ظهوري في"بيت العيلة" كضيف شرف كان خطوة مهمة قبل عودتي إلي لياقتي السابقة .."سعيد حركات" مفاجأتي السينمائية المقبلة من تأليفي وهي موهبة أمتلكها منذ صغري .. التمثيل يدرس ولايورث .. والحكم علي"أميمة" و"عمر" طلعت زكريا متروك للجمهور وحده .. النجم الأوحد خرافة إذا لم يقم بدوره في تقديم وتصعيد الوجوه الجديدة .. "ختم الزعيم" لخريجي أكاديميته لايقل أهمية عن ختم "أكاديمية الفنون" ماذا الذي دفعك للعودة لجمهورك من خلال ضيف شرف في "بيت العيلة"؟ - لقد كان لهذا الدور ظروف: أولها انه اتاح لي فرصة العودة للعمل مع أصدقائي، فكل أبطال المسلسل، وكذلك فريق العمل أصدقاء مقربون لي، وسعدت لأن اختياري تم بموافقة المخرج د. محسن أحمد والمنتج أيضاً كما أن التجربة جديدة وجيدة، وبالتالي لم أتردد، خصوصاً أنهم قدموني كبطل للعمل، سواء في الدعاية أو الحلقة التي ظهرت فيها كضيف شرف. لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لأن تطمئن جمهورك عليك؟ - وأنا بدوري أطمئن الجميع أنني مقبل علي تجربة، بطولة وتأليف فيلم جديد يحمل عنوان"سعيد حركات" أتصور انه سيطمئن الجمهور علي بدرجة كبيرة. تقول إن الفيلم من تأليفك؟ متي ظهرت عليك أعراض التأليف؟ - موهبة التأليف لدي منذ صغري، ومارستها بالفعل منذ فترة طويلة من خلال مسلسلات وسهرات تليفزيونية للقطاع الخاص، وحب التأليف متأصل في نفسي منذ فترة طويلة، سواء من خلال كتابة الخواطر التي بدأت بها أو نظم الشعر والزجل، فهي عشقي وليست هواية ظهرت فجأة في هذه السن. لكن هناك من قال إن "سعيد حركات" شخصية حقيقية وواقعية؟ - لا أنكر هذا، فالقصة حقيقية بالفعل، بل وطنية إذا جاز لنا أن نقول هذا، لكنني استلهمت القصة الحقيقية ونسجت من الفكرة الرئيسية أحداثاً مثيرة من نبع خيالي تعمدت أن تكون في إطار كوميدي. ما الطرح الجديد في "سعيد حركات"؟ - لا أخفي عليكم أنني أود لو أن الموضوع أصبح سراً حتي اللحظة الأخيرة ليصبح الفيلم بدوره مفاجأة بمعني الكلمة، لكن ما استطيع قوله حتي لا أخيب أملكم أن القصة لرجل بسيط للغاية يواجه العديد من المواقف الكوميدية التي يتورط فيها من دون أن يدري إلي أن يكشف أنه أصبح محط اهتمام وقبله انظار الجميع. إلي أين وصلت الاستعدادات ليصبح الفيلم قادراً علي أن يري النور؟ - لقد قطعنا شوطاً كبيراً في سبيل الوصول إلي هذا الهدف، حيث أتولي بنفسي مسئولية كتابة السيناريو والحوار، كما نجحت في إقناع عدد من زملائي الفنانين بالمشاركة في البطولة علي رأسهم الفنان القدير الرائع حسن حسني، الذي أكن له تقديراً واعتزازاً كبيرين، واعتبره "تميمة حظ" كل الأفلام التي قام ببطولتها أبناء الجيل الجديد، وهو يستحق بالفعل المكانة التي وصل إليها، لكونه لا يتقيد بدور معين، بل يستطيع تجسيد كل الأدوار.. و "ربنا يبارك له"، وهناك أيضاً الفنانة مي كساب، التي تشاركني البطولة بالإضافة إلي أميمة وعمر طلعت زكريا والفيلم من إخراج محمد مصطفي مخرج "أوقات فراغ" و"الماجيك". ما الذي دعاك للاستعانة بابنتك "أميمة" وابنك "عمر" في الفيلم؟ - لأنني أحسست أن لديهم موهبة ولدت معهما منذ الصغر، لكنني انتظرت طويلاً حتي يمكنني الحكم عليها بشكل نهائي، وعلي الرغم من هذا فأنا أقدمهما في أدوار صغيرة، وليس في البطولة، وهدفي من هذا أن تصبح هذه الخطوة أقرب إلي بطاقة التعارف بينهما وبين الجمهور ليستكشف ماإذا كان لديهما موهبة أم لا، فالجمهور وحده هو الذي سيحكم علي هذا، وهو أيضاً الذي سيحدد خطواتهما المقبلة، إذا ما كانا سيستمران في التمثيل.. أم هي "مرة وعدت"، والدليل علي ما أقول أن "أميمة" تشارك بسبع مشاهد و "عمر" بمشهدين. مادمت غامرت بتقديمهما، فلماذا لم تقدمهما كأبطال كما يفعل زملاؤك الفنانون عندما يتحمسون لأولادهم؟ - لأنني لا أريد أن يثار لغط وجدل حول هذا الأمر، ووقتها يكثر "القيل والقال"، وتجد من يقول لك "قدمهم بالشكل ده علشان يبرزهم لأنهم أولاده"، وفجأة تجعل الصحافة من الحدث مادة خصبة، ويخرج عليك من يقول: " طلعت زكريا فرض أولاده بفلوسة"، وبالتالي ينصرف اهتمام الجميع عن الفيلم والتجربة نفسها، ويتحول الحديث إلي "نميمة" بعيداً عن المضمون الحقيقي، ولكل هذه الأسباب فضلت أن أقدمهما بشكل بسيط، وأترك الحكم للجمهور. بهذه المناسبة.. هل تري أن الفن يورث؟ - بالقطع لا، كما أن التمثيل يدرس ولايورث فالموهبة هي الفيصل ثم تأتي بعدها الدراسة، التي تصقل هذه الموهبة، وإن كنت لا أري ما يمنع خريج كلية نظرية أو عملية من أن يكون موهوباً من دون أن يلتحق بمعهد التمثيل، أما توريث التمثيل، للأولاد فلا أظنه قابلا للتحقق علي أرض الواقع، لاعتبارات كثيرة، وليس معني أن الأب ممثل أن يتمتع الأبناء بالموهبة نفسها، لكن فيما يتعلق بأولادي، فعلي الرغم من أن "أميمة" حاصلة علي بكالوريوس سياحة وفنادق و"عمر" أيضاً إلا انهما يملكان الموهبة، خصوصاً في اللون الكوميدي، وإن كنت لا استطيع أن أشهد لهما لان شهادتي ستصبح مجروحة لكنني أثق في قدراتهما بشكل كبير. لكنك بالطبع مع تقديم وجوه جديدة بعيداً عن أولادك؟ - بالفعل، بدليل انني وأشرف عبدالباقي قدمنا سامح حسين، بكل النجاح الذي يحققه الآن، وأتمني أن أواصل هذا الدور، وأقدم المزيد من الوجوه الجديدة. لكنك بهذا تبدو وكأنك ترفض تجربة النجم الأوحد؟ - النجم الأوحد خرافة إذا لم يقم بدوره كنجم، ويقدم الوجوه الجديدة التي تحتمي به، وتظهر في وجوده، وفي كل الأحوال لابد أن يستعين النجم بممثلين قادرين علي أن يلعبوا أدواراً لها مساحات وهذا لا يصب في صالح العمل الفني، وأنا من ناحيتي أحب التواجد إلي جوار النجوم الكبار، وعندما تتاح لي الفرص أرحب بشدة بالوجوه الجديدة. وهل ستستعين بوجوه جديدة في فيلم "سعيد حركات"؟ - لا .. لأن المساحة لا تحتمل وجود وجوه جديدة بوفرة، وإن كنت أتمني أن أفعل هذا في أفلامي القادمة ليصبح لها طعم ومذاق خاص. في رأيك أين يكمن الاختلاف بين فيلم "طباخ الرئيس" وفيلم "سعيد حركات"؟ خصوصاً أنهما يقدمان الكوميديا السياسية؟ - "طباخ الرئيس" يحمل أبعاداً كثيرة، ويتضمن الكثير من القيم والرسائل المهمة، وينطبق عليه بالفعل ، وصف "الكوميديا السياسية" لكن هذا ليس معناه أن أستمرعلي النهج نفسه، فالفنان عليه أن ينوع تجاربه وأدواره، ومن هذا المنطلق أري أن فيلم "سعيد حركات"، علي الرغم من أنه يتضمن جزءاً وطنياً ويميل إلي اللون الكوميدي، إلا أنه يختلف تماماً عن "طباخ الرئيس" الذي أري أن جرعة الكوميديا فيه كانت محدودة فرضها وجود "الرئيس" في الأحداث القائمة في جوهرها علي العلاقة بين الطباخ.. والرئيس، لكن الأمر يختلف تماماً، في "سعيد حركات" لأن الجرعة الكوميدية فيه كبيرة جداً، وأتمني أن تنال تقدير ورضاء واعجاب الجمهور. علمنا أنك ذهبت لحضورحفل تدشين "أكاديمية الزعيم" كيف تري التجربة؟ - عادل إمام طوال عمره لايعرف "الهزار" وقراراته كلها جيدة وفي مكانها، وبالتالي لم تفاجئني خطوة ترحيبه بفكرة"أكاديمية الزعيم" التي ستحقق أهدافاً ونجاحاً ويكفي أن الخريجين سيحصلون علي "ختم الزعيم" الذي اتصور انه لا يقل أهمية بل يتساوي مع "ختم أكاديمية الفنون"! وما الجديد في تجربتك المقبلة "مدفع رمضان"؟ - هذا مسلسل كوميدي أقدم فيه "الضحك للضحك"، بمعني إنني لا أدعي أن هناك أي أهداف من وراء تقديمه، واعترف مسبقاً انه لن يحمل رسائل من أي نوع مثلما يخلو من الدروس المستفادة التي ينتظرها البعض لكنه سيصبح حالة من الترفيه الجميل الذي يحتاجه الناس في هذا الوقت الراهن، وربما لهذا السبب تشبثت بأن اكتب في "التتراث" :"اضحك ثم اضحك"، وأنا لست واعظاً بل "كوميديان" مهمتي الحقيقية أن اخفف عن الناس همومهم وآوجاعهم، واتصور انني ناجح في هذا الدور. وهل تري أن هذا السر وراء نجاحك؟ - بالتأكيد، لأنني أعرف ما الذي يعجب الناس، واقدمه لهم، سواء الكوميديا التي تقدم الضحك للضحك مثل "مدفع رمضان" أوكوميديا الموقف مثل "طباخ الرئيس" وغيرها، فأنا أظن بلا غرور، انني قريب من الناس، واعرف مشاكلهم وهمومهم، وأشعر انني واحد منهم وفرد في العائلة. في رأيك لماذا ظهرت أفلام موسم عيد الفطر المبارك بصورة متدنية سواء في الشكل او المضمون؟ - هذا يرجع إلي وجهة نظر المنتجين الذين يتصورون أن هذا الموسم قصير، ولايسمح لهم بتحقيق المكاسب المادية المطلوبة، وبالتالي يفضل المنتج منهم أن يقدم أفلاماً قليلة التكلفة، سواء في أبطالها أو عناصرها المختلفة، فالجمهور يبحث عن الفيلم الذي يقوم ببطولته النجوم لوجود ثقة بين الطرفين، ولما افتقدت أفلام العيد هذه الثقة تردد الجمهور في الاقبال علي مشاهدتها خشية ألا يضحك ويضيع عليه ثمن التذكرة. لكي يطمئن الجمهور أكثر، ماصحة ما تردد عن أنك ممنوع من التمثيل لمدة 6 أشهر بناء علي أوامر طيبة؟ - هذا ليس صحيحاً لكن الأطباء يخشون علي من المجهود العصبي والبدني، لكنني والحمد لله بخير وصحتي ممتازة، وتجاوزت مرحلة الخطر. بماذا خرجت من محنتك؟ - ماأريد أن أقوله بعيداً عن الدبلوماسية إن أحداً لم يقصر تجاهي، وكل نجوم مصر، سواء من أبناء الصف الأول، أو أصغر وجه جديد، وقفوا بجانبي في محنتي، ولم يبخلوا بالسؤال عني، وهذا ما أعطاني طاقة قوية، لأن احساسي بحب الناس علي مختلف طبقاتها وثقافاتها منحتني ثقة كبيرة في نفسي، وكان لهذا أثره الكبير في تجاوزي أزمتي.