ما بين شعور أمريكي بالإهانة لم يتجاوزه الوسام الذي حصل عليه في أفغانستان وإحساس عربي بالارتياح من حادث الحذاء الذي تعرض له الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يقضي أيامه الأخيرة في منصبه قبل نقله إلي الرئيس الجديد أوباما كثرت تداعيات أزمة الحذاء الذي يعتبر الإهانة الأكبر لأمريكا ورئيسها في التاريخ. وتحول الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمي بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمره الصحفي أمس الأول في بغداد إلي ما يشبه بطل قومي علي المحاور الشعبية في بعض البلدان العربية وبادرت جهات حقوقية عربية كثيرة لمناصرة الزيدي، حيث طالب المحامي محمد منيب نائب رئيس اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان ومحامي الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمعاملة الزيدي كأسير حرب. أما سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب فأعلن عن تشكيل لجنة من نقباء المحامين بالدول العربية للتنسيق مع نقابة المحامين العراقية للدفاع عن منتظر الزيدي. من جانبه أكد مكرم محمد أحمد الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب تضامن الاتحاد مع الصحفي العراقي وكشف عن تشكيل وفد من هيئة مكتب الاتحاد للسفر إلي بغداد ومخاطبة الحكومة العراقية لعدم المساس بكرامة الصحفي العراقي لتعبيره بالطريقة التي اختارها عن رفضه للاحتلال العراقي. ونقلت شبكة سكاي نيوز عن مسئولين عراقيين أمس أن الصحفي منتظر الزيدي معتقل حاليا بمقر رئيس الوزراء العراقي.وذكرت الشبكة أن السلطات العراقية تجري تحقيقا مع الزيدي لمعرفة ما إذا كان قد تلقي أموالا من جهة معينة للقيام بذلك موضحة أن الزيدي يخضع أيضا لاختبارات الكحول والمخدرات لمعرفة ما إذا كان من المتعاطين لها مشيرة إلي أن واحدة من الحذاء الذي قذفه الزيدي أصابت العلمين الأمريكي والعراقي، من جانبها طالبت قناة البغدادية التي تبث برامجها من مصر السلطات العراقية بإطلاق سراح مراسلها منتظر الزيدي وأوضح البيان الذي بثته القناة أن مجلس إدارة قناة البغدادية يطالب السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن منتسبها منتظر الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها. وأكد أحد العاملين في قناة البغدادية الفضائية الاثنين أن زميله الصحفي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه وطني متشدد وكان يخطط منذ أشهر لفعلته التي أدانتها الحكومة العراقية.