عن الأزمة التي يعاني منها المؤلف المبدع كان هذا التحقيق: يقول المؤلف بخيت بيومي: لقد كانت تراودني فكرة عمل "دولة الفكاهة الشعبية" منذ عشر سنوات مضت وكنت أريد تقديم العمل للمسرح الغنائي، ولكن وجدت أنه لايوجد لدينا مسرح غنائي لأن مسرح الدولة يعمل بمقولة "شيلني وأشيلك" لذلك قررت أن أكتبه للتليفزيون، وأن يكون علي جزءين وهي دولة الفكاهة بما فيها من مشاكل ثم إنقاذ هذه الدولة، ولقد كتبت عشر حلقات مع ملخص للعمل وقدمتها لقطاع الإنتاج من عام 2006 وحصلت علي موافقات رقابية وبعدها كتبت حتي وصلت إلي 23 حلقة وكنت أعلم جيدا أنني داخل علي حقل ألغام لأن هذا العمل سياسي في قالب كوميدي. حيث يتناول العمل دولة اسمها دولة الفكاهة موجودة بمكان ما علي الأرض بها أزمة ضحك والضحك كان المحصول للدولة والنكتة كانوا يصدرونها للدول التي تريد الضحك.. وفجأة السلطان حاكم الدولة وجد الناس لا تضحك لأبو التفانين نقيب النكتة وزعبولا الفشار كما استدعي الكومندان خرابة وزير الغلابة والكومندان أزعرينة عمدة المدينة ومدام جولبهار وزيرة الأسعار باختصار استدعي المجلس الأعلي للفكاهة لعقد اجتماع، وأبلغوه أن وراء ذلك عصابة النكد الدولية فهي التي عملت المؤامرة إلا أن الكومندان مروحة وزير البحبحة (المالية) تخلف عن الاجتماع، واقترح واحد منهم استيراد نكت، لكنها كانت مفخخة من يضحك علي النكتة تتفجر فيه.. والعمل شبيه بألف ليلة وليلة، ولكن في شكل فانتازيا شعبية خيالية، وبه إسقاط علي الوضع الراهن الذي نعيش فيه. هل اعتبروه بلا إسقاط رغم أن أحداثه سنة 330 هجرية، ولكن كان لابد أن أعمل إسقاطا علي حالنا لأن (شر البلية ما يضحك) وأنا قلت إن هناك أزمة ضحك وكان أملي أن أضحك الناس، ولكن الخوف علي المنصب يجعل الناس ترفض أعمالا جيدة وتفرط في حساسيتها للأعمال في الوقت الذي وافقت الرقابة علي العمل، ولكن الألغام التي داخل العمل، وأنا أتحدي أي مؤلف دراما في مصر يستطيع أن يكتب مثل هذا العمل، لأن معظم المسلسلات الموجودة علي الساحة ماركة أقلب الورق، ولم يعد للإبداع مكان علي الساحة الدرامية. وعن توقف العمل رغم الموافقات الرقابية عليه يقول بخيت بيومي: العمل كان إنتاجا مشاركا لقطاع الإنتاج مع عادل مكين الذي كان سيقوم بإخراج العمل أيضا وسيشارك بنسبة 40% والقطاع 60% وبعد الإشادة بالعمل فجأة دخل الثلاجة بعد أن سمعت من مجدي عبدالعزيز وهو عضو بلجنة الدراما العليا أنه أجاز 13 حلقة والتي بها الألغام ورفض العشر حلقات الأخري. فشعرت أنه مسلط من آخرين لرفضها وكي يستمر في اللجنة وتردد أن وراءها فوزي فهمي. ويضيف:رفضت أن ألجأ لوزير الإعلام أو رئيس الاتحاد إلا أنه يوجد أكثر من عرض بالقطاع الخاص لتنفيذها وكانت ميزانيتها ستتكلف 9 ملايين جنيه. ويقول المخرج عادل مكين والمنتج المشارك للعمل لقد حزنت جدا لعدم تنفيذ المسلسل، خاصة أنه عمل جيد جدا وجميل وكان يستحق أن يخرج للنور لأنه عمل كوميدي يعيد لنا أمجاد الكوميديا التي اختفت الآن ولقد عرضت العمل علي أكثر من جهة إنتاجية إلا أنها تخوفت نتيجة صعوبة التسويق للبلاد العربية، والذي أصبح هاجسا يؤرق الجميع وأصبحنا نلبي رغباتهم ونتيح لهم مع الأسف ما يريدونه، رغم أنه مسلسل قوي وعمل جديد وبه رمز يلخص أشياء كثيرة بالمجتمع المصري نعاني منها، ولكن العمل توقف وتردد أن د. فوزي فهمي وراء هذا التوقف. ومن جانبنا طرحنا الأمر علي د. فوزي فهمي الذي أبدي تعجبه من أن يرفض عملا، وقال ليس لي أي علاقة بهذا الأمر، وأنا بعيد تماما عن كل هذه المسائل وهذا اتهام باطل.