أليست مفارقة أن يتباهي حزب الله اللبناني بإلحاق الهزيمة النكراء بالعدو الإسرائيلي، وكسر شوكة وطغيان جنوده في حرب "تموز" يوليو من عام 2006، ويعجز عن الصمود أمام مسلسل درامي يحمل عنوان "الفنار"؛ فيمزقه إلي أشلاء، بعد أن يشوه ملامحه، ويمثل بجثته "الإبداعية"؟ لقد فوجئنا جميعا بما حدث لهذا المسلسل علي يدي قناة "المنار" التابعة للحزب، والتي وافقت بملء إرادتها، علي شراء حقوق عرض المسلسل، الذي يمجد روح المقاومة، ويتغني بصمود شعب مدينة بورسعيد الباسلة، وصده للعدوان الثلاثي عام 1956، وإذا بها تنكل بالعمل عند عرضه وتستبدل أغانيه "المحذوفة" بتكبيرات من صنعها، وممثلاته "السافرات" بمحجبات من خيالها. وأكبر الظن أن ما حدث للفنار ترك انطباعا سلبيا، وشعورا بالخوف والقلق، وخصم كثيرا من شعبية "حزب الله".