أنهي مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون وسط وجنوب آسيا ريتشارد باوتشر زيارته لباكستان بدعوة صريحة لعدم المضي قدما في إقالة الرئيس برويز مشرف، وهو ما اعتبره نواز شريف تدخلا في الشئون الداخلية للبلاد، بينما اعتبره المراقبون خطوة مؤقتة تسبق موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في 4 نوفمبر المقبل. ففي ختام زيارته لباكستان التي استمرت ثلاثة أيام، عقد باوتشر مؤتمرا صحفيا عبر من خلاله عن استمرار دعم الولاياتالمتحدة الرئيس مشرف لبقائه في السلطة، مشيرا إلي أن رفع المعاناة عن كاهل المواطن الباكستاني في مواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار قضية أهم من أمر إقالة الرئيس مشرف حسب قوله. ونقلت الصحف الباكستانية أنباء عن مطالبة باوتشر أقطاب التحالف الحكومي أثناء لقائه رئيس الوزراء سيد رضا جيلاني ورئيس حزب الرابطة الإسلامية نواز شريف بالتوقف عن إثارة قضية إقالة مشرف، فيما أشار باوتشر في مؤتمره الصحفي إلي أن الولاياتالمتحدة تعتبر مشرف رئيسا لباكستان وتتعامل معه علي هذا الأساس. أثارت تصريحات باوتشر استياء نواز شريف الذي علق عليها بالقول "إن باكستان ليست بحاجة إلي استشارة دول أجنبية في قضية إقالة مشرف"، وفيما اعتبر شريف تصريحات باوتشر تدخلا في الشئون الداخلية لباكستان شدد علي أن قرار إقالة مشرف من حق الشعب الباكستاني وحده. وهكذا عادت قضية بقاء الرئيس مشرف في السلطة من عدمه إلي واجهة الأحداث من جديد في ظل تجديد واشنطن دعمها له، فيما يري مراقبون أن هذا الدعم هو خطوة مؤقتة. ويري المحلل السياسي جاويد رانا أن إبقاء الولاياتالمتحدة علي دعمها الرئيس مشرف قد يستمر حتي 4 نوفمبر المقبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تريد استمرار الحرب علي الإرهاب في الحزام القبلي الباكستاني علي نفس الوتيرة حتي انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة وأنه ليس من مصلحتها رحيل مشرف عن السلطة في الوقت الراهن.