتي يظهر ذلك الأثر التاريخي العملاق وفي نفس الوقت تتم عملية التنقيب الشرعي بهدوء وفي اطار علمي من أجل استخراج الكنوز الفرعونية للأجيال القادمة وأيضا تحويل تلك المنطقة إلي مزار سياحي عالمي وبشكل حضاري بدلاً من المباني المتهالكة التي تؤذي العيون خاصة منطقة "سن العجوز" بنزلة السمان والتي تحولت إلي "زريبة كبيرة" ومأوي للخيول والجمال رغم منع هذه الحيوانات من السير في حرم الاهرامات واستبدالها بالطفطف، ولكن مازالت معظم اصطبلات الخيول والجمال موجودة حتي الآن، بل ان نزلة السمان أصبحت تعوم فوق بحيرة من الصرف الصحي والمياه الجوفية مما قد يؤثر علي الآثار كلها. ويستشهد هؤلاء بأن نزلة السمان كانت الميناء الذي تجمع فيه حجارة الأهرام التي كانت تأتي عبر نهر النيل من أسوان كما ان لعنة الفراعنة أصابت أفرادا حاولوا هدم الأهرامات وأبو الهول باعتبار تلك الآثار اوثانا وذلك علي طريقة "أصحاب الفيل". وأيضا شهدت تلك المنطقة سقوط طائرة في الخمسينيات ومصرع الممثلة كاميليا "اليهودية" والتي كانت من ركاب تلك الطائرة وكانت تعتقد ان اجدادها هم بناة الأهرام وأبو الهول. لابد من دعم زاهي حواس في معركته الأثرية في نزلة السمان من أجل تطوير تلك المنطقة سياحيا والحفاظ علي تراث وآثار الأجيال القادمة من اللصوص والمهربين والاسراع في إصدار قانون حماية الاثار الموجود في ثلاجة مجلس الشعب بعد أن وافق عليه مجلس الدولة واقراره من اللجنة التشريعية بمجلس الشعب منذ اكتوبر الماضي ولا أحد يسعي في اقرار هذا القانون رغم ان هناك مشروعات قوانين تقر في ساعة وتأخذ موافقة سريعة من الأعضاء بعد "سلقها". وأيضا لابد من تثبيت 15 ألف عامل بالمجلس الأعلي للآثار يعملون بعقود مؤقتة لأن هؤلاء هم حماة اثارنا ومكتشفيها ولابد من تأمين مستقبهم حتي لا يتحولون إلي لصوص اثار ويستغلون خبرتهم في التنقيب وسرقة وتهريب الاثار. كما لابد من عمل نقابة للاثريين من أجل حمايتهم وتأمينهم والدفاع عن حقوقهم لأن هؤلاء يقومون بدور وطني وثقافي لايقل عن جنودنا البواسل لان حماية آثارنا هي حفاظ علي وديعة كبري للأجيال القادمة، وحتي لا يأتي علينا يوم نبيع فيه اثارنا كي نطعم أولادنا.