لم تعد مباراة 14 نوفمبر بين منتخبنا الوطني ومنتخب الجزائر تشغل بال جمهور الفريقين فقط بل امتدت لتصل إلي البلدان المجاورة حيث أكدت بعض الصحف الجزائرية دعم الجماهير المغربية لمنتخبنا ضد المنتخب المصري واستدلت علي ذلك بامتلاء المقاهي عبر المدن والقري المغربية بالجماهير المساندة للخضر وتشاطر الجيران الحماس لفكرة هزيمة المصريين في عقر دارهم. ويبدو أن شعور المغاربة بالمرارة لأداء منتخبهم السيئ خلال التصفيات ووجودهم خارج المنافسة وكذلك "العقدة المغاربية" من المصريين خاصة المباريات التي احتضنها ملعب ستاد القاهرة وراء هذا الاتجاه. وقال الشاب ياسين، الذي بدا منتشيا عقب فوز الجزائر علي رواندا، إن الخلافات السياسية بين البلدين لم تنل من علاقات الأخوة والجوار بين الشعبين، معربا عن ثقته في قدرة الخضر علي حسم التأهل في مصر. ولاحظ ياسين أن حسابات السياسة لم تؤثر قط علي سلوك الفريقين خلال مواجهاتهما، حيث كانت المباريات تنتهي في أجواء من الروح الرياضية بين اللاعبين، مهما كانت النتائج. وأضاف في تصريح لموقع CNN من المقهي الذي يتابع فيه المباريات بالرباط، أن "جميع المغاربة يستعدون للاحتفال بتأهل الجزائر لكأس العالم في وقت خاب فيه أملنا إثر الانتكاسات المتوالية للمنتخب المغربي.. وتابع: "الجزائريون شفوا غليلنا من خلال القتالية والرجولة داخل الميدان، وهو ما افتقدناه في فريقنا القومي الذي مرغ سمعة الكرة المغربية في الوحل". أما عبد الله (45 عاما)، الذي أقام لفترة في الجزائر العاصمة، فيعتبر أن مشاعر التعاطف المغربي العارم مع المنتخب الجزائري طبيعية وسبق له أن لمس مثلها لدي الجزائريين حين كان أسود الأطلس يشرفون الكرة العربية في المنافسات القارية والدولية. وقال في تصريح للموقع "كنت أتلقي التهاني من الجيران والأصدقاء بالجزائر العاصمة، عقب كل فوز يحققه المغرب." غير أنه لفت إلي أن دعم المغاربة للجزائريين في مواجهتهم للمصريين ينجم أيضا عن الانطباع السيئ الذي يحمله المغاربيون عموما عن طريقة تعامل الفراعنة مع أجواء المباريات، ولجوئهم إلي الضغط الإعلامي والمضايقات "غير الرياضية" ومحاولة التأثير علي الحكام من أجل رفع حظوظ الفوز. ويأتي تفرغ الجمهور المغربي للوقوف إلي جانب المنتخب الجزائري بعد أن أصيبت الكرة المغربية بانتكاسة غير مسبوقة جسدتها النتائج السلبية التي حصل عليها المنتخب في مجموعته أمام فرق كان لا يجد قبل سنوات قليلة صعوبة في هزيمتها.