فوجئت بعد نشر "نهضة مصر" الحوار الذي اجرته معي بصحيفتين حكوميتين تحاولان استغلال بعض كلمات وردت علي لساني في الحوار وتلونها بصورة تستهدف الدس والوقيعة وإثارة الخلافات داخل التجمع، واظهار التجمع في صورة تخالف الواقع، ويهمني حرصا علي الحقيقة وحتي لا يسئ أحد فهم ما قلته أن أوضح التالي: إن حزب التجمع طوال تاريخه الممتد 33 عاما حتي الآن تميز بتعدد الآراء والاجتهادات داخله بين اعضائه وقياداته والقبول بوجود اختلافات في الرأي وتفسيرات متعددة لبرنامج الحزب وادبياته مع الالتزام التام بقرارات الحزب ومواقفه المعلنة. ان علاقتي بدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب لاتقف عند حدود الزمالة في الحزب وهي شيء كبير ومهم ولكنها علاقة نضال وكفاح مشترك من أجل الوطن والشعب وحلم الحرية والاشتراكية والوحدة، دفع د. رفعت بسببها 14 عاما داخل المعتقلات والسجون في جميع العهود ودخلنا بسببها سجون السادات، وهي ايضا علاقة صداقة شخصية وعائلية. عندما قلت إن مايكتبه د. رفعت السعيد في مقالاته "يعبر عن آرائه الشخصية" فقد كنت أعني ما أقول فرفعت السعيد مثله مثل عدد كبير من قادة التجمع صحفي وكاتب ومفكر وباحث "إضافة إلي انه مؤرخ" وعندما يكتب مقالاته في الأهالي أو الأهرام فهو يعبر عن رأيه واجتهاده سواء كان متطابقا مع رأي الحزب أو مختلفاً عنه، وهو نفس الأمر بالنسبة لي عندما اكتب مقالات أو كتب باسمي. أما د. رفعت السعيد رئيس الحزب فتصريحاته ومواقفه ملتزمة بالضرورة ببرنامج الحزب وقراراته ومواقفه ملزمة للحزب كله. وفي هذا الاطار فالقول بأن ما يكتبه رئيس الحزب عن الإخوان المسلمين في الجريدة يعبر عن رأيه الشخصي صحيح. ولا يفهم من ذلك أن لي موقفاً مختلفا من الاخوان، فكلانا يرفض موضوعيا الدولة الدينية والتي يدعو لها الاخوان المسلمين، ويرفض الحزب الديني والتمييز ضد النساء والاقباط في صلب فكر وبرامج الاخوان، ويرفض ادخال الدين في السياسة حماية للدين وللسياسة معاً. بل أزعم انني في كثير من الاحيان أكثر تشددا ورفضاً لمنهج مواقف الاخوان من د. رفعت السعيد. وموقف د. رفعت الشخصي أو موقفي أو موقف أي من قيادات الحزب لا يلزم الحزب وإنما ما يلزم الحزب هو ماورد في البرنامج العام وقرارات المؤتمرات العامة بالنسبة لتيارات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين. عندما تحدثت عن عزوف بعض اليساريين عن الانضمام للحزب أشرت إلي عدة اسباب منها.. اختلاف خطاب الحزب نتيجة لاختلاف الواقع، وحالة اليأس العامة في المجتمع من امكانية التغيير، وأخيراً وجود تناقض بين الخط المكتوب في وثائق الحزب وبين التعبير عنه "خاصة تعبير رئيس الحزب عنه". وقد جري التركيز علي السبب الأخير بشكل مقصود. ولا يخجلني الاعتراف ان تعبيري لم يكن دقيقا، فمجمل ما يقوله ويكتبه د. رفعت السعيد بشخصه أو صفته الحزبية تعبير عن الحزب ومواقفه بأسلوبه الخاص والذي يختلف من شخص إلي آخر. وما قصدته ان بعض الكتابات أو الاقوال أدت إلي ابتعاد بعض اليساريين عن الحزب. وأظن ان ذلك لا ينطبق علي د. رفعت السعيد وحده، بل هناك من اليساريين من يرفض التجمع لمجرد وجود هذا الشخص أو ذاك في الحزب أو يبررون ذلك لأسباب لديهم. مرة أخري أؤكد ان الخلاف لا يفسد للود قضية وان وحدة وتماسك حزب التجمع تحت قيادة د. رفعت السعيد والأمانة العامة فوق كل اعتبار.