يقود زاهي حواس رئيس المجلس الاعلي للاثار معارك حامية من اجل التنقيب عن الآثار وحمايتها ومنع تهريبها بل واسترداد المهرب منها مثلما حدث مؤخرا في موقفه الصارم من متحف اللوفر بفرنسا الذي يعرض اثارا مصرية مهربة وتهديده بقطع العلاقات الثقافية معه، مما جعل ادارة المتحف توافق فورا علي اعادة 6 قطع اثرية مصرية مهربة الي القاهرة. بل ويسعي حواس ان تعود معظم القطع الاثرية المصرية من الخارج ولا سيما التي خرجت بطرق غير مشروعة وسوف تكلل جهوده مع المتحف البريطاني باعادة حجر رشيد الذي فك رموز الكتابة المصرية القديمة - الهيروغلوفية - بل ان طموح حواس القصوي هي استعادة المسلة الفرعونية من قلب باريس والموجودة في ميدان الكونكورد منذ عام 1831 وكذلك رأس نفرتيني الموجودة في المانيا منذ 1914 واشك في تحقيق هذا ومن المعارك "الميدانية" التي يقودها زاهي حواس حاليا هي ازالة المباني المقامة في نزلة السمان في الهرم والتي اصبحت مأوي للباحثين والمنقبين عن الاثار وايضا مقرا للمهربين والدجالين والسحرة ونباشي القبور والذين يسعون الي حفر مئات الامتار تحت المنازل من اجل اكتشاف المقابر الفرعونية والحصول بطريقة غير مشروعة وغير اخلاقية علي قطع غالية من الاثار المصرية القديمة وايضا كنوز فرعونية لا تقدر بثمن ولا تعوض من اجل تهريبها الي الخارج ومن اجل الحصول علي المال والثراء السريع الحرام علي حساب تراث وتاريخ وحضارة هذا الشعب. وجاءت حادثة مقتل 6 من المنقبين عن الاثار في احد المنازل لتفتح ملف ازالة مباني نزلة السمان. زاهي حواس يؤكد ان هناك قرارا من مجلس الوزراء يعضده توصيات من المجلس المحلي لمحافظة الجيزة بتطوير منطقة نزلة السمان وازالة العديد من المنازل بها والتي اصبحت ايضا ايلة للسقوط بسبب عمليات الحفر العشوائي بل اصبحت تلك المنازل ستارا لعمليات التنقيب غير الشرعية، ويهدف حواس من ذلك هو كشف تلك المنطقة امام ابوالهول حتي يظهر ذلك الاثر التاريخي العملاق وفي نفس الوقت تتم عملية التنقيب الشرعي بهدوء وفي اطار عملي من اجل استخراج الكنوز الفرعونية للاجيال القادمة وايضا تحويل تلك المنطقة الي مزار سياحي عالمي وبشكل حضاري بدلا من المباني المتهالكة التي تؤذي العيون خاصة منطقة "سن العجوز" بنزلة السمان والتي تحولت الي "زريبة كبيرة" ومأوي للخيول والجمال رغم منع هذه الحيوانات من السير في حرم الاهرامات واستبدالها بالطفطف ولكن مازالت معظم اصطبلات الخيول والجمال موجودة حتي الآن بل ان نزلة السمان اصبحت تعوم فوق بحيرة من الصرف الصحي والمياه الجوفية مما قد يؤثر علي الاثار كلها. وتدعي بعض عاملات نزلة السمان ان حواس يهدف الي خصخصة أرض نزلة السمان وبيعها للكبار علي حساب 300 ألف شخص يقطنون تلك المنطقة ويعمل معظمهم في السياحة هم وعائلاتهم وفي مهن سياحية توارثتها الاجيال منذ اكثر من مائتي سنة وسوف يؤدي طردهم الي تفاقم حالة البطالة خاصة ان التعويضات المقررة لهم لن تمكنهم من عمل مشروعات بديلة أو مساكن مناسبة ويراهن شيوخ نزلة السمان علي حماية الفراعنة للنزلة بل يعتقدون ان لعنة الفراعنة ستصيب كل من يحاول اقتلاعهم من النزلة لانهم - أي الشيوخ - يعتبرون انفسهم من حماة المنطقة الاثرية وحافظوا علي المقابر في النزلة من لصوص المقابر منذ زمن بعيد وبالتالي فوجودهم في تلك المنطقة حق مكتسب لهم. لابد من دعم زاهي حواس في معركته الأثرية في نزلة السمان من اجل تطوير تلك المنطقة سياحيا والحفاظ علي تراث واثار الاجيال القادمة من اللصوص والمهربين. والمطلوب أولا البدء في تنفيذ انشاء مدينة سكنية متكاملة الخدمات في 6 أكتوبر في المنطقة الواقعة علي طريق الفيوم وتسمي نزلة السمان الجديدة وينقل اليها سكان النزلة ولا سيما ان اكثر من 70% من السكان الحاليين هناك من قري الفيوم المختلفة علي ان يكون في تلك المدينة مجمع للبازارات السياحية والتي تبيع الاثار المقلدة والانتيكات.