الحلم الأمريكي "هو الذي جعل من هذا البلد بلدا ليس كالدول الأخري". وأضاف "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات. في ترجمة حقيقية وبعيدا عن أي تجميل لمفهوم "الحلم الأمريكي"، وما يحب أن يطلق الأمريكيون عبارة "فقط في أمريكا Only in America "، وفي مساء يوم الخميس 28 أغسطس 2008 قبل باراك أوباما ترشيح الحزب الديمقراطي له ليخوض سباق الرئاسة الأمريكي يوم 4 نوفمبر القادم. وأمام ما يقرب من 84 ألف أمريكي ديمقراطي احتشدوا في استاد مدينة دينفر عاصمة ولاية كولورادو، قبل السيناتور باراك أوباما تسميته الرسمية لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليصبح بذلك "الأسود" الأول الذي يحظي بفرصة قيادة البيت الأبيض قلب سدة الحكم بالولاياتالمتحدة، وليصبح كما يتم تسميته عالميا "زعيم العالم الحر". وأقسم باراك اوباما بالدفاع عن "الحلم الأمريكي" أمام أنصاره من الديمقراطيين. وصادف خطاب أوباما الذكري الخامسة والأربعين للخطاب الشهير الذي ألقاه الزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية الأمريكية والحائز علي جائزة نوبل للسلام مارتن لوثر كينج عندما قال "عندي حلم I have a dream". أمريكا دولة ليست كالدول الأخري وأعلن أوباما أنه لن يتردد أبداً في الدفاع عن الولاياتالمتحدة في حال أصبح رئيسا موضحا أن الولاياتالمتحدة تعيش مرحلة فريدة في تاريخها. وقال: "بوصفي قائدا أعلي قائد عسكري Commander-in-Chief لن أتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد ولكن سأرسل جنودنا للمجازفة بحياتهم فقط من أجل مهمة واضحة وبالتزام مقدس بأن تكون لديهم جميع التجهيزات الضرورية للقتال وأن يحصلوا علي العناية والمساعدات التي يستحقونها بعد عودتهم". وركز اوباما في خطابه علي بعض القضايا الدولية، وجاءت أفغانستان كأهم القضايا التي يريد أن يركز عليها حال نجاحه في دخول البيت الأبيض وأكد علي الاستمرار في مكافحة تنظيم القاعدة ، وتعهد أوباما بإنهاء الحرب في العراق وقال إنه سيكون مستعدا لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية عندما تقتضي الضرورة، مصرا علي أنه "لن يتردد أبدا في الدفاع عن هذا البلد". في ذات الوقت الذي يعمل لمنع إيران من امتلاك قوة نووية عبر الوسائل الدبلوماسية، إضافة لوقف ما وصفه بعدوان روسي. وواصل "نحن أمام إحدي هذه اللحظات الفريدة، لحظة تخوض فيها امتنا حربا واقتصادنا مضطرب والحلم الأمريكي مهدد من جديد". وتابع قائلا إن الحلم الأمريكي "هو الذي جعل من هذا البلد بلدا ليس كالدول الأخري". وأضاف "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات. أمريكا بلد الأحلام وتأكيدا لمفهوم الحلم الذي هو عماد ومصدر إلهام التاريخ الأمريكي منذ قيام الدولة الأمريكية! أكد أوباما "لهذا السبب أنا متواجد هنا في هذا المساء. لأنه منذ 232 عاما (أي منذ تاريخ استقلال الولاياتالمتحدة عام 1776) في كل مرة كان فيها هذا الحلم مهددا، وجد رجال ونساء عادين، طلابا وجنوداً ومزارعين ومدرسين وممرضات وعمال تنظيف، الشجاعة لإبقاء هذا الحلم حيا". ويراهن أوباما بصورة كبيرة علي الطبقات الكادحة والأقليات والطلبة، علي خلاف جون ماكين الذي يسعي إلي إغراء ناخبين من الطبقة الاجتماعية العليا. وتابع أن الحلم الأمريكي هو الذي جعل من هذا البلد بلدا ليس كالدول الأخري. وأضاف: "إذا عملنا جاهدين وقدمنا تضحيات فكل واحد منا سيتمكن من تحقيق حلمه وأكثر من ذلك الانضمام إلي العائلة الأمريكية الكبري للتأكد من أن الجيل الجديد سيتمكن بدوره من مواصلة هذا الحلم".ورغم قرب دخول أوباما البيت الأبيض، يصعب القول أن الأمريكي الأسود قد نال كل الحقوق، والفرص المتاحة لنظيره الأبيض بعد، نعم تحسنت ظروف معيشة السود بشكل عام، لكن الفوارق لا تزال قائمة. صحيح انه لم يعد يمنعون من دخول المطاعم والمسارح ودور السينما، نعم هناك الكثير من رؤساء الشركات ورؤساء المدن والصحفيين والناجحين في كل المجالات وطبقا لإحصاء عام 2000 بلغ عدد السود 34.7 مليون نسمة، أو نسبة 13.4% من إجمالي عدد السكان. وتبقي المشاكل الكبيرة للسود الأمريكيين ممثلة في عدة ظواهر مقلقة أبرزها: الفقر: يعيش 24.7% من السود تحت خط الفقر، وتبلغ هذه النسبة 12.7% علي المستوي القومي الأمريكي. ويقصد بالفقر أمريكيا حصول عائلة مكونة من أربعة أفراد علي اقل من 400.18 سنويا. التعليم: يتعرض التلاميذ السود في حالات الإخلال بالنظام لعقوبات أكثر صرامة من نظرائهم البيض، ويجد الكثير من التلاميذ السود أنفسهم في مدارس ضعيفة التجهيز. الصحة: معدل عمر الأمريكي الأسود أقل من نظيره الأبيض ب 6 سنوات. العدالة ونظام المحاكم: يتعرض السود أكثر من غيرهم لرقابة الشرطة في الأماكن العامة كما أن احتمال الحكم عليهم بالإعدام يبلغ أربعة أضعاف احتمال الحكم علي البيض في الجرائم المشابهة. السكن: تكون الأماكن الأكثر تلوثا في الولاياتالمتحدة عادة علي مقربة من مناطق سكن السود. الزواج المختلط: لا تزال نادرة بين السود والبيض وتبلغ فقط (0.6%). سياسيا: يوجد عضو واحد بمجلس الشيوخ من السود "باراك أوباما ديمقراطي ولاية إلينوي" من بين 100 عضو بنسبة 1% من الأعضاء، ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 42 عضوا من بين 435 بنسبة 9.6% من الأعضاء. ويحصد الحزب الديمقراطي ما يقرب من 90% من أصوات السود ومعظم أعضاء الكونجرس منهم ينتمون للحزب الديمقراطي. وعملية تطور حصول السود علي حقوق متزايدة بلغت أقصي مراحلها مع توقيع الحكومة الأمريكية في عام 1994 علي معاهدة الأممالمتحدة بمحاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد بسبب العرق أو اللون أو الموطن الأصلي. وتري الإدارات الأمريكية المتتالية أن الطريق ما زال طويلا أمام اختفاء كل أشكال التمييز في الولاياتالمتحدة في الحياة اليومية والفعلية وان قطعت شوطا طويلا من الناحية القانونية.