يوم الأحد الماضي عقد حزب التجمع وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة اجتماعا بمقر الحزب استغرق نحو3 ساعات. حضره من التجمع سمير فياض وأنيس البياع وفريدة النقاش نواب رئيس الحزب ونبيل زكي أمين الشئون السياسية وحسين عبد الرازق عضو المكتب الرئاسي والدكتور محمد رفعت أمين الإعلاميين ومحمد فرج الأمين العام المساعد, بينما ضم وفد المحظورة كلا من الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد والدكتور محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية بمجلس الشعب والدكتور سعد عمارة القيادي في الجماعة ومسئولها في محافظة دمياط. الاجتماع نال اهتماما إعلاميا كبيرا لأنه عقد بين طرفين متناقضين تماما أحدهما أقصي اليسار( التجمع) والآخر أقصي اليمين المتطرف( المحظورة) والعلاقات بينهما متوترة تماما ويحل محلها اتهامات و حرب كلامية متبادلة, حيث يري الحزب أن الجماعة متطرفة, بينما تري المحظورة أن التجمع يحمل أيديولوجيات معادية للإسلام, وغيرها من الاتهامات المتبادلة التي لا تعطي بريق أمل في التقاء الطرفين يوما ما. المحظورة تحاول أن تظهر للرأي العام أن الاجتماع نجح وسيكون بداية علاقات جديدة قائمة علي تبادل وجهات النظر والتعاون في القضايا العامة مثل المطالبة بتعديل الدستور وإلغاء القوانين المقيدة للحريات, بينما يؤكد قادة التجمع فشل الاجتماع, وأنه لم يكن سوي عرض لوجهات النظر, وبعده كل جانب يرحل لسبيله لأن المحظورة صاحبة أفكار متطرفة, ولا تنوي تغيير نهجها وإبداء أية مرونة خاصة فيما يتعلق بملفي المرأة والأقباط اللذين تنظر إليهما الجماعة بعين الاحتقار, فهي تري أن مكان المرأة هو المنزل وأن الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية. التجمع كان منقسما في آرائه حول قبول المبادرة إلي قسمين, الأول كان رافضا وعلي رأسه الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب لأنه لايري أملا في تغير المحظورة ولا يثق فيها, والآخر رأي أن التعاون معها في القضايا العامة كالمطالبة بتعديل الدستور لا يضر وربما تتغير الجماعة تدريجيا عندما تنخرط في الأحزاب الشرعية و هذا الرأي يتزعمه أنيس البياع نائب رئيس الحزب. وقال السعيد إن المحظورة عرضت علينا الزيارة فكان من الأدب أن نقبلها ولا نرفض واستقبلناهم واستمعنا إليهم واستمعوا إلينا وفي النهاية لم نلمس منهم تغييرا ولا مرونة وبقي الحال كما هو عليه, فهم مصرون علي عدم جواز تولي المرأة والأقباط رئاسة الدولة. وأضاف أن المحظورة لا تتعامل بأخلاقيات في اتفاقاتها ولا تفي بوعودها, واعتادت علي أنه في كل تحول تمر به داخليا تذهب إلي القوي الأخري لشرح أفكارها, موضحا أنه عندما تولي مهدي عاكف مرشدها السابق منصبه طلبوا زيارة الحزب لبحث سبل التعاون وتكرر الأمر مع محمد بديع المرشد الجديد, لكن ذلك لم يغير من علاقة التجمع بالمحظورة فلا قلت الخصومة ولا زاد الاقتراب. وأكد السعيد أن الإخوان المسلمين يشعرون بالعزلة حاليا نتيجة للضربات الأمنية التي تلقوها مؤخرا وتحاول التخفي في قوي أخري ولو استمروا علي نهج أفكارهم الحالية سيظلوا معزولين. وذكرت فريدة النقاش نائب رئيس حزب التجمع أنه لم يتم تنسيق أو اتفاق بين الحزب والمحظورة خلال الاجتماع, ولم يحدث سوي تشاور فحسب, وما تحاول المحظورة إظهاره للرأي العام ووسائل الإعلام أن الاجتماع نجح غير صحيح, لأننا نعادي أفكارهم ودعوتهم لإقامة دولة دينية لا مكان فيها للمرأة والأقباط فهم لا يتغيرون ولن يوقف التجمع حملاته الإعلامية ضد أفكارهم المتأخرة التي تعود للقرون الوسطي. وتساءلت متعجبة.. كيف يقول محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد أثناء الاجتماع لا تفرضوا علينا تصويتا محددا.. نحن لا نصوت إلا للمسلم. وأضافت أن المحظورة تهدف من المبادرة للاحتماء بالحركة السياسية في الساحة للاختباء بها وصرف أنظار الأمن عنهم وبعد زوال محنتهم يعودون لما كانوا عليه من الاستعلاء علي القوي الشرعية والاستهانة بها, مشيرة إلي أنها واجهتهم خلال الاجتماع ببرنامج حزبهم الذي يسعون لتأسيسه فهو لا يصلح أن يكون برنامجا إلا لأناس يعيشون في القرون الوسطي, فهو يتضمن تكوين لجنة فقهاء تراجع القوانين طبقا لمبادئ الشريعة الإسلامية, ويحرم تولي المرأة و الأقباط منصب رئيس الدولة. وقالت إن المحظورة لا تنوي تغيير أفكارها بدليل إقصاء بعض قادتها في الآونة الأخيرة الذين يتمتعون بمرونة في التفكير مثل محمد حبيب وعبد المنعم أبو الفتوح. وأكدت أن السعيد لم يحضر الاجتماع لعدم حضور بديع, مشيرة إلي أن الجماعة عندما زارت حزب الوفد العام الماضي كان علي رأس وفدها مهدي عاكف المرشد العام وقتها. ويري أنيس البياع نائب رئيس حزب التجمع أن الاجتماع حتي لو لم يسفر عن شئ فإنه عمل إيجابي اكتشف خلاله الطرفان نقاطا مشتركة حيث لم يكن هدفه التنسيق في الانتخابات البرلمانية المقبلة, مشيرا إلي أنه لا مانع من فتح حوار مع المحظورة حتي تذوب في القوي الشرعية وتغير أفكارها. وقال البياع إنه عرض علي قادة الجماعة أن يذهبوا للأحزاب الأخري( الوفد والناصري) مثلما فعلوا مع التجمع, لأن المرحلة المقبلة تحتاج لتضافر كل القوي السياسية في المجتمع لحل مشاكل مصر المختلفة, موضحا أن رفعت السعيد لم يكن مرحبا بتقارب المحظورة للأحزاب خاصة التجمع لأنه يري أن مساحة الاختلافات كبيرة جدا. ويؤكد محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب الناصري أن المحظورة تحاول التوغل داخل القوي السياسية المختلفة لأنها تشعر بالنبذ والعزلة, لكن أفكارها مختلفة تماما عن برامج الأحزاب, فهي جماعة دينية تتبني برنامجا دينيا وهذا خلال برامج الأحزاب الشرعية. وقال إن الناصري لم يرفض زيارة المحظورة( المقررة غدا) لأن الحزب يتعامل بكل احترام مع من يطلب زيارته وستناقش قيادات الحزب أي مقترحات تطرأ في اللقاء مع عدم الإخلال أو التنازل عن مبادئ الناصري العامة. عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أكد أن الحزب لم يتلق أية دعوة من المحظورة بزيارة أو عقد اجتماع, مشيرا إلي أنها لو طلبت ذلك سيعرض الأمر علي الهيئة العليا للحزب لمناقشته وأخذ القرار المناسب. ويري شيحة أن الجماعة تمر حاليا بفترة عصيبة نظرا للملاحقات الأمنية وتواجد عدد من قادتها في السجون وتزامن كل ذلك مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية, ولذلك تسعي الجماعة بكل جهودها لتعويض ذلك عن طريق الالتحام بالقوي الأخري. ومن جانبها تؤكد المحظورة أنها لا تشعر بالعزلة ومبادراتها المطروحة مع الأحزاب سببها اعتقاد الجماعة بوحدة العمل السياسي واشتراك كل القوي من أجل مصر. وذكر الدكتور محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية للمحظورة بمجلس الشعب أن لقاء حزب التجمع والجماعة كان بهدف تبادل الأفكار والرؤي لإيجاد أرضية مشتركة للتعاون في القضايا العامة التي تمر بها مصر, وأن الاجتماع كان إيجابيا, وهناك اجتماع آخر مع الناصري غدا ومشاورات مع الوفد مثلما حدث مع التجمع والناصري وأوضح أنه ليس شرطا للتعاون الاتفاق في جميع القضايا والمبادئ بين طرفين فالجماعة تحاول فتح حوار مع كل القوي من أجل المشاركة في إحداث تغيير سياسي بمصر وليس هناك أغراض أخري. وقال إن الجماعة لا تشعر بعزلة فهي منخرطة في كل الحركات وبعض الأحزاب مثل حزب الجبهة الديمقراطية وجبهة أيمن نور الرئيس السابق لحزب الغد الذي خرج من السجن لاتهامه بتزوير توكيلات حزبه مشيرا إلي أن الجماعة لا تأخذ تصريحات رفعت السعيد بسوء نية, لأن هناك قيادات كثيرة في التجمع ترحب بالتقارب بين الطرفين. وأكد حمدي حسن عضو مجلس الشعب والقيادي في المحظورة أن استراتيجية الجماعة هي التعاون مع الآخر حتي لو كان الحزب الوطني, لأن التغيير لن يحدثه الإخوان وحدهم أو أي فصيل آخر لوحده, وإنما بتضافر جهود كل القوي, وهناك نقاط كثيرة مشتركة بين كل القوي والأحزاب يجب الالتفاف حولها مثل المطالبة بوقف قانون الطوارئ وتعديل الدستور, مشيرا إلي أن المطالب العامة للجماعة أصبحت أكثر وضوحا, والجماعة تمد يدها لكل فصيل أو حزب في الوقت الراهن لأن مصر مقبلة علي موسم سياسي ساخن, نافيا أن المحظورة تشعر بالعزلة والدليل علي ذلك أن لديها86 نائبا في البرلمان.